الاستفتاء التركي بعيون تونسية

بقلم الاستاذ بولبابه سالم
حفلت صفحات التواصل الاجتماعي ليلة الاحد في تونس بمتابعة مجهرية دقيقة خاصة من المهتمين بالشان السياسي. و كان انصار النهضة على وجه الخصوص يساندون التصويت لفائدة اردوغان الذي يسمح له الاستفتاء بتوسيع صلاحياته و التحول نحو النظام الرئاسي ، اما معارضو النهضة فقد شنوا حملة على الرئيس التركي و اتهموه بمحاولة استعادة سلطنة الدولة العثمانية و النزوع نحو نظام دكتاتوري ، و كانت نتيجة الاستفتاء فوزا ضعيفا لاردوغان بنسبة 51 بالمائة مما جعل انصار النهضة يحتفلون باحتشام لانهم توقعوا نتيجة افضل و فارقا اوسع، كما ركز معارضو اردوغان في تونس على نسبة المعارضة العالية التي تثبت رفض الاتراك للتعديلات الدستورية .
حفلت صفحات التواصل الاجتماعي ليلة الاحد في تونس بمتابعة مجهرية دقيقة خاصة من المهتمين بالشان السياسي. و كان انصار النهضة على وجه الخصوص يساندون التصويت لفائدة اردوغان الذي يسمح له الاستفتاء بتوسيع صلاحياته و التحول نحو النظام الرئاسي ، اما معارضو النهضة فقد شنوا حملة على الرئيس التركي و اتهموه بمحاولة استعادة سلطنة الدولة العثمانية و النزوع نحو نظام دكتاتوري ، و كانت نتيجة الاستفتاء فوزا ضعيفا لاردوغان بنسبة 51 بالمائة مما جعل انصار النهضة يحتفلون باحتشام لانهم توقعوا نتيجة افضل و فارقا اوسع، كما ركز معارضو اردوغان في تونس على نسبة المعارضة العالية التي تثبت رفض الاتراك للتعديلات الدستورية .

اعتقد انه لو توقع اردوغان هذه النتيجة الضعيفة لما ذهب اصلا الى الاستفتاء، و قد تابعنا بعض انصار النهضة يبررون ذلك بانتهاء عصر نتائج ال 99 بالمائة ، لكنهم تناسوا ان اردوغان خسر 9 نقاط كاملة عن نسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الاخيرة التي كسبها بنسبة 60 بالمائة .
بالنسبة لمعارضي اردوغان ، اظن انهم وقعوا في تناقضات مفضوحة فبعضهم يدعم الانقلابات العسكرية و الانظمة الاستبدادية التي تذبح شعوبها و تصدر قراراتها باوامر رئاسية لفرضها على المجتمع ، ثم تلوم اردوغان الذي توجه الى استفتاء شعبي . طبعا تبدو الاستفتاءات في الانظمة الدكتاتورية في خدمة الاستبداد ، لكن الاستفتاء في انظمة ديمقراطية و شعوب حرة هي ممارسة ديمقراطية تكرس سيادة الشعب في اتخاذ القرارات المصيرية و الهامة .
و من المفارقات ان بعض رؤساء الاحزاب التونسية يملكون صلاحيات فرعونية في احزابهم و يشتكي من ذلك حتى انصارهم الذي يلجؤون احيانا الى الانشقاق كنوع من الرفض لدكتاتوريتهم ثم نجدهم يقدمون دروسا في الديمقراطية لمخالفيهم .
اما العجيب ان من يساند تعديل الدستور في تونس لدعم سلطة الرئيس يرفضه في تركيا لنفس السبب وهو ما يؤكد ان الامر لا يعدو ان يكون مجرد احقاد ايديولوجية و ليست مواقف مبدئية .
اما انصار النهضة فان محاولتهم التشبه بحزب العدالة و التنمية التركي و زعيمه رجب طيب اردوغان لا يؤيده الواقع ، لان انجازات ادوغان و حزبه في تركيا كبيرة و كان صادقا في محاربة الفساد منذ توليه السلطة سنة 2001 كما استطاع ان يخلص بلاده من ديونها الخارجية و ينجز مشاريع ضخمة ، لكن في تونس و بعد انتخابات 2011 لم تجلب النهضة المستثمرين الاجانب بل تقاطر علينا الدعاة و المستثمرين في الدين ، و توارت اهداف الثورة عن الانظار .
ان ما حدث في تركيا يساهم في هيمنة رجب طيب اردوغان على الحياة السياسية وهو ما جعل المعارضة التركية ترفص نتيجة الاستفتاء الذي قد يمهد في نظرها لدكتاتورية جديدة ، لان توزيع السلطة من خصائص الانظمة الديمقراطية لكن يبدو ان المحاولة الانقلابية التي تعرض لها اردوغان الصيف الماضي جعله يمضي في خيار الاستفتاء المثير للجدل . .
كاتب و محلل سياسي.
Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 141474