بورقيبة هو صاحب مشروع حضاري ينبني أساسا على العقلانية المنبثقة من الأصالة و على الواقعية في التعاطي السياسي.
هذا المنهاج يتناقض كليا مع المنهاج القروسطي اللاعقلاني و مع المنهاج التحديثي المنبت عن تاريخ الأمة على حد السواء و هو من جهة أخرى مخالف للتعاطي الغوغائي في السياسة.
التخلف و الرجعية ممثلة في الاخوان الاسلامويين و من لف لفهم من الانتهازيين العروبيين و غيرهم...و التحديث المنبت عن التاريخ يمثله أساسا اليسار و توابعه أيضا...
اما الغوغائية فهي قاسم مشترك بين جل العربان بالامس و اليوم و كان جمال عبد الناصر عنوان هذا الفريق زمن بورقيبة الواقعي...
لذلك يبقى المنهاج البورقبي صالح في أيامنا هذه رغم حقد الحاقدين...لقد كان بورقيبة سابقا لزمانه لم تستهويه الاديولجيات و لم تأسره بل بقي حرا طليق الفكر و التعاطي السياسي العملي...
و هذا لا يعني عدم نقد بورقيبة و الوقوف على نقائص تجربته و الا حسبناه رسولا...فكل زعماء العالم الكبار لهم هنات اذا ما نظرنا الى تجاربهم بمنظار و مقاييس العصور التالية لهم...بورقيبة كان في زمانه عبقريا و لكننا اليوم اذا ما حكمنا عليه بمقاييس اليوم سنجد عنده هنات و هذا لا ينقص من تقديرنا له...أما الناعقون اليوم على جثته باسم العروبة و باسم اليوسفية و باسم الماركسية و باسم الاسلاموية...و باسم ...فهم يخادعون انفسهم قبل خداعهم للناس لا لشيئ الا
لأنهم لا ينزلون تجربة الرجل في زمانها...و يسلطون عليها أحكام و مقاييس اليوم. و هذا خطأ ان كان مقصودا أو غير مقصود.

نعم للترويكا من جديد في الانتخابات القادمة

@sfax14

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين