منوبة: في مهرجان وادي الليل…حين تحفر فرقة الكوفية الفلسطينية وجع وطن، وتعزف الأجساد في شتات المخيم إيقاعات المقاومة

<img src=http://www.babnet.net/images/3b/6890e600c36258.80273569_hilenpmgokfqj.jpg width=100 align=left border=0>


انطلقت أولى عروض فرقة الكوفية الفلسطينية بتونس، بسهرة أثثت مساء أمس الأحد الدورة 29 من المهرجان الصيفي بوادي الليل ، في إطلالة جديدة لها من مخيم عين الحلوة  في جنوب لبنان، هناك حيث ولدت  المجموعة من أطفال وشباب من رحم الألم،  ليحولوا  الوجع   إلى لوحات تشكيلية تنبض بالحياة، والمعاناة إلى إيقاعات موسيقية تُلهب المشاعر وتنقل صوتهم إلى العالم.

وبعدد من اللوحات ، وعلى إيقاع الدبكة ، وعدد من الأغاني التراثية الفلسطينية ،  عزفت أجساد الراقصين والراقصات على أوتار الجراح، واهتزت على إيقاع الغضب، راقصة حماسا لا ينطفئ، ومفجرة غضبا مكبوتا، لتزلزل  دبكاتهم مع  الإيقاعات  الحماسية أرضية فضاء العرض، وتهزّ الأنفس موقظة  بداخلها  مشاعر انتماء لم تنطفئ يوما ، ولتكون     رسائل صامتة تعبّر   بقوة عن وجع  وطن لا يُنسى وعن إرادة شعب لا تنكسر ولتاك دان شتات المخيم ليس نهاية، بل بداية امل جديد. 

تحدثت قائدة الفرقة حورية الفار لصحفية مكتب "وات "بمنوبة ، عن رحلة الفرقة منذ 1992 وتعاقب الأجيال عليها حوالي 16 جيلا ، في المخيم ، إذ   اتخذت التراث سلاحا للمقاومة للدفاع عن الوطن  بهوية لا تُطمس، وانتماء لا يذوب،  وكان تركيزها على أطفال المخيم المغادرين لمقاعد الدراسة وغيرهم، فدربتهم وزرعت فيهم  روح الانتماء والوطنية  وغاصت بهم في عمق التراث الفلسطيني الذي لم يكن لديها   مجرد ماضٍ تحتفي به، بل سلاحا  تواجه محاولات الطمس والنسيان  والإبادة الفكرية  والثقافية، وتشارك به من المخيم ، في معركة المقاومة المتعددة الأوجه حسب قولها.  



باللوحات الراقصة والأزياء الفلسطينية المطرزة بخيوط المقاومة، المنسوجة بالصمود، والمخضبة بدماء  الشهداء ،وبالإيقاعات التراثية  التي تنشرها الفرقة من مهرجان الى مهرجان ومن بلد لاخر، لم توثّق السيدة الفلسطينية حورية   المتمسكة بجذورها ، والمسكونة بهاجس صونها ، نبض   الماضي، وتحفظ الهوية وتروي حكايات الأجداد فقط، بل رأت في كل أداء مع فرقتها ، لحظات مقاومة ، صرخة أجساد مكتومة لايسكتها الظلم  ،ومساحات تعبيرية فنية للحلم بالعودة، الذي هو جوهر القضية الفلسطينية الذي لا يموت، ووصية الأجداد للأحفاد .
تضم الفرقة اليوم، وفق المتحدثة،  أكثر من تسعين عنصرا اغلبهم أطفال وشباب  وجدوا فيها مساحة لتعويض الحرمان  من  وسائل الفرح واللهو  في أجواء المخيم،  وحوّلوا عبرها وجعهم المبكر إلى فن نابض بالإيقاع، يروي قصصهم ويعبّر عن صمودهم وحملهم الثقيل على أكتافهم رسالة الوطن، قضية شعب، وحلم عودة لطالما أضاء    دروب أجيال واجيال ، كقدر مكتوب  ، منحهم القوة   ، فصاروا يزرعون الأمل في كل زاوية، ويبثّون الحياة بتعبيراتهم في الأنقاض والدمار. 
وأكد مدير مهرجان وادي الليل، صفوان الخصخوصي ل"وات"، اختيار هذه الفرقة في أولى عروضها بتونس لتؤثث سهرات الدورة التي تنظمها دار الثقافة وجمعية عتيق تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، وذلك بحضور المستشارة الثقافية بسفارة فلسطين بتونس رقية علي، وعدد من الضيوف، معتبرا ان الفن احد  وسائل المقاومة، وحضور الفن الفلسطيني في المهرجانات التونسية هو احدى تعبيرات مساندة القضية الفلسطينية والإخوان في غزة الجريحة.   
يذكر ان جولة فرقة الكوفية انطلقت بوادي الليل ، وتتواصل بعدد من المهرجانات الصيفية على غرار اوذنة ببن عروس و وبيلاريجيا بجندوبة وبصفاقس.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 312822


babnet
*.*.*
All Radio in One