عرض ميشال بوجناح بقرطاج: تضارب الخطاب السياسي والثقافي بين الموقف والموقف المضاد

<img src=http://www.babnet.net/images/2b/wazirthakafaaa090717.jpg width=100 align=left border=0>


باب نات - تحرير منى الودرني-وات - شكل التعارض بين "ميشال بوجناح" بوصفه الفنان اليهودي ذي الاصول التونسية وبين مواقفه المساندة لاسرائيل دافعا لخلق تقاطع الى حد التصادم في الخطاب السياسي والثقافي اثر برمجة عرضه الكوميدي ضمن الدورة الحالية (53) لمهرجان قرطاج الدولي.

المواقف المناهضة لعرض بوجناح... فلسطين الهوية الحضارية للشعب العربي

احد الأساتذة الجامعيين المشاركين في الوقفة الاحتجاجية التي نفذتها جمعية انصار فلسطين الجمعة في محيط وزارة الثقافة، تحدث عن وثيق العلاقة بين التوظيف السياسي والمسالة الثقافية ،قائلا ان خطر اللااستيعاب للهوية العربية كامن في كل التفاصيل بما فيها العروض الفنية المبرمجة في المهرجانات على غرار عرض ميشال بوجناح واكد ان الوفاء للشخصية الثقافية العربية والهوية الحضارية للشعب العربي والالتزام بالقضية الفلسطينية يحتم علينا الوقوف ضد حضور هذا الفنان الذي عرف بمساندته للمواقف الصهيونية الفاشية ومعاضدته لسلوكات "شارون" الهدامة ،مضيفا ان فلسطين ليست مجرد قضية فلسفية او نظرية في التصور التاريخي بل هي حقيقة تنبع من مواقفنا في الحياة الواقعية وضمن هذا السياق من الجدل حول هذا الفنان ، والذي انتشر صداه بين السياسيين والمثقفين والمنظمات الشغيلة منها والمدنية ،استثارت مشاركته في مهرجان قرطاج حفيظة الجامعي والمختص في الاداب والحضارة الإسلامية ، محمد الحجلاوي الذي اعرب عن رفضه القاطع لحضوره نظرا لمساندته العلنية للمواقف الصهيونية.



وشدد على ان المشترك العربي يحتم الالتزام بطبيعة تصورنا للمسالة الثقافية التي تتاسس على الوصل العضوي بين المسالة الثقافية و الهوية العربية، بعيدا عن الانفصام بين الخطاب السياسي والخطاب الثقافي بما فيها عدم المساس بثوابت القضية الفلسطينية.
من جهته، اعرب رئيس جمعية انصار فلسطين، مراد اليعقوبي عن رفضه القاطع استقبال الفنان "ميشال بوجناح ، قائلا انها "بادرة خطيرة ولابد من التصدي لها بمعية كل المنظمات المناصرة للقضايا العربية وعلى راسها القضية الفلسطينية.
ودعا في هذا الصدد وزير الثقافة، محمد زين العابدين الى تحمل "مسؤوليته التاريخية" من اجل حماية هوية الشعب التونسي العربية والإسلامية، وذلك وفقا لمقتضيات الدستور الذي يدعو الى مناصرة الحركات التحررية في العالم.
وفي بيان صدر مؤخرا عن الاتحاد العام التونسي للشغل، دعا المكتب التنفيذي وزارة الثقافة الى الغاء العرض المبرمج للفنان ميشال بوجناح ضمن مهرجان قرطاج وفي كل المسارح ،وذلك في اطار رفض التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال الصهيوني.


مكونا من المكوّنات الثقافية والتاريخية في تونس وفي غيرها من البلدان العربية
كما طالب الحزب الجمهوري في بيان صادرعنه بإلغاء عرض ميشال بوجناح باعتبار المواقف الثابتة للشعب التونسي في دعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال ورفضه لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
كما تتالت التحركات المعارضة لمشاركة بوجناح ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي، حيث وجهت الحملة التونسية لمقاطعة ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني مراسلة لوزير الثقافة تحت عنوان "لا مكان للصهاينة، مهما كانت جنسيّتهم، في مسارحنا ومهرجاناتنا" اين دعت الى الغاء هذا العرض "المستفز" على خلفية تصريحات بوجناح الداعمة للصهيونية .


الأصوات المدافعة: لابد من الفصل بين المرجعيات الايدولوجية والفن الحر
وفي حمى تباين الآراء للطيف السياسي والمدني والمثقفين ساندت حركة مشروع تونس ميشال بوجناح باعتباره 'مواطنا تونسيا دافع عن تونس في كل الفضاءات الإعلامية العالمية وأكدت الحركة ان الحراك المناهض لقدوم ميشال بوجناح من شانه تكريس '' الحقد والجحود و الاستخفاف بالمصلحة الوطنيّة بحجة دعم زائف للقضية الفلسطينية'' كما أعربت عن اسفها لما وصفته الانخراط الساذج لبعض الأوساط في هذا المسار الخاطئ معيدة نفس الأخطاء الجوهرية التي ترتكبها باستمرار واستنكرت اقتراح وزارة الثقافة التشاور بخصوص العرض مع مكونات المجتمع المدني في ظل غياب الريادة الفكرية والحضارية والاختيارات الحداثية التي يقوم عليها المشروع الوطني التونسي//.

