رجاء بن سلامة: كلّ شيء مطروح للنّقد والتّفكيك.. إلا العبث برموز البلاد

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/garaaaaaaaaaaaa5-05-49.jpg width=100 align=left border=0>


نصرالدين السويلمي

من باب حسن النية، لنفترض ان الدكتورة رجاء بن سلامة لم تستوعب جيدا ما يدور هذه الايام من نبش في الماضي ومن التجاء البعض لمناخات الحرية كمدخل لإعادة انتاج التاريخ، وان كان البعض يسعى الى ذلك تشكيكا وتجريحا وتصويبا وحتى نسفا لمرويات الماضي المشوب، فالبعض الآخر حرّم وجرّم الاقتراب من التاريخ المقدس، واعتمد التحريم والتجهيل والتكفير والتسفيه، ضد من سولت له نفسه وعبّر عن رغبته في اعادة كتابة تاريخ تونس بلسان ديمقراطي مبين، وبعيدا عن استئجار الاقلام وحشد المرتزقة لكتابته تحت مراقبة بوبوالة، وما اكثر "البوبــــالات" في تاريخ تونس.






تؤكد بن سلامة في تدوينة نشرتها على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك انها " كالكثير من التّونسيّين، تمثّل معركة التّحرير جزءا من ذاكرة أسرتي، لا من تاريخ البلاد فقط. ومن هذا المنطلق، على الأقلّ، أدين نبّاشي قبور المناضلين والشّهداء، وأدين المتلاعبين بالرّموز التّأسيسيّة"، وهي محقة في ما ذهبت اليه، ونحن على مذهبها، ندين كل من يعبث بالرموز التاسيسية، على غرار الثعالبي الذي اسس للحياة الحزبية والحامي الذي اسس للحياة النقابية والدغباجي الذي اسس للحياة العسكرية وبن يوسف الذي اسس للحياة النضالية، ولا نشكك في ان ذلك ديدن كل المواطنين التونسيين، على اختلاف مشاربهم، فقط ما التبس على بن سلامة أن الذين ينبشون في تاريخنا، ليسوا بصدد تسفيه الحقبة برمتها وانما بصدد تجريح وتعديل بعض الشخصيات التي فرضت نفسها على الحبر بالدم وارسلت الشرطة لتراقب كل مجالس التدوين وتدقق في الحروف والكلمات قبل ان تدقق في المعاني، والاكيد ان المثقفة الدكتورة بن سلامة تشاطرنا الراي في انه من يرفض اخضاع المرويات التي ولدت من رحم المخابرات الى التمحيص والتدقيق باعين الحرية والمهنية والاستقلالية، فهو العاق لوطنه المطرود من رحمة المواطنة، والى ذلك هو من الميكافيليّين الذين يتمعشون من الديمقراطية ويعلون شانها ان توافقت مع اهوائهم، وينبذونها ويجرّمونها إذا تعارضت مع ذواتهم المتورمة.

نُطمئن السيدة رجاء أن الذين ينبشون اليوم في وثائقنا، هم يستهدفون زوايا مظلمة كُتبت بأوامر من الاشخاص وعلى مقاسهم ولم يستشر فيها الشعب ولا النخب ولا التاريخ، ماعدا ذلك هم يبجلون المجاهدين الذين قاتلوا فرنسا واستشهدوا، ويوقرون الرموز الذين استعصوا على اجندة الاحتلال فتم اغتيالهم، و يترحمون بالليل والنهار على الذين طاردت فرنسا طويلا، فافلتوا منها، ولما وضعوا اسلحتهم للاستراحة من عناء سنوات الكفاح، ذُبحوا ذبح الخراف، تمتعت فرنسا بقتلهم وتخففت من دمهم. بل يمكن القول ان من ينبشون اليوم تاريخ تونس، يبجلون كل من اسهم في معركة التحرير الوطني بلا انتقاء، فقط يرغبون في ممارسة التبجيل عن بصيرة ومن خلال مرويات المؤرخ الاصيل وليس المؤرخ الاجير.

كان يمكن للسيدة رجاء ان تنسّب الامور وتبتعد عن خطاب النظم الديكتاتورية، التي وحال انتقادها، تفزع الى المذياع لتؤكد للشعب ان اعداء الوطن يتآمرون على الوطن ويخونون الوطن ويكرهون الوطن..لقد قرروا انهم هم الوطن ومن يجرح شعورهم فقد جرح شعور الوطن، ذلك ما وقعت فيه السيدة رجاء، حين اكدت ان " التّونسيّين لن يسامحوا من استغلّ فرصة هذه الأشغال الكبرى ليعبثوا برموز البلاد"، وكأن الدغباجي وبن غذاهم والحامي والثعالبي وحشاد وصالح بن يوسف والشرايطي..لا يندرجون تحت "رموز البلاد"، وانه وحده لا شريك له بورقيبة من يندرج تحت هذه اللافتة!!!

من العيب بل من العار، ان تدعو هذه الشخصية او تلك الى النبش في دين المسلمين ورب المسلمين ، وتفند حرمة الزنا والخمر والشذوذ، وتسخر من قرون التعبد التي مارسها الآباء والاجداد ونمارسها اليوم قربانا لله، ثم تطلق صيحات الفزع في وجه من اراد النبش في بعض الوثائق، ودعا الى سحب تاريخ البوليس من الاسواق واستدعاء اصحاب الاختصاص الى تحبيره في مناخات الحرية وتحت صفر ضغوط.


