تمكن "الطرطور" كما يحلو لسبايا و عبيد الحجامة و زوجها الكبران من إنجار ما لم يكن بوسع أي رئيس "حطايطي" يصرف ما يعادل ميزانية ولاية قبلي على شعره و نزوات زوجته أو عشيقاته أن ينجزه، الطرطور أطفأ نار فتنة كان يمكن ان تمتد و تحرق مناطق أخرى في الجنوب خصوصا نظرا للطابع القبلي و المحافظ لأغلب المناطق في قبلي و غير قبلي و هذا ليس سبة أو انتقاصا من شأن الجنوب و سكان الجنوب، بل هو خصوصية سوسيولوجية و أنثروبولوجية و تاريخية لا يدركها إلا أهل الاختصاص،
بينما كان من المفروض نظريا أن تمتد حالة الطوارئ تقريبا إلى غاية العشر أيام الأخيرة من شهر ماي، نجح المرزوقي في ذلك لأنه ابن الجنوب العزيز، جنوب الثورة و قيم الرجولة، و لأنه عليم بالقدر الكافي بالخصوصية الاجتماعية و النفسية لأهل الجنوب، رغم سيل الازدراء و السباب الرخيص الذي يصدر من ألسنة السفهاء و تفيض به قنوات و إذاعات إعلام المجاري الرخيص الذي تستحوذ عليه مافيات جهوية و بارونات مال و أعمال و فساد من سارقي و ناهبي الشعب و محتقريه.فعل المرزوقي ما
لم يستطع أن يفعله و لن يفعله الباجي زهايمر الذي يجهل عن قصد أسماء كثير من المناطق و الجهات المحرومة و المقهورة و المنهوبة بفعل سياسات جهوية بغيضة و دنيئة بدأت مع مجاهده و وثنه الأكبر بورقيبة و ثبتها من بعده المخلوع كسياسة رسمية و منهج في الحكم، تذكروا أحداث المتلوي في السنة الاولى للثورة و ستدركون الفرق بين رجل يرتدي البرنس و المظلة و "رجل" يرتدي بدلته على طريقة "البلدية" الأكبار الذين يرتكبون الكبائر في حق الوطن و الشعب و يغيرون "الكوش"
بعد كل خطاب أحفوري يستحضر أمجاد باني مجد جزء صغير من تونس و من شعب تونس و من بعده حامي الحجامة و الطرابلسية مخلوع الشعب غلام و شخلوع آل سلول.