ما بعثره اصهار المخلوع تريد فئة اخرى مواصلة التدمير لتراث لا يمثل اي خطر على العقيدة الا في ادمغة المعتدين يجب حماية كل الآثار ضد كل تهديد وتاطير المتشددين من كل انفلات يعرضهم للمثول امام القضاء

تدريب على الاستبداد...

يذكرني ما يجري اليوم في تونس ببدايات تخريب الدولة العثمانية...وما يجري اليوم حلقة أخرى من مسلسل قد تصبح حلقاته بالآلاف... ويدخل في إطار تعويد هذا الشعب على المشهد النهائي لحكم استبدادي جديد قد يطول...فالحاكم لا يحرك ساكنا إلا بعد الخراب والدمار...لست من عبدة الزوايا أو زوارها لكني أيضا لست من الداعين إلى هدمها وطمس معالمها...لكن ما نراه اليوم هو مقدمة لأشياء أفظع قد تحدث وسط سكوت سلطوي مريب...وهذا يذكرني دائما بما يفعله بن على فهو يوعز لزبانيته
ان يفعلوا أمرا قد لا يحبه الشعب ثم ينتظر إسقاطات ذاك الأمر ليتقدم خطوة أخرى في طريق التسلط والاستبداد ... وهذا ما يحصل في تونسنا الآن مع فارق في الأسلوب والفاعل الذي يمارس المناولة في فعله المشين...فحادثة الاعتداء اللفظي على منشطة الوطنية الأولى يدخل في هذا الإطار وليس فعلا منفردا فمن عادة أتباع الفكر الوهابي أن لا يعزفوا عزفا منفردا بل يمنهجوا عملهم الرخيص بشكل قد يسهل في ما بعد جمعه في هدف واحد...فما ضر هذا الذي يعيش في باريس أو غيرها من مدن
فرنسا أن تلبس منشطة لباسا قد يعتبره هو فاضحا...فمن أعطاه حق الغيرة عليها؟ وما هذه الشحنة الرهيبة من الأخلاق والقيم التي نزلت على رأسه؟ إنه جزء من خيوط لعبة قذرة تلعب لهدف قد لا يكون نبيلا بالأساس...يلعبه بعض "الملتحين" نيابة عن الذي لا يريد الظهور في الصورة...هؤلاء هم ورثة الفكر الوهابي هذا الفكر التدميري الذي يؤسس لإلغاء وإقصاء الآخر ثم تكفيره في صورة رفضه لأفكاره...وفي الفكر الوهابي كل الطرق تؤدي إلى هدفها ...قد تقتل ... وقد تهان... وقد تعذب
وترمى بالحجر...والوهابية فكر متطرف أساسه الحقد والكراهية...فالتكفير مثلا ليس في حاجة إلى صلاة...فقد يقع تكفيرك من شخص قد يكون خارجا لتوه من "الخمارة" أو من بيت زانية كان يضاجعها...والذي نراه اليوم هو محاولة جرنا أو لنقل تعويدنا على هذا الفكر بأسلوب تعليم الصغار... فهم يرموننا بحجر وينتظرون رد فعلنا... إن سكتنا يواصلون بحجر أكبر... وإن تكلمنا... ينعتوننا بالجهل والكفر...ثم يصمتون ويعيدون الكرة بحجر أكبر...هم يفتون بقتل الناس... ويفتون بهدم
الزوايا وبيوت الله...ويفتون بقتال الأخوة كالذي يفعله سيد خدام الطواغيت ووعاظ سلاطين النفط في فتاويه...هم في غالبيتهم لا يؤمنون بالتسامح وبالتعايش البعيد عن العنف والتجريح والسب والشتم،وهو ما نراه اليوم على صفحات الانترنت...هم أخذوا من بورقيبة سياسة المراحل... لكن غايتهم غير غايته.

البعثة المحمية قامت في السنوات الأولى على التوحيد و العقيدة بمعنى تغيير العقليات و عندما تغيرت العقليات المتشبعة بالعقيدة عندها تم إسقاط الآلهة المتعدة المصطنعة. فإسقاط الزوايا لن يكون بتراكس أو حتى دبابة و الأهالي سيعيدون بناء الزاوية لأن العقيات هي نفسها. فعندما تتغير العقليات عندها ستسقط هذه الزوايا