ومن جهته اكد المكتب التنفيذي لكونيكت في بيان صادر عنه ان الغاء العرض من شانه أن يضر بصورة تونس و يؤثر في وضوح الرؤية لدى المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين التونسيين و الأجانب على نحو يعيق خلق مناخ ملائم للاستثمار و الشراكة وإعادة إنعاش القطاعات الحيوية بالنسبة للاقتصاد الوطني وخاصة السياحة كما نبه الى ما اسماه ب"خطورة تدخل بعض المنظمات المهنية في مجالات تتجاوز الأهداف و المهام التي أسست من اجلهاطبقا للقوانين المعمول بها ، معتبرا ان تنظيم هذه العروض في تونس يعكس مدى احترامها لكل الحقوق المدنية والثقافية للمواطنين دون التخلي عن التزامها بالدفاع عن القضايا العادلة و في مقدمتها القضية الفلسطينية.
كما استنكر عديد المثقفين الذين امضوا قائمة في الغرض دعوة الاتحاد وزارة الثقافة الى إلغاء عرض فني أو منع فنان من اقامة عروضه أمام الجمهور خاصة وان الفن يستند في جوهره الى تعدد الاذواق والاراء .
ودعوا جميع الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني وفي مقدمتها الاتحاد العام التونسي للشغل الى تغليب المصلحة الوطنية والنأي بالإبداع الفني عن كل كل اشكال التوظيف.


وزارة الثقافة بين الشرعية الثقافية والمقتضيات القانونية في برمجة المهرجانات
وفي تعاطيها مع السجال الدائر حول عرض بوجناح بين الاطياف السياسية والمدنية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ، اكدت وزارة الثقافة في بيان لها "التزامها بعدم التدخل في المضامين والمحتويات التي يتفق حولها أعضاء الهيئات والجمعيات المديرة للتظاهرات والمهرجانات الدولية والوطنية والجهوية.
وأشارت في بيان صادر عنها مناصرة الوزارة للقضية الفلسطينية التي تعد من ثوابت السياسات التونسية بما فيها الثقافية كما انها ستقوم بالمشاورات مع عديد الأطراف في الغرض واكد البيان في هذا السياق تفعيل الوزارة لقرار 17 ديسمبر 2010 / 14 جانفي 2011 القاضي بالقطع مع أساليب الماضي وتغول الإدارة الثقافية في أخذ القرار وتفعيل الشراكة مع الشخصيات الثقافية والمجتمع المدني في إدارة مثل هذه التظاهرات.
يذكر أن إدارة الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي، برمجت عرضا للممثل الكوميدي الفرنسي من أصل تونسي، ميشال بوجناح وذلك يوم 19 جويلية الجاري في متحف قرطاج الأثري ميشال بوجناح ولد في 3 نوفمبر 1952بتونس وهو ممثل ومخرج وكوميدي يهودي من أصول تونسية ، هاجر صحبة عائلته الى فرنسا سنة 1963 منى


Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 145062

Azzah  (France)  |Dimanche 9 Juillet 2017 à 20:27           
L'art ne peut en aucun cas être séparé de l'état présent d'un pays, d'une nation. Ou alors on favorise la provocation. Or la provocation n'a jamais été une expression artistique; elle s'est servi et a favorisé certaines expressions artistiques pour mener un combat contre un peuple, contre une nation.

Chez nous les pseudo artistes et pseudo intellectuels abondent et tous abondent dans le sens de la provocation.

Quant à notre actuel ministre de la dite culture que n'a-t-l rampé devant une ex ministre de la culture de France, une certaine Audrey Azoulay venue le pervertir à coup de bourses distribuées à des "artistes" tunisiens certainement encouragés ainsi à jouer de la provocation. Ce n'est pas lui qui va maintenant prendre position en faveur de la dignité et de l'indépendance de notre pays.

Tout ce monde rampe devant qui l'achète à coup d'euros et à coup de distribution de médailles et de prix nobel, et face à ce beau monde d'esclaves se dresse le peuple tunisien, pauvre mais déterminé à toujours combattre le colonialisme et quoi que nous subissions tous nous autres arabes de la part des daeshiens (encore une bande de pseudo payés et armés par les USA et soignés dans les hoptaux israeliens....) .

Toujours debouts dans le refus.

BenMoussa  (Tunisia)  |Dimanche 9 Juillet 2017 à 12:07           
كل تونسي يمجد داعش ولو على حسابه الخاص في صفحات التواصل الاجتماعي يتم ايقافه وتقع محاكمته
وبوجناح تونسي يمجد الصهيونية في كل وسائل الاعلام ويزور الكيان الصهيوني الذي هو رديف لداعش في اغلب افكاره
فهل سيتم توقيفه ومحاكمته هو ومن تعاطف معه ام ان الصهيونية اقل عداء لتونس من داعش وجنود الصهيونية صالوا وجالوا وقتلوا في ربوع تونس من ابو جهاد الى حمام الشط وبالامس القريب الشهيد "محمد الزواري"
ام اننا حازمون ضد التطرف الاسلامي متسامحون مع التطرف اليهودي وجرائمه

وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female