القمة الرقمية للمرأة في المتوسط: اجماع على ان التحولات الرقمية تفتح الآفاق أمام الاندماج الاقتصادي للمرأة

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/5b927dbb162180.45511815_olemipkgnfjqh.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - أجمع المتدخلون خلال الحصة الصباحية لأشغال "القمة الرقمية الأولى للمرأة في البحر الابيض المتوسط"، المنعقدة اليوم الجمعة بضاحية قمرت بتونس، على ان التحولات الرقمية تفتح الآفاق أمام تيسير الاندماج الاقتصادي للمرأة في منطقة جنوب بالمتوسط.
وبينت باسانت حلمي احدى مؤسسات الشبكة العربية الرقمية المحدثة في جانفي 2017 وتضم في عضويتها نحو 500 عضو بين أفراد ومؤسسات، أن أعداد طالبات الهندسة والتكنولوجيات الحديثة كبيرة جدا غير أن هذه الأعداد تتضاءل في سوق العمل بعد التخرج لعدة أسباب، مؤكدة أن التحول التكنولوجي سيساعد على عمل المراة من البيت وبالتالي ضمان تواجدها في حلقة الاقتصاد كعضو عامل وسيتيح لها انشاء مؤسسات خدماتية عبر التواصل بين دول ضفتي المتوسط بما يمكن من إحداث فرص شغل ومجالات شغل "لا يمكن حاليا تصورها وهو مجال جديد ويجب ان تواكبه المراة من الأول"، حسب قولها.
وشددت على ان ضرورة ان تبادر المراة بشكل خاص لتطوير الأفكار التي تمتلكها والتشارك مع أفراد آخرين من العائلة أو الأجوار أو غيرهم من أجل الشروع في احداث المشاريع الخاصة وتنفيذ الأفكار في توفير خدمات وتغيير حياتهم تدريجيا، مشيرة انه لاوجود لموانع تكنولوجية في هذا المجال.

وأشارت إلى أن الشبكة العربية الرقمية تفتح المجال للتواصل بين الأفراد والمؤسسات العاملة في مجال التحول الرقمي في منطقة الشرق الأوسط (الجزائر وتونس ومصر ولبنان والأردن) وتشجيع دور المراة في مجال التكنولوجيات الحديثة وخلق مشاريع مشتركة بين أعضائها.




ومن جهتها تحدثت رئيسة جمعية المؤسسات التونسية الناشئة "ستارت آب تونسية" آمال سعيدان، عن الإمكانيات الجديدة التي يوفرها التحول الرقمي للمرأة وخاصة تطوير قدراتها القيادية مؤكدة أن هذا التحول سيمس جميع المجالات الحياتية كالسياسة والاقتصاد والاجتماعي والثقافة وتحول القوى.
وقالت إن هذا التحول هو تحول مفتوح ستختفي بمقتضاه كل الحدود وسيفتح المجال لعمليات تشبيك واسعة لربط الصلة بين المرأة والشبكات الدولية والمنصات، مؤكدة أن القدرات التنافسية للمراة التونسية متطورة ويمكن البناء على ذلك حتى تلعب النساء أدوارا ريادية في القيادة المستقبلية.
ولاحظت ان مفهوم "القيادية" عبر العالم تغير وتم بمقتضى التحول الرقمي التخلي على النموذج التقليدي الهرمي لعملية القيادة داخل المؤسسات او الهياكل كما تغير نموذج التصرف بما يسهل على المراة ولوج هذا المجال بأكثر سهولة وجرأة.
ودعت الى التعرف على المنصات المفتوحة عبر "الواب" التي تسمح لأي شخص بالنفاذ إلى فرص شغل مفتوحة في مختلف المجالات في أي مكان عبر العالم مؤكدة أن تغير القيادية في العالم سيجعل المجال مفتوحا أمام المرأة للسيطرة عليها على اعتبار أن طبيعتها الأفقية تتماشى وطبيعة المراة، ولافتة إلى ضرورة توفر الإرادة السياسية لتحقيق كل ذلك.

وبين الباحث في المعهد العالي للتكنولوجيات الحديثة ببرلين والأستاذ بجامعة ستيلن بول بجنوب افريقيا، عياد الآني أن استعمال الوسائل الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي يعطي فرصا كبيرة للنفاذ الى للأخبار والأدوات الرقمية للعمل وللولوج إلى مجموعات مختلفة من المجتمع، معتبرا انها فرص وجب اقتناصها دون الحاجة إلى ترخيص من أي كان عبر العالم لاحداث مشاريع خاصة.
ومن ناحية أخرى تتيح التغيرات الرقمية حسب المتحدث، الاندماج والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي خاصة مع توفر قدرات متطورة للمرأة على الانخراط في وسائل التواصل الاجتماعي والاستفادة منها.
واكد أن استفادة المراة من التغيرات التكنولوجية ممكن على اعتبار ان وسائل الانتاج متاحة بين أيديها على غرار الهواتف الذكية والكمبيوتر المحمول بما يمكنها من بعث مشروعها دون عناء في مختلف المجالات كالتجارة أو الترويج لمنتوجاتها أو الشراء او غيرها من المجالات أو الخدمات.
ولاحظ ان ما تحتاجه المرأة للتطور الإيجابي في هذا المجال بالأساس هو توفر مزيد من الامثلة الناجحة ومن فرص الشراكة حتى تتشجع على ولوج هذا المجال والاقدام بجرأة على الاستفادة منه.

واكدت عضو مجلس نواب الشعب وفاء مخلوف أهمية هذا اللقاء الذي يشكل فرصة للنقاش حول المعوقات القانونية التي تعترض المرأة بالمتوسط والمرأة التونسية على وجه الخصوص من الاضطلاع بدور فاعل في المجال الرقمي ومحاولة إيجاد حلول تساهم في دعم حظوظها فيه.
ودعت مخلوف في هذا الصدد المسؤولين الى ضرورة السعي الى تقريب التكنولوجيات الحديثة لفائدة المرأة القاطنة بالمناطق الداخلية وتعميمها على كامل تراب الجمهورية، قائلة إن "ذلك من بين التحديات المطروحة اليوم حتى تكون المرأة قادرة على كسر جدار العزلة عن العالم الخارجي ومواكبة اخر التطورات الرقمية، والتعريف بمنتوجاتها واكتساح الأسواق الخارجية".
وأبرزت النائبة مجهودات بعض النسوة المتمثلة في حرصهن على استعمال بعض وسائل التواصل الاجتماعي على غرار الفايسبوك والانستغرام للتسويق لمنتوجاتهن ونجاحهن في خلق فرص عمل حقيقية وقنوات تواصل وربط علاقات عمل مع نساء صاحبات اعمال من عديد الدول الاخرى.

يشار الى ان النسخة الأولى من "القمة الرقمية للمرأة في البحر الأبيض المتوسط" إنطلقت صباح اليوم الجمعة بضاحية قمرت بتونس لتتواصل اشغالها على مدي يومين ببادرة من البرنامج الإقليمي لجنوب المتوسط للمؤسسة الألمانية (كونراد ادوناور ستيفتنغ)، وبمشاركة 40 شخصية من منطقة جنوب المتوسط الى جانب متدخلين من أوروبا و من العالم العربي.
وتهدف هذه القمة المتوسطية الى تكوين مجموعة نساء باعثات مشاريع وتمكينهن من تقاسم تجاربهن في مجال العولمة الى جانب مزيد فهم موقع المرأة والفرص المتاحة لها في الإقتصاد والمجتمع في مجال التقنيات الرقمية.


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 167398


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female