حـَـزّبني يــــــا هو ...!

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/partis_politiquesjpg-tunisie.jpg width=100 align=left border=0>


منجي بـــاكير

تتقاسمنا ضوضاء الأحداث وتجاذبات التيارات السياسية والمنظمات و الجمعيّات وهرطقة ممثّلو الأحزاب وبقايا النّخب السّياسيّة ، كلٌ كان - وما زال- بكل صفاقة، يتحدث بلغة (الأنا) أو بلغة الولاء لمشروع حزب أو حتى بقاياه ، ولا همّ له إلا إثبات ذاته وترسيخ وجوده والسّعي إلى تحالفات سياسية لتقوية مركزه واغتصاب سلطة وتضخيم رصيد على حساب الوطن و أهله و مقايضة بمقدّراته و خصوصيّاته سرّا و علانيّة ...

...

مشهد سياسي غوغائي المسار، يعمره في جُلّه حفنة من الانتهازيين والمقايضين والفاسدين، تحادفوا علينا من كلّ صوب عقب الثّورة و لا زالوا ينْسلون ،،، سياسيون لا يفقهون في حقيقة الفعل السّياسي ولا يتقنون حتى إدارة عائلاتهم ، فقط هم يجيدون السمسرة و"قلبان الفيستة" والشعوذة السياسية .

أحزاب لم يكْفِها الكذب والنفاق والضحك على الذقون؛ بل تعدت ذلك إلى التقوقع داخل مركزياتها؛ لترقع حالها المهترئ أو (لتنتدب) شخوصاً أكثر كذباً وبهتاناً أو لتقايض مصالح البلاد والعباد بعضها مع بعض ، قطعت كل وصلاتها مع خزّاناتها الانتخابية منذ آخر تصريح بناتج الانتخابات وانفتحت على أجندات مختلفة غير التي تعنيهم و تهمّهم .

أحزاب و جمعيّات و منظّمات "تهبر" علناً وبكل وقاحة، وأخرى تحت الطاولة في ورع وتعفف..! أحزاب تتناحر على مرايا الإعلام الفاسد وتجتمع في أقبية وكواليس السّفارات بدعوة وبغير دعوة ، أحزاب أخرى و جمعيّات أخرى فقط ليس لها إلا الاسم والمقر، جعل منها أصحابها باتيندة تخول لهم فتح حساب جارٍ مع (الدول المانحة) ولاستجلاب الحظوة والبريستيج الواهي في المؤتمرات والملتقيات واللقاءات الجامعة والخاصة والتي تقوم أساساً على مزيد من استنزاف الوطن ومزيد من تطويع وتدجين البلاد والعباد.

لم نعد نرى في المشهد أحزاب القيم ورجالات المبادئ، أحزاب لا تساوم في الوطنية ولا تتخلى عن الثوابت، صرنا واعتدنا مجاميع تلتف حول الغنائم وتتفرق عند التخاصم حولها، لا يعنيها الوطن ولا أهلوه، لا مقدرات البلاد ولا استقلاليتها ؛ بل جعلوا من كل ذلك رأس مال لسمسرتهم السياسية ومقابلاً ، صرنا نعايش –قسرا – مشهدا سياسيّا في أكثره و باستثناءات ضيّقة جدّة ، مشهد لا يبعد كثيرا عن ساحة عرابْنيّة و صفقات و متعهّدين و متعهّدات و حفلات و ..... وحزّبني يـــــا هو ...!



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 149073


babnet
All Radio in One    
*.*.*