---

---

ويعتبر الآجر التقليدي أو المعروف محليا باسم "القالب" خاصية معمارية تميز عمارة جهة الجريد التونسي وفق مراد الشتوي ممثل المعهد الوطني للتراث بتوزر، وبيّن أنه تقليد قديم وجد منذ الفترة الرومانية بوجود شواهد تاريخية عن بناءات رومانية وأخرى إسلامية استعملت فيها قطع الآجر الصغير في كل من موقع كستيليا وبلاد الحضر وبحامة الجريد كما تواصل استعماله في العصر الوسيط في المباني والمساجد وخاصة الجامع الكبير ببلاد الحضر والمدن العتيقة بتوزر ونفطة وكذلك في الفترة الحديثة بتحول الآجر من أداة بناء الى أداة لتوشيح واجهات المباني السكنية والتجارية والإدارية.
وبين الشتوي أن مسار اعداد ملف ادراج الاجر على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي الإنساني تستوجب تشريك مختلف الأطراف والمؤسسات مع الإشارة الى أن لعملية التسجيل عدة مزايا منها تنشيط الحياة السياحية والثقافية والاقتصادية.
ولفت من جهته عماد صولة باحث بالمعهد الوطني للتراث والمشرف على الملف الى أن الفكرة انطلقت من مشروع يهتم بالعمارة الطينية باعتبارها تقليدا إنسانيا في عدة بلدان، ويمثل آجر توزر أحد عناصره ومن ميزاته أنه يحمى على النار. وأشار إلى أن هذا الملف سيكون مشتركا مع بلدان عربية أخرى، موضحا أن مسار ادراج هذا الموروث الثقافي المعماري بمر بعدة مراحل لا بد أن تستجيب لمجموعة من المعايير.
وأكد أن هذه الندوة مثلت فرصة لتوضيح التمشي المنهجي الذي تشترطه منظمة اليونسكو لقبول أي ملف حيث يتم تشكل فريق عمل ينطلق في العمل الميداني والجرد الاحصائي على ألا تتجاوز مدة إيداع الملف شهر مارس من سنة 2023 الى جانب تشريك كافة الاطراف وكل من له علاقة بالآجر على غرار الحرفيين والبنائين والمجتمع المدني.
وذكر في سياق آخر أن تسجيل أن تسجيل الاجر لدى منظمة اليونسكو سيكسبه اعترافا دوليا رفيعا ومن شأنه أن يلفت الانتباه إليه لاستغلاله سياحيا وتنمويا على غرار فخار سجنان الذي أحدث تسجيله ديناميكية اقتصادية وثقافية، مشيرا الى أن عملية التسجيل كذلك ستمكن لاحقا من برمجة هذا المنتج لدى وكالات الاسفار العالمية.