مستعملو الطريق الجهوية 27 نابل-منزل تميم بصوت واحد "تعبنا ونحن في حالة مزرية" والادارة تؤكد ان نسق الاشغال سيعرف دفعا قويا بعد ان حلت ابرز الاشكاليات

محمد التوكابري - يقف العم المنوبي الدخلي الذي اقترب من عقده السادس مستندا على سيارته بمحطة نقل المسافرين بقربة (سيارات الاجرة، لواج) يسترق بعضا من الظل تحت شجرة ابيضت اوراقها عساها تخفف عنه وطأة حرارة طقس غرة جويلية، يمسح وجهه الذي تصبب عرقا وينظف من جبينه غبارا غطى المكان ويقول "الكياس مرمدنا والغبار كلانا ومرمد الحرفاء" مشيرا الى ان الوقت الذي يقضيه وزملاؤه في ورشة المكانيكي لاصلاح ما تسببت فيه الطريق من اعطاب لسياراتهم، اكثر من وقت العمل الفعلي، متسائلا عن موعد الانتهاء من الاشغال.
هي عينة من معاناة مهنيي النقل البري من مستعملي الطريق الجهوية رقم 27 الرابطة بين نابل وقليبية، معاناة لا تختلف عن معاناة التجار وسكان المناطق المترامية على طول الطريق، فلا تكاد تسألهم عن احوالهم حتى يطلقوا بصوت واحد "تعبنا وفي حالة مزرية"
هي عينة من معاناة مهنيي النقل البري من مستعملي الطريق الجهوية رقم 27 الرابطة بين نابل وقليبية، معاناة لا تختلف عن معاناة التجار وسكان المناطق المترامية على طول الطريق، فلا تكاد تسألهم عن احوالهم حتى يطلقوا بصوت واحد "تعبنا وفي حالة مزرية"
حيرة واستفسارات وتذمر نقلته وكالة تونس افريقيا للانباء في اطار برنامجها زوم على الجهات المخصص لولاية نابل الى المدير الجهوي للتجهيز عبد الكريم العمري الذي اعرب عن تفهمه لحيرة مستعملي الطرق وباشكالية الطريق الجهوية 27 التي عرفت تعطيلا ونسقا بطيئا في الانجاز بسبب عديد الاشكاليات، مؤكدا السعي لاعطاء دفع جديد لانجاز الاشغال بنسق اسرع.
اقرأ أيضا: وزيرة التجهيز والاسكان تتعهد بوضع مخطط زمني مضبوط لاتمام مشروع مضاعفة الطريق الجهوية 27 نابل/قربة/منزل تميم

تواترت الاشكاليات وتنوعت ولكن الخروج من النفق بات قريبا
وبين المدير الجهوي ان الاشغال التي بلغت نسبة تقدمها 60 بالمائة، ستعرف خلال هذه الايام وخلال الفترة القريبة القادمة نسقا اسرع بعد التوصل الى حلول فعلية لابرز الاشكاليات التي تسببت في تعطيل المشروع وخاصة حل الاشكال العقاري باصدار 4 اوامر انتزاع وبعد حل اشكالية تحويل شبكات المتدخلين العموميين.
يكتسي مشروع مضاعفة الطريق الجهوية رقم 27 الرابطة بين نابل ومنزل تميم مرورا بقربة على طول 46 كلم اهمية بالغة بالنسبة لولاية نابل خاصة وانه سيربط مركز الولاية بشمالها وسيشكل شريانا حقيقيا للحركية الاقتصادية ولحركة تنقل الافراد والمسافرين من نابل وصولا الى الهوارية.
ولاحظ العمري ان هذه الطريق تعرف معدلات مرتفعة لتنقل العربات من سيارات خفيفة وشاحنات من مختلف الاحجام والمقدر عددها بنحو 30 الف عربة في اليوم، عدد يتجاوز احيانا 50 الف عربة في فصل الصيف بسبب توافدين المصطافين على شواطئ المنطقة.
مشروع مضاعفة الطريق الجهوية رقم 27 يعتبر من اهم مشاريع الطرقات التي تنجز بولاية نابل، وذلك بالنظر الى تكلفته المالية التي تقدر ب111 مليون دينار وبالنظر الى مكوناته التي تتعلق بالخصوص بمضاعفة الطريق في الاتجاهين على طول 46 كلم وانجاز 5 جسور على الاودية التي تعبرها الطريق، بالاضافة الى تركيز الانارة وبناء المنعرجات الدائرية على مستوى عديد التقاطعات.
تعددت الاشكاليات التي تسببت في تعطيل انجاز المشروع ولعل من ابرزها الاشكاليات العقارية وتشعب الموضوع الذي يتعلق بمجموع 1200 قطعة يشترك في ملكيتها نحو 4600 مالك وهي القطع المعنية بالتصفية العقارية او الانتزاع بما اثر على نسق الانجاز خاصة بسبب رفض عدد من مالكي الاراضي للعروض المالية المقدمة لهم ورفضهم للصلح الرضائي.
وقال المدير الجهوي للتجهيز في هذا الصدد انه يمكن اليوم الاعلان عن التوصل الى حل للاشكال العقاري بعد التوصل الى صلح رضائي بالنسبة لنحو 65 بالمائة من القطع المعنية وخاصة بعد اصدار 4 اوامر انتزاع موزعة الى امرين في القسط الاول من نابل الى قربة وامرين بالقسط الثاني للمشروع من قربة الى منزل تميم، بما يمكن الرافضين من اللجوء الى التقاضي والتفاوض بخصوص القيمة التي حددها خبير املاك الدولة والتي تودع على ذمتهم بخزينة الدولة ويمكن في ذات الوقت للمقاولات من مواصلة اشغالها دون توقف".
سبب ثان لا يقل اهمية في تعطيل المشروع يتعلق بتحويل شبكات المتدخلين العموميين الموجودة في حوزة الاشغال من الشركة التونسية للكهرباء والغاز (ستاغ) وشبكة الاتصالات وشبكة الشركة التونسية لتوزيع المياه (صوناد) شبكة الديوان الوطني للتطهير ومصالح الفلاحة.
واوضح العمري ان تحويل هذه الشبكات وما تطلبه ذلك من توفير لاعتمادات بنحو 19 مليون دينار اي ما يمثل 17 بالمائة من الكلفة الجملية للمشروع وما احتاجه من اجتماعات وجلسات جهوية ومركزية، اثر كذلك على نسق الانجاز.
اشكاليات المقاولات التي عهد لها انجاز المشروع والتى من بينها بالخصوص الحصول على رخص رفع الاتربة وصناعة الحواجز الاسمنتية للفصل بين الاتجاهين زد عليها جائحة "كوفيد" والارتفاع المشط للمواد الاولية وخاصة مادة الاسفلت، لم تساهم بدورها في تسريع نسق الانجاز واحترام المواعيد المحددة ب36 شهرا بعد ان انطلق المشروع في جويلية 2019.
سلامة مستعملي الطريق وتشغيل الانارة اولوية
واشار المدير الجهوي للتجهيز من جهة اخرى الى ان المصالح الجهوية والمقاولات والسلط الجهوية حريصون ولاسيما في هذه الفترة بعد انطلاق الموسم الصيفي على تامين مستعملي الطريق وضمان سلامتهم بتركيز العلامات المرورية والمنبهات الضوئية خاصة بالنقاط الخطيرة من نابل الى منزل تميم.
واكد في هذا الصدد ان الادارة الجهوية تحرص خلال هذه الصائفة على تمكين مستعلمي الطريق اما على طريق معبدة او طريق مضاعفة معبدة حسب المناطق وحسب تقدم الاشغال، وذلك لتسهيل المرور والتقليص اكثر ما يمكن من معاناة مستعمليها، خاصة وانه يمكن اليوم استعمال طريق مضاعفة في الاتجاهين منجزة على طول 26 كلم والتي ستتعزز خلال اسبوعين على اقصى تقدير بنحو 4 كلم اضافية بعد اتمام اشغال بناء الجسر الجديد على مستوى وادي الظاروفة وفتحها للعبور.
قال ان الادارة تسعى بالتنسيق مع المقاولات الى توفير التنوير العمومي في اهم الاجزاء المنجزة، متوقعا ان يقع تشغيل شبكة التنوير العمومي في نحو 60 بالمائة من المشروع قبل موفى جويلية الحالي.
ولئن يصعب اليوم الجزم بموعد دقيق لاتمام كل اشغال مشروع مضاعفة الطريق الجهوية رقم 27 التي انطلقت في جويلية 2019 فان التقديرات المتفائلة تقول بانه سيكون قبل موفى سنة 2023 عسى ان يخفف هذا التفاؤل من حيرة عم المولدي وزملائه من مهنيي نقل المسافرين وان يكون بالنسبة للتجار والمتساكنين نقطة الضوء التي تدل على بدء الخروج من نفق "شانطي كياس نابل منزل تميم".
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 249138