تباين في آراء المهتمين بالشأن التربوي حول مقترح وزير التربية المتعلق بإمكانية الغاء نظام الافواج بالمرحلتين الابتدائية والاعدادية

وات -
تباينت آراء عدد من المهتمين بالشأن التربوي حول مقترح وزير التربية، فتحي السلاوتي، المتعلق بامكانية الغاء نظام الافواج والعودة الى نظام التدريس بصفة مسترسلة بمؤسسات التعليم الابتدائي والاعدادي في حال تواصل تحسن الوضع الوبائي.
فقد اعتبر ممثلون عن المجتمع المدني ان العودة الى التوقيت العادي من شانه ان يمكن من انطلاقة جديدة لانقاذ السنة الدراسية في حين شدد النقابيون على انه تمش خاطئ وغير مطروح في الوقت الحالي.
فقد اعتبر ممثلون عن المجتمع المدني ان العودة الى التوقيت العادي من شانه ان يمكن من انطلاقة جديدة لانقاذ السنة الدراسية في حين شدد النقابيون على انه تمش خاطئ وغير مطروح في الوقت الحالي.
وقال رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم، سليم قاسم، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء، أن المقترح هو مقترح سليم، اذ لابد من مراجعة القرارات المتخذة لاسيما وأن قرار اعتماد نظام الافواج جاء نتيجة لظرف استثنائي ولا بد من مراجعته وتقييمه بصفة دورية.
واعتبر أن قرار اعتماد نظام الافواج الذي ترتب عنه تقليص الزمن المدرسي الى النصف وتشغيل المؤسسات التربوية بـ50 بالمائة من طاقاتها التربوية ساهم في تجنب سيناريو التعطل التام للدروس.
وبين "ان اعتماد نظام الافواج أفضل من لاشيء مقارنة بما حصل في السنة الدراسية 2019- 2020 من اضطرابات في التعلم وانقطاع الدروس بعد اجراء امتحانات الثلاثية الثانية باستثناء السنوات النهائية".
وأبرز ضرورة أن تقوم اللجنة العلمية بتقييم الوضع الوبائي من اجل اتخاذ القرارات المناسبة اما بتمديد اعتماد نظام الافواج أو التخفيف منه.
وذكر أنه من السابق لاوانه الخوض في مسألة الغاء النظام من عدمه، مضيفا أنه من الممكن الخوض في هذا المقترح واعادة النظر في امكانية الغائه نهاية شهر مارس القادم.
واقترح أن يتم فقط الغاء نظام الافواج للسنوات النهائية بكافة المراحل التعليمية اذا كان الوضع الصحي يسمح بذلك مع اعطاء الصلاحيات لمديري المؤسسات التربوية حتى يمكنهم التدخل من أجل تخفيف الاكتظاظ في احدى الاقسام ودراسة الحالات.
ويساهم هذا المقترح، الذي يتعلق بعودة الاقسام النهائية الى الدراسة بصفة طبيعية، في دعم مكتسبات التلاميذ وعلاج مواطن الضعف التي يعاني منها التلميذ بسبب التقليص من الزمن المدرسي في السنة الدراسية الحالية والانقطاع في السنة الدراسية الماضية، وذلك بربح هامش الوقت الذي انجر عن تخفيف البرنامج التعليمي لكافة المستويات على حد قوله.
من جانبه دعا رئيس الجمعية التونسية للاولياء والتلاميذ، رضا زهروني، في تصريح ل(وات)، الى عودة الدروس الى نسقها الطبيعي وإلغاء نظام الافواج وانهاء السنة الدراسية بأكثر الاوضاع استقرارا مشيرا الى أن نظام الافواج يرسخ لمبدأ الابتزاز المتعلق بحقوق التلاميذ في تحصيل المعرفة.
واعتبر أن بقاء التلميذ في المنزل مقابل الحفاظ على صحته غير مجد باعتباره معرضا للاصابة في الاماكن التي يمر بها للوصول الى المدرسة ابتداء من الاكتظاظ في وسائل النقل العمومية.
وقال إن "الوضع الوبائي في المحيط المدرسي أفضل بكثير من المحيط الخارجي من خلال تسجيل أعداد الوفايات والاصابات".
