لوموند: للسبسي دستور خاص وحكومة موازية يسير بهما بخطى حثيثة نحو الرئاسوية

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/caied-sebssi-640x411.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - طارق عمراني - في ملفها الخاص Tunisie, où vas-tu ? تناولت صحيفة لوموند في جزئها الثاني بالتحليل كواليس حكم رئيس الجمهورية التونسية الباجي قايد السبسي وتأثره بالنظام السياسي الرئاسوي البورقيبي ومحاولاته للسيطرة علی كل دواليب الحكم بالتحكم في صلاحيات رئيس الحكومة والضغط علی مجلس نواب الشعب وذلك في مقال نشر بتاريخ 26 جانفي 2018 تحت عنوان En Tunisie, Béji Caïd Essebsi et la tentation du présidentialisme

واعتبرت الصحيفة ان اعادة الباجي قايد السبسي لتمثال بورقيبة إلی الشارع الذي يحمل اسمه في قلب العاصمة كان حسب اغلب المراقبين ليس الا اعادة لهيبة بورقيبة بعد الاهانة التي تعرض لها في عهد الرئيس المخلوع بن علي صاحب الانقلاب الطبي غير ان الواقع يدل ان في رمزية اعادة تمثال بورقيبة دلالة علی عودة شكل جديد قديم من السلطة ،السلطة النمطية التاريخية للشخص الواحد التي يحبذها قايد السبسي الرئيس المنتخب للجمهورية التونسية في سنة 2014.





واشار المقال إلی ان الشيخ التسعيني مرتبط بشكل عضوي بدوائر نفوذ ما قبل 2011 فقد كان محاميا ناشطا في الحزب الدستوري الجديد الذي كان القاطرة الحزبية لمقاومة الإستعمار الفرنسي، ثم تقلد مناصب امنية في دولة الإستقلال بقيادة بورقيبة الذي كتب عنه لاحقا كتاب "بورقيبة البذرة الصالحة والزؤام" في شكل سيرة ذاتية سنة 2009، فهو قدوته ومثله الأعلی واحد تلاميذ مدرسته وفي عهده ارتقی من مدير الأمن الوطني الی وزير داخلية فوزير دفاع ثم الخارجية وهنا يجب الإشارة ان المدرسة البورقيبية لم تكن ديمقراطية بأي حال من الاحوال، فهذا الرجل الذي يحكم تونس هو من النخبة الكلاسيكية البورقيبية التي تأقلمت مع نظام بن علي وتمكن بعدها من ركوب ثورة 2011 تحت مسمی "تصحيح المسار" وتمكن في 2012 بتأسيس حركة نداء تونس من تجميع اغلب الطيف السياسي حوله وذلك للتصدي للمد الإسلامي وحماية النمط المجتمعي ولكن يبدو ان الاطراف التي التفت حول السبسي قد غيرت موقفها اليوم وهو ما تجسد في عريضة ممضاة بتاريخ 17 ديسمبر 2017 تحذر من الانجراف السلطوي لرئيس الجمهورية وتوجهه نحو الرئاسوية.


واعتبر كاتب المقال ان الباجي قايد السبسي ليس راضيا علی دستور 2014 ففي حوار له في سبتمبر 2017 مع صحيفة لابريس التونسية هاجم السبسي الهيئات الدستورية معتبرا ان نشاطها يهدد الدولة وخاصة هيئة الحقيقة والكرامة الهيئة التي تمثل العدالة الانتقالية في تونس معبرا صراحة عن امتعاضه من صلاحياتها الواسعة معبرا عن عدم رضاه من طبيعة النظام السياسي وهو ماقوبل بإستهجان بعض الاطراف الذي اعتبرت في هذا التصريح تلميحا بتنقيح دستوري ليستدرك السبسي بتصريح للوموند في 18 ديسمبر 2017 "نحن لا نغير الدستور كل 4 ساعات" لكنه لم يخف تفضيله لنظام رئاسي خاضع للمراقبة حتی لا ينزلق نحو السلطوية كما هو الحال مع حكام تونس السابقين.

