خطأ المهدي جمعة هو في قبوله بسرعة عرض تولي رئاسة الحكومة دون تحديد لضوابط إستقلاليته للقيام بهذه المهمةالحساسةأمام قطعان من المجرمين والمافيوزيين والوصوليين الجهلة والبغاة ووووو فمن المفارقات أن الذين يطالبونه بالإستقلالية والحياد هم الذين يتدخلون بكل فجاجة و صلف وقلة حياء لفرض وجهات نظرهم فإن قبل صفقوا مرحا ورقص لهم إعلامهم وإن إنسحب قاموا بنفس الأمر فالبلاد والعباد من آخر إهتماماتهم ولا يعنون لهم غير أصل تجاري يزايدون به أما الترويكا ورأس
حربتها النهضة ليسوا بعيدين عن ذلك وإن إختلفت النيات والأساليب والأهداف وهاهو صاحبنا رئيس الحكومة العتيدة بين مطرقة النهضة وسندان المعارضة ومنجل الجبهة و غدر السبسي وجهل وغباء نواب التأسيسي ومطالب الشعب الكريم التي لا حدود لها و خواء ميزانية الدولةإني لا أرى حلا له وللبلاد إلا بإعلانها بصراحة وقوة أن هؤلاء السياسيين مفلسون وأن الوضع لا يحتمل لتلاعب وإطالة أمد الأزمة ويطلب تفويضا صريحا من الشعب يدعمه فيه الرئيس المرزوقي والجيش في موقف وطني شجاع
وغير مسبوق ينقلنا إلى الشوط الثاني والأهم والأخطر في مسيرة شعبنا الشاقة نحو الحرية والكرامة والتنمية ويثبت هو أي مهدي جمعة أنه قائد له من الخبرة والريادة ما ليس لمن سبقوه إبحثوا عن صفات القيادة والريادة في سنغفورة وماليزيا وكوريا الجنوبية وقبل كل ذلك عند تونسيين أكفاء نزهاء موجودون بالآلاف ومستعدون للعطاء لكنهم يستنكفون عن الدخول في مستنقع سياسة الأطماع والغنائم والتهريج