تطاوين: السياحة البديلة قطاع واعد يحتاج الى تفعيل دور الدولة في التشجيع على الاستثمار والإشهار تحسين البنية التحتية

<img src=http://www.babnet.net/images/9/guermassa2.jpg width=100 align=left border=0>


وات - تحرير محمد هديّة - تتميّز ربوع ولاية تطاوين الممتدة على أكثر من ربع مساحة الجمهورية بتنوّع تضاريسها الجبلية وبمثلّثها الصحراوي المتفرّد بكثبان رماله الذهبية العالية وكسائه النباتي وحيواناته البرية (غزال وزواحف وغيرها... ) ويتميّز شمال الولاية بقصوره الصحراوية ومواقعه الجيولوجية وقراه الجبلية المتربّعة على أعالي الجبال وبين أحضانها تشهد على تاريخ عميق الجذور ومتعدّد الحضارات وزاخر بأنماط العيش المختلفة من منطقة إلى أخرى.

وتوظيفا لكل هذه الخصوصيات عرفت ولاية تطاوين منذ أواخر العشرية الماضية توجّها حقيقيا نحو السياحة البديلة المستفيدة من تراث الاجداد وخاصيات الحياة الصحراوية المشبعة بمظاهر البساطة التي تستمد خصوصيتها من الارض بكل عطاءاتها.





وقد عرفت القرى الجبلية البربرية خاصة انطلاق هذا النمط السياحي المولود من رحم تاريخ الجهة وطبيعتها التي تستهوى شريحة واسعة من الزوار والسياح من داخل الجمهورية وخارجها لما يجدوه فيها من نكهة الإقامة مع الأسر وبرفقة متساكني القرى ومثال ذلك شننّي التي تعتبر بطاقة سياحية عالمية جلبت السياح للاستمتاع بشروق الشمس وغروبها من اعالي الجبال وبمشاركة السكان رعيهم للاغنام وجمعهم للمحاصيل الزراعية ( زيتون وحبوب) والاكل من خيرات الطبيعة كلها عوامل تجعل من السياحة البديلة في الاقامات الريفية وفي الاستضافات العائلية فرصة نادرة لمن يرغب في اكتشاف حياة البدو والبربر في هذه الربوع.

ورغم كل هذه العوامل الايجابية مازال عدد لا باس به من الراغبين في الاستثمار في هذا اللون من السياحة في الجهة يجابهون عقبات جمّة لانجاز مشاريعهم وفي هذا السياق ذكر صاحب إحدى الإقامات الريفية لــ(وات) ان الاجراءات الادارية متشعّبة جدا وان القرار المركزي يعطّل كثيرا انجاز المشاريع وان دعم الدولة غائب والحصول على المنحة المحدّدة بــــــ 30 بالمائة في هذه الجهة باعتبارها منطقة تنمية جهوية صعب المنال ويتطلّب انتظارا خارج حدود المنطق، على حدّ قوله.

وأضاف أن الامكانات المتوفرة للمندوبية الجهوية للسياحة لا تسمح لاصحاب هذه الوحدات السياحية الصغيرة من الانتفاع بحصص تكوين لعملتهم ودعم إشهاري يعرّف بمنتوجهم وخصوصيات إقاماتهم على المستويين الوطني والعالمي.

اما رئيس نقابة التوجيه السياحي بتطاوين علي البشير فلئن أبرز ثراء الجهة وتنوّع منتوجها السياحي المتاح فهو يطالب الدولة بتهيئة المناخات والتشجيع على الاستثمار في السياحة البديلة وتحسين البنية التحتية الضرورية.
وأكّد قائلا : لا نحتاج الى تمويلات ضخمة ويكفي اسناد قروض صغرى تشجع اصحاب الشهادات العليا والمغرمين بالسياحة والصناعات التقليدية من العيش الكريم وتنويع القاعدة الاقتصادية في هذه الربوع، وفق تقديره.

وشدد على ان تاخذ الدولة بزمام الامور ولا تترك للمجتمع المدني تحديد مستقبل هذا القطاع وان تكون القاطرة الحقيقية لانتعاشة السياحة وبالتالي بقية القطاعات عندما يقبل السائح ويجد كل الظروف المناسبة لاقامته تحت النجوم في الصحراء ويمتطي الابل والخيل ويشارك في مغامرات رياضية وغيرها في الجهة.

وفي اجابته على مختلف هذه المسائل ذكر المندوب الجهوي للسياحة ياسين الدغاري أن الجهة تضمّ 3 إقامات ريفية في الدويرات وشننّي تتسع لحوالي 70 سريرا واستضافتين عائلتين في غمراسن واحدة منها بمنطقة "وادي الخيل" بها حوالي 30 سريرا هي كل ما انجز خلال السنوات الماضية في مجال السياحة البديلة في الجهة من جملة عشرات المشاريع التي مازال عدد منها بصدد الانجاز واعداد الملفات الفنية فيما خيّر عدد آخر التخلّي والبحث عن وجهة أخرى، مشيرا الى الاقبال الكبير الذي حظيت به هذه المشاريع قبل الحجر الصحي وتأثير جائحة كورونا على القطاع بأكمله.
وأكّد الدغاري انه يسعى بكل ما أوتي من جهد من اجل مساعدة المستثمرين الشبان في هذا القطاع رغم محدودية عدد العاملين في المندوبية ( مندوب ومتفقد وعون اداري وعونا استقبال) وهو ما لا يسمح بالتواجد وتقديم الدعم لكل العاملين في هذا القطاع معترفا بانه لم يتمتع أحد الى حدّ الان باية حوافز بعد انجاز مشاريعهم القائمة، حسب قوله.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 206876


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female