واعتبرت اليومية الفرنسية ان دستور 2014 قد اقر نظاما رئاسيا مختلا يعطي صلاحيات كبيرة لرئيس الحكومة علی حساب رئاسة الجمهورية لكن الواقع السياسي يشي بعكس ذلك فلرئيس الجمهورية سلطة واضحة علی رئيس الحكومة ومنذ دخول الدستور حيز التنفيذ لم يكن لأصحاب هذه الخطة (رئاسة الحكومة) اي ثقل سياسي وهو ماساهم في تغول رئاسة الجمهورية فلا الحبيب الصيد ولا خلفه يوسف الشاهد وهما من التكنوقراط حاولا الدفاع عن صلاحياتهما الدستورية رغم محاولتهما التي نجحت نسبيا في الإستقلالية عن حركة نداء تونس لكنهما ينحيان امام كل عاصفة يكون مركزها قصر قرطاج الذي يختار ساكنه اسم الشخصية التي ستتولی منصب رئاسة الحكومة فأختار في مناسبة اولی الحبيب الصيد الذي دفع ثمن تعنته ليعوضه رئيس الجمهورية بيوسف الشاهد الذي كل ما حاول التغريد خارج السرب الا وذكّره مستشارو القصر أنه من صنع رئيس الجمهورية يد.

واشار المقال ان ما يحدث في تونس محير فعلا ومقلق حيث استشهد برأي حاتم مراد استاذ العلوم السياسية الذي اعتبر ان رئيس الجمهورية يسعی الی توسيع صلاحياته فلتونس دستور رسمي ودستور آخر من وحي أفكار الرئيس وهو الدستور الذي يتم تطبيقه علی ارض الواقع وهو مايتجلی في تشكيل حكومة موازية تتجسد في مجلس الأمن القومي الذي تجاوز صلاحياته السيادية إلی ملفات يفترض ان تناقش في القصبة مثل التعليم والصحة والبيئة .

وفي قصر قرطاج يتم تبرير هذا التدخل في صلاحيات رئاسة الحكومة علی انه ضرورة لمعالجة القضايا الحارقة حيث يقول مقرّب من رئيس الجمهورية "عجزت القصبة عن حل المشاكل عندما اوكلت لها المهمة في 2015 فتعالت الاصوات بضرورة تدخل رئيس الجمهورية ليتفاعل الاخير ويتدخل لسد الفراغ".

وختمت الصحيفة الفرنسية بإعتبار هذه الرئاسوية ناجمة عن قصور مؤسساتي ومن بينها مجلس نواب الشعب الذي مازال لم يحقق استقلايته الإدارية والمالية التي ينص عليها الدستور وهو ما يمكنه تفسيره بضعف الارادة السياسية نحو الفصل بين السلطة وعرقلة انشاء محكمة دستورية ولكن لا تزال هناك مقاومة برلمانية من خلال مساءلة الوزراء ونشاط بعض اللجان التي تضغط علی الحكومة... فهل يعطي هذا امل لأولئك المتفائلين الذين اعتقدوا ان عودة بورقيبة فوق حصانه الی قلب العاصمة رمزا للإعتزاز الوطني لا أكثر...


Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 154974

Thunder  (Tunisia)  |Samedi 27 Janvier 2018 à 21:15           
البندير رجع بقوة على باب نات.
الطرحة النهضوية الكلها تبندر للباجي
لا ينفعكم الباجي ولا غيرو... مؤسسات البلاد كيف تكون قوية هي الضامن الوحيد للحريات ولعدم الانقلاب على الديمقراطية ولمناعة البلاد من التدخل الخارجي مهما كان مصدره: فرنسا الامارات قطر امريكا...
فيقوا قبل ما يهزكم واد الفارينة للهاوية من جديد

Chebbonatome  (Tunisia)  |Samedi 27 Janvier 2018 à 17:09           
لو موند و المقيم العام جلالة سفير فرنسا عاملين و احد يتحّي و لاخر يزكّي لاستمرار مسرحيّة الاستقلال المزوّر

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Samedi 27 Janvier 2018 à 15:32           
الصحافة الصفراء المرتزقة و الماجورة من الحاقدين على المسار السياسي في تونس الحبيبة 🇹🇳👍🌍🇹🇳👍🌍👍🇹🇳

Mnasser57  (Austria)  |Samedi 27 Janvier 2018 à 15:22           
من الامارات وبني زايد الى الصحافة الفرنسية ومن يحركها لخلق البلبلة والفوضى في تونس
على كل هم يريدون والشعب يريد

Mandhouj  (France)  |Samedi 27 Janvier 2018 à 15:00 | Par           
أما إذا كانت الرءاسويۃ تعني, أن البجبوج يريد أن يترشح لولايۃ ثانيۃ و أن حزب نداء تونس يريد أن يتجند لذلك مع أحزاب النهضۃ و الوطني الحر , فهذا أمر يخص البجبوج و الأحزاب التي ستكون حوله.. يمكن أن تكون النهضۃ من جملۃ تلك الأحزاب أو أن النداء يريد أن يخدم هذا الهدف مع أحزاب ما يسمی الإتحاد المدني اليوم, بأن يجعلوا البجبوج رءيس و يحاولوا في الإنتخابات التشريعيۃ أن يكون لهم أغلبيۃ مريحۃ و يكون زقزوق أو غيره رءيس حكومۃ ثم يدفعون بطريقۃ أو أخری لتغيير نظام الحكم و إجراء تحويرات دستوريۃ عميقۃ حتی يصبح نظام الحكم رءاسوي.. فهذا عمل حزبي, من حق كل حزب أن يخطط كما يريد حسب رءيته السياسيۃ.. و الأحزاب الأخری أيضا لها حق العمل علی المحافظۃ علی الدستور الحالي ... لكن يجب أن لا ننسی أن دستور جانفي 2014 خارج من رحم ثورۃ.. و الدستور الجديد الذي ستحمله تيارات لبيراليۃ و يساريۃ إقصاءيۃ محسوبۃ علی التجمع القديم و علی ديكوره الديمقراطي و علی برجوازيۃ المهجر التي كانت تبيض في نظام بن علي مثل مجموعۃ ياسين إبراهيم المعروف بياسين لازار و مهدي جمعۃ و حزبه , و المعروف كذلك بمهدي مليار.. معهم الموازي زقزوق الإماراتي و عبير موسي الإماراتيۃ الدستوريۃ الإقصاءيۃ الدمويۃ, الشق الذي قتل اليوسفيين و قتل المحتجين في 26 جانفي 1978, و أيضا الذي قتل المتظاهرين في أحداث الخبز 1984.. كل هوءلاء إن إجتمعوا في حلف واحد و أسسوا لدستور رءاسوي جديد يمكن أن يلتحق بهم الوطد و بعض اليساريين المهمشين اليوم و الذي يريد البريكي تجميعهم في إطار خزب يساري جديد.. لكن لا أحد يضمن أو يعرف ردۃ فعل العديد من مكونات الجبهۃ الشعبيۃ اليوم.. لا أحد يضمن مدی قدرۃ المكوينات اليساريۃ المتطرفۃ اليوم كيف يمكن لها السيطرۃ علی شبابها الثوري.. و الذي في مراجۃ ثوريۃ لمواقف أحزاب اليسار الراديكالي قد يفجر ثورۃ طبقيۃ مسلحۃ ... كل هذا يمكن أن يحدث إن تجرء أحزاب النمط الرأسمالي أن تهدد الديمقراطيۃ الناشءۃ في تونس و التي تحمل في جيناتها أهداف الثورۃ و مشروع تنموي يوزع الثروۃ حسب منوال أكثر عدالۃ.. أنا حسب رأي نعم هناك من يريد إفشال النموذج الديمقراطي التونسي, نعم هناك من تتغدغه العودۃ للدكتاتوريۃ عبر تغيير الدستور, نعم هناك من يريد أن تستمر تونس في حالۃ أخذ و رد , و تبادل تهم و خطاب إقصاءي و و و و حتی لا يتقدم العمل الحكومي و لا تنجز المشاريع التنمويۃ, نعم هذا موجود و ما خفي أعظم.. لكن حذاري أن تضعف الأحزاب و تترك المسار الإنحرافي يستشري.. الحفاظ علی النموذج التونسي هو المخرج, إستكمال المسارات الدستوريۃ هي المخرج.. تدعيم التعدديۃ هو المخرج. حذاري من اللعب بمستقبل البلاد . و كل ما سقته في التعليقين هو كلمۃ أخويۃ حبا في تونس.

