مؤسف :عندما تبث التلفزة «الوطنية» ما يخدش الحياء

الصباح- استطاعت حصة «عندي ما نقلك» التي تبثها قناة تونس7 أن تستقطب اهتمام العديد من المشاهدين، فقط طرحت جملة من الاشكاليات الاجتماعية وقدّمت كوكبة من الحالات التي تتضمن مقومات انسانية ووجدانية وقد باركنا مثل هذه المبادرات التي تدخل في إطار العمل الاعلامي الذي يهدف في جملة مراميه أن يتطرق الى مشاكل الناس وأن تقترب منهم لملامسة واقعهم المعيش بجميع جوانبه.
كل هذه الدلالات سامية ونبيلة وتكشف شيئا من التصدع في العلاقات والذي يحتاج الى التقويم ولم لا الاصلاح. وقد عرضت حالات كثيرة بجرأة كبيرة لم نتعود عليها ولكن بقيت الأمور في حدود المعقول ولم تنأ عن الاخلاق والنواميس. ولكن ها لنا يوم الثلاثاء 14 أفريل الفارط أن يتحول فضاء «عندي ما نقلك» الى مساحه لترويج مفاهيم خالية من الحياء والحشمة وبعيدة كل البعد عن شيمنا العربية والاسلامية. ولا تتصور أن نجاح البرنامج يبرز ما وقع عرضه وأعني بذلك حالة ليليا والعربي من المحمدية. لقد ذهلنا بالكشف عن مواضيع من حياة العشيقين أولا والزوجين بعد ذلك بطريقة يندى لها الجبين ولا يمكن أن نقبل حضورها في بيوتنا من خلال جهاز التلفزة فهذه الوسيلة الاعلامية يشاهدها الأب مع أبنائه والأخ مع أخواته وما ذكرته ليليا بفخر كبير!!؟ يؤثر على عقول الأطفال المراهقين، ففتاة الرابعة عشرة تنتقل بحرية من جبل إلى آخر ومن - كنال الى أخرى - حسب تعبيرها متحللة من جميع القيود وكأنها بطلة أحد الأفلام.. هذا ما شعرت به وأنا أتابع هذه القصة العجيبة والغريبة والأغرب من ذلك أني أشاهدها عبر تلفزة وطنية ولا أقرأها في كتاب لنوال السعداوي أو أحلام مستغانمي. هالني المشهد هل هذه هي الصورة المثالية التي نريد تقديمها للناشئة عن الحب؟ لا أعتقد ذلك.
|
حالة ليليا والعربي وأنا أحاول هنا أن ألطف العبارة فيها الكثير من- قلة الحياء- من الوقاحة ومن الاستهتار ولا يمكن بحال من الأحوال أن تستحضرها قناة تونس .7 صحيح ليليا عندها ما تقوله للعربي ولكن «أستر ما استر ربي» فلا نريد أن نعلم فلذات أكبادنا مثل هذه الفضائح والفظاعات.. وهنا أسأل بسذاجة ولعلني أبدو للبعض رجعيا هل وصل التفتح بالتونسي الى حد يجعله يفضح نفسه بهذه الطريقة هل هو مجرد حب الظهور في التلفزة أم أشياء أخرى.. كما أتوجه الى تلفزتنا الموقرة بإقتراح يتمثل في أن تصحب مثل هذه الحالات بملاحظة يمنع على من هم أقل من....؟؟!! أليس الأمر أنجع.
|
هذه الملاحظات أسوقها لأن الأمر هالني ثم لأنني تلقيت العديد من المكالمات الهاتفية على امتداد الأسبوع من مواطنين طلبوا مني أن أبلغ صوتهم وقد قال لي بعضهم لقد شاهدنا كارثة.. وتلقينا صدمة كبيرة.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أطلب من العلي القدير الغفران لأم غفران.. وأعتذر على موقفي المتخلف.
نبيل الباسطي
Video Credits SuperBeurkman
Comments
47 de 47 commentaires pour l'article 15549