الغبار الاسمنتي يقض مضجع الفلاحين في منطقة جبل الرصاص من ولاية بن عروس

باب نات -
يشتكي عدد من أصحاب الضيعات الفلاحية، في منطقة جبل الرصاص الواقعة بالضاحية الجنوبية للعاصمة من تأثير الغبار الاسمنتي المنبعث من مطاحن معمل الاسمنت المنتصب بين الجبل والمساحات الزراعية الشاسعة بالجهة.
ويعتبر عدد من الفلاحين ممن استقى مراسل (وات) ببن عروس اراءهم ان هبوب الرياح يتسبب في انتشار الغبار الاسمنتي المكون الأساسي للانبعاثات الغازية من المعمل، والناتج عن عمليات طحن المواد الخام المكونة لصناعة الاسمنت وفي توزعه على العديد من الهكتارات المنتجة للزياتين وللأشجار المثمرة سواء القريبة من المنشأة او تلك التي تبعد عنها بعض الاميال.

ويعتبر عدد من الفلاحين ممن استقى مراسل (وات) ببن عروس اراءهم ان هبوب الرياح يتسبب في انتشار الغبار الاسمنتي المكون الأساسي للانبعاثات الغازية من المعمل، والناتج عن عمليات طحن المواد الخام المكونة لصناعة الاسمنت وفي توزعه على العديد من الهكتارات المنتجة للزياتين وللأشجار المثمرة سواء القريبة من المنشأة او تلك التي تبعد عنها بعض الاميال.

وأكد ياسين بن مامي، مالك احدى الضيعات الفلاحية التي لا تبعد سوى مئات الأمتار عن معمل الاسمنت، في تصريح لـ(وات)، ان بقايا الغبار تظهر على أوراق الشجر و على اغصانه وعلى الثمار لدرجة تجعل عملية ازالتها صعبة، في بعض الأحيان بفعل عامل التكلس، موضحا ان الغبار المتأتي من صناعة الاسمنت، يكوّن طبقة كلسية تؤثر على عملية التنفس الطبيعي للشجرة، ويمنعها من التفاعل الغازي مع المحيط الخارجي، مما يتسبب في تغير لون الشجرة ويجعلها عرضة لعدد من الامراض التي تتسبب في جفافها.
ويتقلص معدل الإنتاج في الهكتار الواحد، بفعل تأثير هذه الانبعاثات، بحسب رمزي بن عمار الذي تبعد ضيعته أكثر من كيلومتر عن المعمل، لتصل في بعض الأحيان، الى حدود 40 بالمائة مقارنة بمعدلات الإنتاج العادية.
ويثبت تقرير لاحد الخبراء المكلفين من قبل المحكمة الابتدائية ببن عروس، بعد قيام دعوى ضد المنشأة، ان نسبة تراجع الإنتاج لصاحبة الضرر، يصل الى 30 بالمائة وان الغشاء الغباري يعطل التركيب او التمثيل الضوئي للنبتة ويضعف التبادلات الغازية بين أوراق الأشجار والمحيط الخارجي لها، ويقلص فاعلية الادوية ويعرض النبتة للأمراض بجميع أنواعها، الى جانب مساهمته في تقلص التلقيح او "التأبير" بالنسبة للنبتة، ويؤدي الى خفض نوعية الإنتاج وفاعلية الأسمدة خلال عملية المداواة.
وخلص ذات التقرير، الذي تحصل مراسل (وات) على نسخة منه، الى ان الاسمنت مضر بالأشجار المثمرة، نظرا لاحتوائه مواد كيميائية سامة كالكلس والكبريت وان الاضرار ستتفاقم الى ان تموت الأشجار وان رفع المضرة مستحيل.
وبسبب دقة حبيبات هذه الاغبرة وخفتها فان اقل قدر من الهواء يمكن ان يحملها بسهولة ويساهم في انتشارها على مساحات واسعة من المناطق المحيطة بالمعمل، وهو ما لاحظه حسن علاقي، صاحب مزرعة تبعد نحو كيلومتر عن المنشأة، والذي خلص الى اضرارا بدأت تظهر على انتاجه وعلى مردودية مساحاته المزروعة بسبب الغبار الاسمنتي الذي تحمله الرياح اليها، داعيا القائمين على المنشأة الى احترام معايير البيئة والقيام بالمعالجة والتصفية وفق المعايير الدولية.
في المقابل فند المدير الفني لمعمل الاسمنت عمار الشيخاوي ما يتداول بان المنشأة لا تستجيب للمعايير المطلوبة في سلامة البيئة والمحافظة على المحيط بالقول انه كامل خط الإنتاج يحتوي على 170 مصفاة منها 5 من الحجم الكبير، مؤكدا ان الانبعاثات الغازية من المعمل تخضع لعمليات فلترة وتنظيف قبل خروجها من المدخنة حيث لا تتجاوز نسبة الغبار الاسمنتي المنبعثة في الهواء 10 ملغ في المتر المكعب الواحد وهي نسبة اقل من المعدلات العادية.
وبخصوص المياه المستعملة، قال الشيخاوي انها تخضع للمعالجة في المحطة الموجودة عل عين المكان،مشيرا الى ان تقارير الرقابة الدورية من وزارة البيئة لم تسجل أي اخلالات بهذا الشأن.
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 134774