باب نات - سؤال يطرح نفسه إثر تكاثر الإنتقادات من داخل التلفزة الوطنية لإدارتها بسبب ما لوحظ من إختفاء للبرامج الحوارية في المدة الأخيرة و خاصة منذ أول أيام عيد الفطر و جاءت هذه الملاحظات بالتزامن مع تعاقب الأحداث السياسية و تطورات الأزمة التي تعيشها البلاد و التي بلغت أشدها الأسبوعين الأخيرين و لقد لاحظ المشاهدون إختفاء البرامج الحوارية المعتادة لكل من إيهاب الشاوش و حمادي الغيداوي في الإعداد و تقديم إيهاب الشاوش ووليد عبد الله ليظهر برنامج وحيد في فترات متباعدة من إعداد الصحفية بالإذاعة الوطنية حنان فتوحي و تقديم يسر الزنايدي و كلتاهما تعملان عادة في الوطنية الثانية , هذا التغيير الفجئي إعتبره الكثيرون متعمدا و في سياق محاولة لتدجين المؤسسة و التأثير في خطها التحريري عبر تغييب أبناء التلفزة الوطنية و إعتماد معدين أجانب يسهل التأثير عليهم , هذا و لقد أصدرت النقابات الأساسية للتلفزة التونسية عشية اليوم بيانا في الغرض طالبت فيه بعودة البرامج الحوارية و القطع مع محاولات تدجين المؤسسة عن طريق سياسة إبعاد أبنائها و تشغيل معدين من خارجها , كما عبرت النقابات عن عميق إنشغالها بسبب تجاهل الإدارة للإتفاقيات الممضاة و طالبت بمراجعة التعيينات التي تمت وفق الولاءات السياسية للأشخاص المعينين...

و لمزيد تحري الموضوع إتصلت باب نات ببعض العارفين بخبايا التلفزة التونسية و كواليسها فأكدوا أن الأمر لا يخلو من غرابة و شبهات منذ أن قررت الإدارة إيقاف البرامج الحوارية بتعلة شهر رمضان ثم لتفسح المجال لبرنامج وحيد هو من إعداد بوبكر بنعكاشة و نصر الدين بنحديد , ثم تعيد الكرة من جديد بعد إنقضاء شهر رمضان و ذلك بمنح الفرصة لمعدة و مقدمة برامج من الوطنية الثانية و تحضيرهما لتأثيث شبكة الوطنية الأولى لثلاث مرات في الأسبوع مقابل عدم برمجة الملفات الحوارية المعتادة وهو ما أثار إستغراب الجميع و خاصة بعد الأداء المتوسط لهذا البرنامج مما جعل الإدارة تقرر التراجع عن فكرة تقديمه لثلات مرات أسبوعيا , ما تجب ملاحظته أخيرا أنه و لأول مرة يتغيب في هذه المرحلة الحساسة و الحاسمة من ناريخ البلاد المسؤولين الثلاث الكبار للتلفزة الوطنية أي الرئيس المدير العام و مديري القناتين الأولى و الثانية في نفس الوقت بسبب العطلة الصيفية ليأخذ مكانهم كواهي مديرين و رئيس مصلحة و بالتالي فإن ما يحدث منذ أسبوعين لا يمكن تحميل مسؤوليته للمديرين المشرفين ظاهريا على الأقل رغم أن البعض يصر على أن كل القرارات و التوجهات تأخذ مباشرة من الرئيس المدير العام حتى و لو كان في عطلة أو خارج البلاد .