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Samedi 27 Janvier 2018 à 14:24           
نتمنى لتونس الحبيبة الأمن والاستقرار وتجنب سوء الطالع،.....لا بد من ايجابيـــــــــــات لمستقبل الأجيــــــــــــــــــال القادمة...

Mandhouj  (France)  |Samedi 27 Janvier 2018 à 14:24 | Par           
الرءاسويۃ تعني تغيير نظام الحكم.. هذا الحزب الذي يجریء يضعه للنقاش ليضعه أمام الشعب في صورۃ إستفتاء شعبي أو أن يضعه للنقاش عبر الإعلام ثم يريد أن يمرره عبر البرلمان بطريقۃ أو أخری, إن تسمح أليۃ من أليات الدستور بذلك, فإنه أو إن كانوا جملۃ أحزاب متفقين أن يفعلوا هذا لا قدر اﷲ, فإنهم سيدفعون البلاد لحرب أهليۃ موءكدۃ, و حتی لثورۃ طبقيۃ مسلحۃ يقودها جملۃ من التيارات اليساريۃ المتطرفۃ و ستجد قنوات تسليح, زد علی ذلك الإرهاب ذا الغطاء الديني سيدخل علی الخط .. و البلاد ستكون مثل سوريا و اليمن.. سكان الولايات المهمشۃ و شباب الأحياء الشعبيۃ المهمشين سينخرط الكثير منهم في هكذا فوضی.. ثم يمكن أن نصلي صلاۃ الجنازۃ علی السلم الأهلي, علی المشاريع التنمويۃ التي تقام اليوم و المبرمجۃ غدا في إطار تونس 2016/2020... ... و هذا هو مشروع العولمۃ التوسعيۃ المتوحشۃ لإهلاك الدول التي تزال تحافظ علی نوع من الوحدۃ الوطنيۃ و علی الإستقرار الإجتماعي و السياسي... هذا يجب أن نتفطن إليه.. بعد الفوضی و دخول تونس في أعمال عسكريۃ مغطاۃ بإسم الثوريۃ مع أخری تمولها دول محور الحصار علی قطر و إسراءيل و أمريكا و غيرها من اللوبيات التي تتاجر بالسلاح.. النتيجۃ ستكون قواعد عسكريۃ للناتو, أخری لروسيا, أخری للصين لتحمي مصالحها في المغرب العربي, أخری لفرنسا أيضا , إذ ستعتبر نفسها أكثر شرعيۃ.. و علی مدار أربع أو خمسۃ عقود نصلي صلاۃ الجنازۃ علی الدولۃ الحديثۃ المدنيۃ التي بنيناها بعد الإستقلال و التي رسمنا بدايات دمقرطتها بعد الثورۃ المجيدۃ 17/14. حذاري خذاري. يتبع.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female