أي مستقبل سياسي للحزب الوسطي الكبير

مازالت الساحة السياسية والحزبية في تونس تعيش على وقع الحديث عن إنشاء حزب وسطي كبير يضم أحزابا ذات تاريخ نضالي كبير ووزن شعبي محترم وكذلك وزراء من حكومة الباجي قائد السبسي وبعض الشخصيات الوطنية المعروفة.
وقد كان الاجتماع الذي جرى يوم السبت في العاصمة التونسية مشرفا وباعثا على أمل جديد في تكوين قوة سياسية وسطية معتدلة تحدث نوعا من التوازن في الخارطة السياسية التونسية وتنافس بقوة أحزاب الترويكا وبالتحديد حزب حركة النهضة صاحب الأغلبية الشعبية والنيابية.

وقد كان الاجتماع الذي جرى يوم السبت في العاصمة التونسية مشرفا وباعثا على أمل جديد في تكوين قوة سياسية وسطية معتدلة تحدث نوعا من التوازن في الخارطة السياسية التونسية وتنافس بقوة أحزاب الترويكا وبالتحديد حزب حركة النهضة صاحب الأغلبية الشعبية والنيابية.

الحزب الوسطي الكبير الذي أعلن قادته انه سيتم الإعلان عن مبادئه الأساسية وبرامجه في الأشهر القائمة يريد أن يكون البديل للشعب التونسي ويحاول كذلك تجاوز شتات وضعف المعارضة التي ظهرت به في الانتخابات الماضية.
كما يأتي هذا التحالف مع صعوبات تعيشها الحكومة الحالية خاصة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي مما سيضر بشعبيتها خاصة في المناطق المحرومة التي وعدتها بتحسين ظروفها المعيشية ولكنها لم تحقق ذلك على ارض الواقع.
وقد أعلن باعثو هذه البادرة السياسية النوعية ان شخصيات سياسية تاريخية لا تشارك في هذا الحزب ولكنها تدعمه قاصدين الوزير الأول السابق الباجي قائد السبسي .
ويعول الحزب الجديد على الكفاءات التي يحويه بحكم الخبرة التي اكتسبها بعض المنخرطين في الحزب عندما كانوا في الحكم أيام حكومة الباجي قائد السبسي.
ورغم أن هذا الحزب يملك عدة ميزات ذكرناها إلا انه يعرف نقاط ضعف عديدة أولها انه يحتوي وجوها تجمعية قديمة لا تظهر في الصورة لكنها موجودة وتعمل في الخفاء كما ان البعض يتهم هذا التحالف الجديد بأخذ دعم مالي كبير من رجال اعمل ارتبطوا بالنظام السابق وشاركوا في الفساد.
كما يتهم البعض هذا الحزب الجديد باتخاذ عبارة الوسطية لإيهام الناس بأنهم لا يعادون الشعارات الإسلامية في حين انه يحتوي بعض الشخصيات التي عرفت بخطاباتها المثيرة للجدل والتي أثارت غضبا شعبيا كبيرا.
لكن الاتهام الأكبر للحزب الوسطي الكبير هو محاولته إحداث انشقاق في أحزاب الحكم وبالتحديد في حزب التكتل من اجل العمل والحريات فوجوه عديدة مشكوك فيها كالسيد خميس قسيلة نجدها في هذا الحزب الوليد.
كما أن الاتهامات الموجهة للحزب الجديد تأتي كذلك من بعض وجوه المعارضة فالسيد محمد الكيلاني اتهم بعض الأطراف داخل الحزب الجديد بإقصائه بسبب ضغط الباجي قائد السبسي
ورغم نقاط الضعف والقوة التي يملكها هذا الحزب الجديد فانه قادر على إحداث المفاجأة في الانتخابات القادمة إذا عرف كيف يستغل أخطاء الحكومة.
كريم بن منصور
Comments
96 de 96 commentaires pour l'article 45587