ضحكنا معها ... وبكت وحدها

<img src=http://www.babnet.net/images/1/samir.jpg width=100 align=left border=0>


هذه الأيام الشاقة... أشعر أن الذي ينبض في صدري قلب لبناني ... وكل قنبلة تسقط على لبنان .... تسقط على قلبي أيضا وتخلف دمارا فظيعا... لا يزيله هدوء المكان حولي ولا الحياة المرتبة التي أعيشها.... لبنان الذي طالما أهدانا الفرح والفن الجميل والجمال الباهر والحياة الملونة المبهجة... وكل ما يبقي الأمل حيا فينا... صار ف5ي لحظة غدر وظلم وعدوان منبع أحزاننا وموطن جراحنا ... وعنوان أوجاعنا...!!
بيروت التي كانت تعلمنا الفرح... وتدربنا على البهجة والأمل وتحببنا في الحياة .... وتقنعنا أن الحياة جديرة بالحياة ... صارت اليوم رمزا للموت ... كل أنواع الموت ... ومن لم يمت فيها بقنبلة يموت قهرا أو جوعا أو احتراقا أو حسرة أو يائسا...!!
صيف بيروت الذي كنا نهرع نحو نسماته ... أصبح الأكثر التهابا ولهبا... وتغير المشهد هناك فجأة .... لم يعد ملونا ومغريا وشهيا كما كنّا نراه ... صار حالكا وخرابا وجحيما .... كنا نرى لبنان يرقص ويغني في الكليبات الزاهية في أمتع السهرات .... في أحلى الأصوات في جمال صار وطنا ورمزا... اليوم صرنا نرى لبنان آخر في نشرات الأخبار الدامية...
في لحظة تحول لبنان من فيلم رومانسي عاطفي جميل ... إلى فيلم رعب لم يتوقف... وأصبح الغناء العذب ... هدير طائرات وصواريخ تعذب قلوبنا .... صارت مشاهد الجثث المحترقة تعوض مشاهد الأجساد التي تنبض بالحياة والأمل...

...

واختفى مشهد الفتاة الجميلة الساحرة التي تغني وترقص وتحث على حب الحياة ليظهر مكانه مشهد الأم اللبنانية الملتاعة على ابنها الشهيد..!!
صار صراخ الأطفال هو الغناء اللبناني المهيمن وأصبحت دموع الأمهات هي الكليب الأكثر انتشارا وواقعية... وصار الموت يحتل أماكن طالما علمتنا كيف نحب هذه الحياة..!!
بيروت في قلبي وفي قلمي... وكلما أمسكت هذا القلم وجدته يبكيها على الورق ... بيروت التي زرتها وأحببتها والتهمت فيها بعض لحظات حياتي بشراهة...أشاهدها اليوم تحترق... فلا أملك من القدرة سوى هذا الحبر الخجول... وهذه المقاومة الحبرية العاجزة من على ظهر ورقة..!!
26 جويلية كان موعد فيروز في بعلبك... كان مبرمجا لنسمع هناك صوت الحياة ينادينا إلى لبنان هذا الصيف ... وفجأة غاب صوت فيروز ... صوت الشموخ والتحدي ولم نسمع من بعلبك سوى أصوات الخوف والنين والعذاب والقهر... وصوت الموت... والانفجارات.
العرب الذين كانت بيروت ملهاهم ووطن سعادتهم وبهجتهم... ومقبرة قلقهم وتعبهم منبع اللهو والطرب والفرح ... حيث موعدهم مع الحياة اللذيذة ... حين وقعت بيروت في قبضة الحزن والغدر ... وفريسة القهر والعذاب ... كانوا هم أول من خذلها ... وتناساها وتركها وحيدة مع حزنها ...!!
حين كانت بيروت تضحك ... كانوا يضحكون معها ... وحين بكت .... هاهي تبكي لوحدها... واضحك يضحك العرب معك ...
ابك تبكي وحدك ..!!




سمير الوافي


هاتوا ملاحظاتاكم عبر الـ SMS
98538422

Du même auteur
(1/2) الصواريخ على حيفا و هيفا
(2/2) الصواريخ على حيفا و هيفا
سترينغ




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 8463

Ya samir  (r_gazelle@yahoo.fr)  |Mardi 01 Août 2006 à 10h 50m |           
Je te casse les pieds..??? pas autant que tu casses la tête avec tes provocations mal placées...!!!

Ya om hamza  (klhkl)  |Samedi 29 Juillet 2006 à 13h 16m |           
Om hamza arretes de nous casser les pieds, vas vivre au
liban et laisse nous en paix.

Om Hamza  (r_gazelle@yahoo.fr)  |Vendredi 28 Juillet 2006 à 14h 10m |           
Salut samir,
Bien que je suis très loin d'être une fan de ta
personnalité que je deteste mais en toute objectivité, je
partage tes sentiments et pas les commentaires ci_dessous.
En dehors du fait que Liban est un pays arabe qui lutte
contre israel...etc...Liban est un très jolie pays, plein de
vie, d'amour, de joie... Il n'y a pas une personne qui la
visite et de rêve pas d'y rester.
Que Dieu protège cette terre qui mérite d'être bien
exploitée...et non pas bombardée
[b][/b]

Saraha  (****)  |Vendredi 28 Juillet 2006 à 13h 36m |           
Samir, tu fais la une d'un magazine en Israel ;)
http://www.panet.co.il/ysc.php?ac=showarticle&article_id=34080&category_id=21


babnet
All Radio in One    
*.*.*