وأضاف أن التلميذ اليوم خسر التحصيل المعرفي وهو على أبواب الامتحانات الوطنية ويشوب التلميذ عدم التركيز في تلقي الدروس منذ انطلاق السنة الدراسية الحالية بسبب الاضرابات المتتالية والتقليص في الزمن المدرسي.
في المقابل اعتبر كاتب عام الجامعة العامة للتعليم الاساسي، نبيل الهواشي، إن مقترح الغاء نظام الافواج، الذي أعلن عنه وزير التربية يوم الجمعة 12 فيفري الجاري بالبرلمان، يجب أن يمر بالضرورة على أنظار اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا.
وأضاف أنه استنادا على قرارها يمكن الجلوس على طاولة الحوار مع الطرف الحكومي كممثلين عن الطرف الاجتماعي من أجل دراسة قرار الالغاء من عدمه. وأكد أنه في ظل غياب الرأي العلمي الصحي المخول له البت في هذا الموضوع فان قرار وزير التربية غير مطروح.
واعتبر أن اعتماد نظام الافواج هو ليس خيارا وانما تم اتخاذه للتقليص من تداعيات الوضع الوبائي على صحة التلاميذ والاطار التربوي وبقية الفاعلين في الوسط المدرسي.
من جهته، قال عضو الجامعة العامة للتعليم الثانوي، نبيل الحمروني، ل(وات)، إن "مقترح وزير التربية مجانب للواقع وكان الاجدى به الجلوس على طاولة الحوار مع الشريك الاجتماعي".
واعتبر أن السنة الدراسية بصدد التقدم رغم الاخلالات، مبرزا أن اعتماد نظام الافواج ساهم في الحد من الاصابات من خلال التباعد الجسدي والتخفيف من الاكتظاظ.
وبيّن أنه في ظل تواصل عدد الاصابات بمرض كوفيد-19 وانتشار العدوى في الوسط المدرسي وعلى الصعيد الوطني فان الاستمرار في اعتماد نظام الافواج سيكون أمرا ضروريا ولا موجب لالغائه.
وشدد على أن اللجنة العلمية هي الطرف المخول له تقييم الوضع الوبائي وعلى إثره يتحاور الطرفان بالاعتماد على المستجدات الصحية حول القرارات اللازمة.
ويشار الى أن وزير التربية، قال خلال جلسة استماع عقدتها لجنة الشباب والشؤون الثقافية والتربية والبحث العلمي بالبرلمان يوم الجمعة الفارط، إن الوزارة تدرس مع الشريك الاجتماعي مقترح إلغاء نظام الأفواج في غضون 3 أسابيع وعلى ضوء تحسن الوضع الصحي، على ان يتخذ هذا القرار استنادا إلى التقييم العلمي لللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا لكافة المؤشرات المتعلقة بانتشار فيروس كورونا ومدى استقرارها".
وبيّن ان طرح مقترح الغاء نظام الأفواج بالمرحلتين الابتدائية والاعدادية يأتي بالنظر إلى ضعف نسبة الاصابة بمرض كوفيد 19 في صفوف الاطفال دون 15 سنة والتي لا تتجاوز 3 بالمائة، مؤكدا ان الوزارة تحرص على ايجاد حلول لتحسين نسق التعلمات والتحصيل العلمي للتلاميذ.
وكانت وزارة التربية قامت بتقييم لنظام الأفواج المعتمد، منذ بداية السنة الدراسية الحالية، للتدريس في ظل جائحة كورونا، أظهرت نتائجه ارتفاع نسبة الغيابات قي صفوف التلاميذ عن حصص الدروس في الفترة الأخيرة، وكشف عن وجود تفاوت في درجة التقدم في الدروس، حسب تصريح سابق لوزير التربية.
يذكر أن عدد الاصابات بمرض كوفيد-19في الوسط المدرسي سجلت زيادة ب 198 إصابة ، خلال الفترة المتراوحة بين 7 فيفري الجاري و11 من نفس الشهر ليرتفع بذلك العدد الجملي للإصابات إلى 7525 إصابة و39 حالة وفاة، منذ العودة المدرسية في 15 سبتمبر 2020
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 220816