كما أبرز أن تحويل تونس إلى حلقة من حلقات طريق الحرير من شأنه أن يسمح لقطاع النسيج التونسي من الاستفادة من الخبرات الصينية، غير أنّه لابّد كذلك من حل مسألة ميناء المياه العميقة بالنفيضة والتعجيل بإنجاز هذا الميناء الذي من شأنه الترفيع من القدرة التنافسية للبلاد التونسية، خاصة أنّ قطاع النسيج يتميز بخبرته وتجربته تاواسعة وبيّن جلول أن قطاع النسيج في تونس هش بسبب عوامل خارجية إذ انعكست أزمة 2008 في أوروبا على هذا القطاع باعتبار أنّ 93 في المائة من صادراته موجهة نحو السوق الاوروبية وبسبب عوامل داخلية حيث خسر بعد سنة 2011 مجموع 40 ألف موطن شغل وتراجعت قيمة العمل والإنتاجية ة وأكد أنّ المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ليس مؤسسة بحثية ودوره تحليل المشاكل الحالية وتقديم حلول وهو قوّة اقتراح ويعمل حاليا على منوال تنمية جديد وكيف يمكن تطوير المناطق الداخلية انطلاقا من مواردها الطبيعية ولذلك وقع اختيار قصر هلال للحديث عن النسيج، باعتبارها أول قطب للنسيج في البلاد التونسية وقطاع النسيج أوّل قطاع مشغل ومصدر في تونس وهو بالتالي قطاع استراتيجي في البلاد التونسية غير أنّه قطاع هش وظل تقليديا.

---

---

من جهته، شدّد عضو مؤسس للجامعة التونسية للنسيج والملابس، رشيد الزراد، في تصريح لمراسلة (وات) بالجهة، أنّ قطاع النسيج في حاجة إلى رؤية استراتيجية وبرنامج يمتد على 10 سنوات المقبلة، معتبرا أنّ هناك رؤية مستقبلية لهذا القطاع مع المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية وسيستعرضون كصناعيين المشاكل التي يعاني منها قطاع النسيج مع اقتراح الحلول ، مقدرا أنّ المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية الذي لديه خبراء من شأنه تقديم الإضافة للصناعيين ولذلك أمضوا، اليوم، خلال هذه الندوة اتفاقية شراكة بين المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية والجامعة التونسية للنسيج والملابس وجمعية قصر هلال 2050 في محاولة للمساهمة في التخطيط لمستقبل المؤسسات التي تنشط في قطاع النسيج.
و ذكر أن هذه الاتفاقية تهدف الى ضبط استراتيجية وطنية لقطاع النسيج ، مشيرا إلى أنّه سبق لهم كمهنيين أن طالبوا بإيجاد رؤية واستراتيجية لقطاع النسيج غير أنّهم لم يجدوا من أي طرف في الحكومات المتعاقبة السابقة والإدارات المعنية بتطوير القطاع من يتفاعل معهم وأكد رئيس الجامعة التونسية للنسيج سابقا، عبد العزيز الدهماني، خلال الندوة ضرورة المحافظة على خبرة تونس وتجربتها في مجال النسيج مشيرا إلى أنّ لتونس نوع من القماش يحتل المرتبة الثانية عالميا وأنّ قطاع النسيج مازال يتطور.
وبيّن عضو الجامعة التونسية للنسيج والملابس، جلول بوقيلة، أنّ قرابة 1700 مؤسسة في قطاع النسيج والملابس توفر حوالي 180 ألف موطن شغل أي ما يمثل 32 في المائة من اليد العاملة في الصناعة في كامل البلاد.

وتراجعت نسبة الواردات الأوروبية من قطاع النسيج التونسي من 5 فاصل 8 في المائة إلى 2 فاصل 4 في المائة وفي سنة 2004 كانت قيمة صادرات النسيج 2600 مليون يورو ( 1 أورو يساوي 96ر2 دينار) لتصبح حاليا 1900 مليون أورو أي هناك نقص كبير في مداخيل صادرات قطاع النسيج والملابس وذلك بسب سياسة أوروبية وقع وضعها قبل سنة 2005 عندما بدأت تعطي امتيازات للدول الاسيوية المصنعة للمواد الأولية وبسبب ذلك أصبحت تونس الممول رقم 9 لأوروبا بعد أن كانت الممول الرابع لها.
واعتبر أنّ الاتحاد الأوروبي اتجه نحو الدول الاسيوية وتجاهل الدول المغاربية واقترح ضرورة مراجعة الاتفاق الحالي مع الاتحاد الأوروبي والذي تجاوزه الزمن وتمكين تونس من نفس الامتيازات التي تتمتع بها دول أخرى في السوق الأوروبية باعتبار أنّه أصبحت هناك منافسة غير شرعية.
وقدّر أنّه لابّد من مزيد التوجه نحو دعم القطاع محليا ولابّد من إرادة سياسية لدعم قطاع النسيج إذ هناك اكتساح للسلع التركية .
ووقع اليوم مدير المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية ، ناجي جلول، على اتفاقية شراكة مع الجامعة التونسية للنسيج والملابس وجمعية قصر هلال 2050 خلال ندوة " قصر هلال قطب إقليمي للنسيج" التي نظمتها الجامعة التونسية للنسيج والملابس وجمعية قصر هلال 2050 والمعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية.