القصرين : أخيرا ''المركز الثقافي للفنون والحرف'' ينير سفح جبل سمامة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5bcc2ac4c97949.75819671_mhfpjelinqkgo.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - وات - /لطيفة مدوخي/- "جبلنا عاصمة تناطح السحاب وتكنس الضباب وتنشر الأمان والآمال"، بهذه الكلمات أختار اليوم السبت الناشط الثقافي، عدنان الهلالي، افتتاح المشروع النموذجي الأول من نوعه في الوطن العربي " المركز الثقافي للفنون والحرف" بريف الوساعية القابعة تحت سفح جبل سمامة في سبيطلة من ولاية القصرين، معلنا عن مولود جديد ولد من رحم معاناة هذه الربوع التي عانت ويلات الفقر والإرهاب.

المركز الثقافي للفنون والحرف أو الثكنة الثقافية ، هو ثمرة مجهود مشترك بين ابن المنطقة، عدنان الهلالي، الذي وهب قطعة من أرضه، من جهة، ومؤسسة رامبورغ للفن والثقافة بتونس، من جهة أخرى، وهي المؤسسة التي تبنت المشروع وتكفلت ببنائه وتجهيزه باعتماد ناهز 1مليون و 500 ألف دينار حتى يكون منارة ثقافية تشّع على كامل أرجاء المنطقة، وتنشر في صفوف أهلها حب الحياة وتبعث فيهم الأمل بغد أفضل.





الهلالي قال في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة إن هذه المنارة ، التي انطلقت منذ سنتين أشغال تشييدها بسواعد محلية ، تجمع بين ماهو ثقافي وترفيهي واقتصادي ، وهي تتضمن ثلاثة أقسام ، قسم أول يحتوي على قاعة كبرى للعروض السنمائية والمسرحية، وورشات لتعليم الأطفال والشباب فن الموسيقى والفن التشكيلي والرقص والتعبير الجسماني ، وقسم ثان به ملعب متعدد الاختصاصات، وفضاء مخصص لألعاب الأطفال، ومكتبة صغيرة ، وقسم ثالث مخصص للحرف التقليدية من مرقوم وزربية واواني وتحف فخارية وأخرى مصنوعة من ألياف الحلفاء ، مؤكدا أن الفضاء (فضاء الحرف التقليدية) سيكون سندا لأبناء المنطقة، لاسيما النسوة، لأنه سيوفر لهم مورد رزق قار يغنيهم عن الجبل الملغوم ويفتح لهم المجال لتطوير منتوجاتهم وتعصيرها .
ومن العروض التي سيحتضنها المركز قريبا، وفق ذات المتحدث، هو عرض عمالقة سمامة مع أكاديمية بروكسال لفنون السرك، إلى جانب سلسلة من الندوات وحلقات التكوين والورشات اليومية المفتوحة في النسيج والمسرح والسينما، وغيرها من الفنون.
هذا المركز هو "رسالة حب لمنطقة سمامة الشامخة ولأهلها المتشبثين بهضابهم وجبالهم والعاشقين للحياة رغم الخصاصة والحرمان ورغم الإرهاب الذي استوطن جبالهم وسلبهم مورد رزقهم الوحيد" هذا ما قالته رئيسة مؤسسة رامبورغ للفن والثقافة بتونس، ألفة تراس، الممول الرئيسي للمشروع ، التي أكدت مواصلة دعم مؤسستها للمشروع من خلال توفير المواد الأولية للحرفيين ومساعدتهم على تحسين جودتها وتسويقها .
أما الصحفي الجزائري، عبد اللطيف صالحي، الذي حضر خصيصا لتغطية حفل الافتتاح ، فقد اعتبر هذا المولود ثمرة حلم أجيال وتحدّ حقيقي لأعداء الحياة ومواجهة فعلية للارهاب وللأفكار المتطرفة والسلوكيات السلبية وسندا قويا لتثبيت متساكني سمامة في منطقتهم والتشبث بها وتنميتها وجعلها منارة ثقافية كونية .
كما عبر صالحي، بالمناسبة، عن بالغ فرحته بوجوده على أرض هذه المنطقة الريفية التي عرفت خلال السنوات الأخيرة بالعمليات الإرهابية، معربا عن الامل في أن يصبح في كل مناطق تونس والعالم العربي مراكز مماثلة للمركز الثقافي الجبلي بسمامة حتى يفسح المجال أمام أبناء الأرياف المحرومين من الفضاءات الثقافية والشبابية ليفجروا طاقاتهم ومواهبهم ويطلقوا العنان للتالق والابداع .
حفل الافتتاح كان استثنائيا فقد واكب فعاليته وفود غفيرة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين وممثلي المجتمع المدني من تونس وخارجها، إلى جانب حشود من متساكني الجهة والجهات المتاخمة لها ، وتم خلاله تقديم باقة من العروض الثقافية والترفيهية والتنشيطية المتنوعة التي تفاعل معها الحضور رقصا وغناء وتصفيقا.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 169859


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female