*تدوينة بن سلامة


"نبّاشو القبور
تونس في حالة هدم وبناء en chantier، في كلّ المجالات. كلّ شيء مطروح للنّقد والتّفكيك. لا شيء يفلت من هذه الأشغال التي تربك الاقتصاد والاجتماع، لكنّها مفيدة، لأنّها تجذّر الحرّيّة والدّيمقراطيّة.
لكنّ التّونسيّين لن يسامحوا من استغلّ فرصة هذه الأشغال الكبرى ليعبثوا برموز البلاد، ومن أهمّها الاستقلال الذي كان لحظة تأسيسيّة فارقة، والذي ضحّت من أجله أجيال.
أشباه المؤرّخين والحقوقيّين هؤلاء، المنتصبون كالسّحرة والمشعوذين لبيع الأوهام، وفكّ الطّلاسم، هم بمثابة نبّاشي القبور. ولا تسامح مع نبّاشي القبور.
أنا كالكثير من التّونسيّين، تمثّل معركة التّحرير جزءا من ذاكرة أسرتي، لا من تاريخ البلاد فقط. ومن هذا المنطلق، على الأقلّ، أدين نبّاشي قبور المناضلين والشّهداء، وأدين المتلاعبين بالرّموز التّأسيسيّة."



Comments


13 de 13 commentaires pour l'article 159432

Zeitounien  (Tunisia)  |Vendredi 13 Avril 2018 à 08:43           
يوجد من يعبد أبا رقيبة وثنا.

PATRIOTE1976  (Tunisia)  |Vendredi 13 Avril 2018 à 08:34           
لا شيء مقدس على وجه البسيطة سوى كلام الله سبحانه و تعالى في القران الكريم

ما عدا دلك قابل للنقاش و النقد و التشكيك و التمحيص

مادا فعلت السيدة بن سلامة ?

العكس تماما
يا سبحان الله
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا . . . .

Mandhouj  (France)  |Vendredi 13 Avril 2018 à 07:28 | Par           
رجاء بن سلامۃ عبر تدويناتها تريد تحديد اللون و الذوق للآخرين . يا سيدتي هذه هي الفاشيۃ بالذات .. إستقيل من مهماتك في المكتبۃ الوطنيۃ .. أنتِ عبث و خياينۃ لذاكرۃ الأمۃ التونسيۃ . .

Zeitounien  (Tunisia)  |Vendredi 13 Avril 2018 à 06:39           
إذا رفضت المس من مقدساتها، فكيف تسمح لنفسها أن تنتهك مقدسات المسلمين ؟

Chebbonatome  ()  |Jeudi 12 Avril 2018 à 23:12 | Par           
هي لا تستحق هذا الرد الجميل حتى من التيترا نعملولوا مغارف؟

LEDOYEN  (Tunisia)  |Jeudi 12 Avril 2018 à 19:49           
Quelle débile mentale !!!

Azzah  (France)  |Jeudi 12 Avril 2018 à 18:48           
Nouri,

Vous dites en deux mots ce que j'ai aligné.

Merci

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 12 Avril 2018 à 17:29           
هذا كلام لمقاهي وشرب الشيشا فكيف ترى نفسها مثقفة ؟
تسمح لنفسها لنقد كتاب الله وشرعه ولا تسمح لنقد صبايحي

Azzah  (France)  |Jeudi 12 Avril 2018 à 17:08           
De nouveau nos pseudo intellectuels s'autorisant eux de spolier nos symboles sacrés, viennent nous préciser les frontières à ne pas franchir quant à notre liberté d'expression et notre désir de reflexion.

Quant on se permet de critiquer le sacré de l'autre on ne devrait pas interdire à ce dernier de critiquer le sacré de son autre.... si vraiement on a le sens de la démocratie.

Ils ont lamentables nos "intellectuels" de jouer aux flics de la pensée tout en se faisant peur que d'autres l'aient cette liberté de pensée et qu'ils en usent. La mentalité BenAlienne n'a décidément pas débarrasé le placher dans ces milieux qui se disent réfléchir sur notre sort alors que personne ne leur demande.

Notre histoire nous allons bien sûr nous y pencher et la décortiquer comme nous l'entendons. C'est non un droit mais un devoir, un engagement envers nos pères dont les actes et la mémoire ont été si longtemps travestis par ceux-là même qui prétendent aujourd'hui continuer leur ouvre falsificatrice. C'est un devoir.

Mongi  (Tunisia)  |Jeudi 12 Avril 2018 à 16:47           
كلّ شيء مطروح للنّقد والتّفكيك.. إلا العبث برموز البلاد.
ننتقد الدين ونهاجمه أمّا رموز البلاد لا ؟؟؟ خوذ العلم من روس الفكارن

Mandhouj  (France)  |Jeudi 12 Avril 2018 à 16:06           
Tout ce qui est séculier n’est pas sacré.. Le papier de l’indépendance fait partie de ce qui est à discuter.. Il ne faut pas tromper ni criminaliser les discutions autours d’un papier qui a fait et continue à faire litige et incompréhension.

Incuore  ()  |Jeudi 12 Avril 2018 à 16:00 | Par           
الغبية الجاهلة تستعمل كلمات الكلب نصرالله من هي حتى تحدد ما يجب على الناس فعله ،؟؟

Mandhouj  (France)  |Jeudi 12 Avril 2018 à 16:00           
في الحياة الديمقراطية ليس هناك رموز مقدسة .. و معرفة الحقيقة تمر عبر البحث أيضا ..


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female