بعد تهديدات الظواهري هل اتخذت القاعدة من تونس أرضا لمعركتها المقدسة القادمة

بقلم كريم بن منصور
لم اصدق نفسي وأنا أستمع للشريط الذي ظهر فيه زعيم تنظيم القاعدة الجديد ايمن الظواهري وهو يهدد ويتوعد حزب حركة النهضة ذات الخلفية الإسلامية بسبب ما سماه بعدها عن المنهج الإسلامي القويم ورفضها تطبيق الشريعة الإسلامية بعد أن "مكن الله لها في الأرض" حسب تعبيره.
لم اصدق نفسي وأنا أستمع للشريط الذي ظهر فيه زعيم تنظيم القاعدة الجديد ايمن الظواهري وهو يهدد ويتوعد حزب حركة النهضة ذات الخلفية الإسلامية بسبب ما سماه بعدها عن المنهج الإسلامي القويم ورفضها تطبيق الشريعة الإسلامية بعد أن "مكن الله لها في الأرض" حسب تعبيره.
لطالما وجهت شرائط القاعدة لتهديد الغرب الكافر وعملائه من الأنظمة العربية الاستبدادية حسب المنظور الفكري للتنظيم المتشدد لكن تعتبر هذه المرة الأولى التي يتم توجيه لوم وتهديد لسلطة جاءت عن طريق صندوق الاقتراع وفي دولة عاشت ثورة باركها الجميع حتى تنظيم القاعدة نفسه.
تصريحات ايمن الظواهري جعلت من تونس في لمح البصر أرضا مستقبلية للحرب بين التيار السلفي الجهادي من جهة وبين وكلاء الأمريكان من جهة أخرى طبعا حسب تفكير شيوخ القاعدة غير أن الجديد في الأمر هو أن الحركة الإسلامية صنفت هذه المرة بأنها معادية للإسلام وتعاليمه ومؤيدة للغرب ورأسه الولايات المتحدة الأمريكية.
لا اعرف حقيقة كيف ستتصرف النخبة السياسية في تونس هذه المرة هل ستحمل النهضة مسؤولية تصريحات الظواهري آم أنها ستعمل على التضامن في ما بينها مهما كانت اختلافاتها لتفويت الفرصة على من يريد الشر والمعاناة لتونس وشعبها.
لا نعرف حقيقة كيف ستترجم القاعدة تهديداتها على الأرض فمثل هذه التنظيمات خبيرة في توجيه الضربات الانتحارية الفجئية تحت عباءة المقدس والعمليات التي حصلت وتحصل في العراق والجزائر دليل على هذا الأمر.

ستخلف تحذيرات وتهديدات الظواهري أثارا جد سلبية على الأوضاع التونسية سواء على المستوى الأمني أو السياسي أو حتى الاقتصادي فليس من السهل أن يتردد اسم تونس في أفواه شيوخ القاعدة وفي تسجيل صوتي بثه العالم دون أن تكون له انعكاسات على الأرض.
لقد آن الأوان للتيارات اليسارية والوطنية أن تعي بان التيارات الإسلامية تختلف فيما بينها اختلافا كبيرا ويمكن لها أن تدخل في صدامات حادة فيما بينها لأسباب فكرية وان حركة النهضة تعتبر من أكثر الحركات الإسلامية اعتدالا في العالم العربي والإسلامي وان وضعها في الزاوية واتهامها بالتطرف هو محاولة لجلب تطرف آخر مدمر للغاية.
الحركات السلفية الجهادية موجودة بكثرة في تونس وهم يعتبرون الظواهري وبن لادن قياداتهم الروحية والجميع يتذكر شعارات السلفيين الذين اجتمعوا في القيروان حيث نادوا بصوت واحد "اباما اباما كلنا أسامة".
نرجو لشعب تونس الأمان فهو لن يتحمل تهديدات القاعدة إن ترجمت على الأرض ولن يتحمل أبدا صراعا بين أهل الكفر وأهل الإيمان لا دخل له فيه ولم تكن أبدا من اهتماماته عندما ثار ضد الطاغية وأزلامه.
Comments
32 de 32 commentaires pour l'article 50496