الانسان هو المسؤول عن اندلاع الحرائق بالغابات وعديد الظواهر البيئية الحادة وبالامكان تفادي ذلك (خبراء)

وات -
أشار خبراء في مداخلاتهم، خلال ندوة افتراضية نظمتها منظمة "السلام الأخضر" البيئية الدولية "غرينبيس" أمس، الثلاثاء، 26 أكتوبر 2021، خصّصت ل"حرائق الغابات وتأثيراتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، إلى علاقة الكوارث الطبيعية ومنها الحرائق بتغيّر المناخ.
وأكد الخبراء أن الانسان بلا شك يتحمل المسؤوليّة بشكل مباشر أوغير مباشر في تسارع وتيرة حرائق الغابات وأن بالامكان التوقي من ذلك.
وأكد الخبراء أن الانسان بلا شك يتحمل المسؤوليّة بشكل مباشر أوغير مباشر في تسارع وتيرة حرائق الغابات وأن بالامكان التوقي من ذلك.
وأشار الخبير البيئي اللبناني نديم فرج الله، إلى أن حرائق الغابات لها "أثر الدومينو" على التنوع البيولوجي، إذ أنها تتسبب في القضاء على الغطاء النباتي وبالتالي اختفاء الحشرات والحيوانات وإذا ما تلاها موسم الامطار، يؤدي ذلك إلى انجراف التربة وتفقيرها واختلال النظم البيئية بأكملها. " فالحريق لا يقضي فقط على الخشب وإنما يؤدي الى انجراف التربة وإلى القضاء على حياة تحت التربة" ، وفق قوله.
كما أن الخسائر البيئية، التّي تنجر عن الحرائق، لها تأثير سلبي على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، خاصة وأن 72 بالمائة من الغابات في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا، تكون محاذية للمجتمعات الريفية، حيث يستغل السكان، وغالبا ما يكونون من الفئات الضعيفة والفقيرة، الغابات والاراضي المتاخمة لها كموارد رزق.
وأضاف الخبير أن الحرائق تؤثر بشكل عام على التنمية المستدامة وعلى التنوع البيولوجي والامن الغذائي وعلى مصادر المياه وتامين المياه النظيفة وأن "كل هذه العناصر مترابطة ولابد من العمل على تفادي الحرائق، من الاساس".
وقال الدكتور، ياسين تملالي، وهو أيضا باحث ومؤرخ جزائري، أنّه على الدول العربية ودول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إحياء المعاهد الزراعية وهو جزء من الحل إذ تمكن هذه الهياكل من دراسة الغابات بشكل أفضل وبالتالي حمايتها والتوقي من الحرائق.
كما يعتبر استغلال الغابات اقتصاديا وبصفة مدروسة والاعتناء بها وتوجيه ميزانيات أكبر لحراستها ولحملات التشجير والعناية بنظمها البيئية من بين الحلول، التي تساعد على التقليص من وتيرة الحرائق.
ويمكن حسب رأي الباحث تحويل الغابات ذات التنوع البيولوجي الهام والثري إلى محميات لحمايتها من الحرائق، موصيا بالنهوض بالسياحة البيئية وبالتكثيف من حملات التشجير لأن "عدم تجدد الغابات هو بحد ذاته تهديد لها".
وفي رد الخبيرين على سؤال ما إذا كان بالامكان توظيف التكنولوجيات الحديثة لحماية الغابات من الحرائق، قالا أن ذلك ممكن من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي وتقنيات الاستشعار عن بعد وكذلك تقنيات الانذار المبكر.
واعتبر الخبير اللبناني نديم فرج الله أن كلفة هذه التقنيات مقبولة وأن للتكنولوجيا دور في مكافحة الحرائق وفي إدارة الغابات ولكن للاسف "هذا ليس له اهمية عند السياسيين".
يذكر أن العالم شهد خلال صائفة 2021 موجة حر غير مسبوقة، أسفرت عن اندلاع الحرائق بالغابات في العديد من البلدان ومنها تونس.
وقد شهدت تونس في صائفة 2021، حوالي 214 حريقا إلى حدود 9 أوت 2021 حسب الادارة العامة للغابات.
وأتت هذه الحرائق عما يقارب 3500 هكتار من الغابات. وتندلع هذه الحرائق عموما في شهري جويلية وأوت في مرتفعات تونس وغاباتها في شمال البلاد ووسطها وهو ما يؤدي إلى تدمير مواطن التنوع البيولوجي ومواقع الحيوانات والعصافير وفي القضاء على الغطاء النباتي بالعديد من المناطق.
وتعتبر حرائق الغابات، حسب اخر تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، إحدى نتائج التغيرات المناخية، التّي أدت في العقود الأخيرة إلى زيادة وتيرة وحدّة الظواهر الجوية الكارثية وغير المسبوقة، مثل الفيضانات وموجات الحرارة الحارقة.
وكشف التقرير السادس لهذه الهيئة، المستند إلى تحليل أكثر من 14 ألف مقال علمي أنجزها أكثر من 200 عالم من جميع أنحاء العالم، أنه مقارنة مع منتصف القرن الماضي، تعرّض 90 بالمائة من مناطق العالم إلى موجات حرارة أكثر حدّة ساهمت في اندلاع حرائق ضخمة وأن الاحترار العالمي يؤثر في حدوث الظواهر المناخية المتطرفة الأخرى على غرار الفيضانات.
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 235062