عرض "الحضرة" للفاضل الجزيري: انفتاح على بعض الإيقاعات الغربية لم يُفقد العرض بريقه وخصوصياته الصوفية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/625d3a35bcb204.25691314_penhiglkfmoqj.jpg width=100 align=left border=0>


خرج عرض "الحضرة" للفاضل الجزيري عن كلّ ما هو سائد وكلاسيكي وعمّا هو متداول في مثل النمط الموسيقي الصوفي. إذ لم يكتف بالآلات الموسيقية المألوفة كالبندير بل أدخل الجزيري على الحضرة آلات موسيقية غربية كالڨيتار والڨيتار باص والكمنجة، دون أن تفقد مختلف هذه الآلات الموسيقية العرض سماته الروحية.

وتمّ تقديم عرض "الحضرة"، الليلة الماضية 17 أفريل بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، أمام أعدادٍ هائلة من الجمهور المتعطش لهذا النمط الموسيقي. كما حضر العرض أيضا كل من وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي ووزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن آمال بالحاج موسى ووزيرة التجارة وتنمية الصادرات فضيلة الرابحي ووزيرة الصناعة والمناجم والطاقة نائلة نويرة القنجي.





وتألف العمل من حوالي 50 عنصرا بين منشدين وعازفين وراقصين وكورال. واستوفى شروط العرض الصوفي من إيقاعات موسيقية ولوحات تعبيرية راقصة وملابس وغيرها من متممات العرض الصوفي. وقد تميّز العرض بالانفتاح على بعض الإيقاعات الغربية كموسيقى الروك، لكن ذلك لم يُفقد العرض بريقه وخصوصياته الصوفية، فقد أحسن الجزيري الوصل بين النمط الموسيقي الصوفي والإيقاعات الموسيقية الغربية، مبرهنا على ألّا وجود لقطيعة بين هذين النمطين الموسيقييْن.

وراوح العرض بين الأداء الانفرادي للمدائح والأذكار وبين الأداء الجماعي في مناجاة الخالق ومدح رسوله والأولياء الصالحين، على غرار "يا الله" و"على رايس البحار" و"يا محمد يا جد الحسنين" ويا بلحسن يا شاذلي" و"يا فارس بغداد".

وتخلّل مختلف هذه الأغاني الصوفية لوحات تعبيرية راقصة وصلت حدّ التخميرة في بعض الأحيان وذلك للاعتقاد السائد لدى المتصوفة بتطهير الروح وتحريرها من سلطة الجسد. أما عن إيقاع الحضرة، فكان ظاهره احتفاليّا، لكنه حمل وجعا وهموما تسكن الإنسان، فتجعله يهرب من واقعه للاختلاء بالنفس رغبة في التخلّص من الجسد وقتله وتحرير الروح منه، لإيمان المتصوفة أن كيان الإنسان يتحقق عندما تلتحم الروح بالذات الإلهية.

لقد لبّى الفاضل الجزيري في "الحضرة" شروط العرض الصوفي من إيقاعات موسيقية ولوحات تعبيرية راقصة وملابس وغيرها من متممات العرض الصوفي كالسناجق. واستطاع أن يشدّ إليه جمهورا غفيرا متعطشا لمثل هذا النمط الموسيقي الذي يميّز المناسبات الدينية في تونس لا سيّما شهر رمضان المعظم.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 244767


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female