الإمارة الستالينية في مكثر
بقلم الأستاذ أبولبابة سالم- ما يقوم به أيتام لينين في مكثر هذه الأيام عجيب وغريب , و الأغرب هو توقيت العصيان المدني و الإضراب العام بعد عام من انتصار الثورة . ما تعيشه مدينة مكثر من تهميش و بطالة وحرمان لا ينكره أحد وهي كغيرها من مناطق البلاد قد عانت منذ الإستقلال من سياسة التفقير الممنهج و التي عاقبها بورقيبة على دعمها للزعيم صالح بن يوسف ,و تواصل هذا التهميش مع العهد البائد الذي يشكل موضوع التنمية آخر مشاغله .
لقد جمع اليسار الفاشل في الإنتخابات شتاته حتى من المناطق المجاورة و أعلن حالة العصيان و الإضراب العام مستغلا الأوضاع المعيشية للسكان من فقر و بطالة و قطع الطرق و البعض أجبر على غلق محلاته التجارية و الكل يعرف مصير من يخالف أوامر الرفاق الديمقراطيين جدا وما يسمى بالعنف الثوري الذي يتبنوه.
لقد جمع اليسار الفاشل في الإنتخابات شتاته حتى من المناطق المجاورة و أعلن حالة العصيان و الإضراب العام مستغلا الأوضاع المعيشية للسكان من فقر و بطالة و قطع الطرق و البعض أجبر على غلق محلاته التجارية و الكل يعرف مصير من يخالف أوامر الرفاق الديمقراطيين جدا وما يسمى بالعنف الثوري الذي يتبنوه.

العجيب في كل هذا هو لماذا صمتوا طوال مدة بقاء حكومة الباجي قايد السبسي ولم نرى هذه التحركات , فهل بهذا التشنج تحل مشاكل ستون عاما من التهميش . وهل يمكن محاسبة حكومة بعد ثلاثة أسابيع على تسلم مهامها ومطالبتها بمعالجة مشاكل المنطقة أم هو العداء الإيديولوجي الذي يحرك البعض لتوتير الأوضاع و إرباك البلاد و معاقبة المواطنين على اختيارهم الإنتخابي و الركوب على آلام الناس , وهل من الممكن اليوم في هذا التوقيت و في هذه الوضعية الحرجة التي تمر بها البلاد المطالبة بولاية { وهومطلب في نظري أكثر من منطقي لأن مكثر هي فعلا ولاية و مركز} و إدخال البلاد في دوامة الجهويات التي ستضرب كل البلاد , و المؤسف أن أصحاب القلوب المريضة و بحكم الحقد المرضي للتيار الإسلامي لا يبالون و لو احترقت تونس .
إن الهدف هو تعطيل الحكومة الشرعية المنتخبة و العمل على إفشالها بل و إسقاطها , فكل خطوة تقوم بها لتنفيس الإقتصاد الوطني تتعرض بسببه إلى الهجوم و التشكيك و عندما تأتي دولة كقطر مثلا وتعلن عن استعدادها لدعم التشغيل { الأرقام تتحدث عن ثلاثون ألف} و تضخ في الخزينة العامة خمسمائة مليون دولار لإنعاش البلاد يأتي أقطاب اليسار الفاشل لرفض أي مساعدة قطرية و يعتبرونها تدخلا في الشؤون الوطنية .
إن الصين وهي أكبر دولة شيوعية في العالم اليوم لم تبق من الشيوعية إلا الجانب السياسي أما اقتصادها فقد انصهر في الإقتصاد العالمي لانهم يتفاعلون مع حركة التاريخ أما الرفاق عندنا الذين مازالوا يعتقدون في المقولات البالية التي هجرها أصحابها كملكية الدولة لوسائل الإنتاج و إلغاء الملكية الفردية و رفض التعامل مع الأنظمة الرأسمالية فلعلهم يريدوننا أن نعيش في العصر الستاليني المظلم أو عهد الرفيق أنور خوجة في ألبانيا الذي كادت المجاعة أن تدمر بلاده .
إذا كان الرفاق لهم الحلول السحرية لتجاوز ما خلفته الحقبة الماضية فليتخلوا عن الشعارات التي لا توفر الشغل و لا تزيل الفقر و ليكونوا إيجابيين لعل الشعب يكافئهم على ذلك في الإنتخابات القادمة .






Comments
154 de 154 commentaires pour l'article 43978