بعد لقاء العباسي بحمادي الجبالي هل هي المصالحة بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل

تعيش تونس اليوم مرحلة اقتصادية واجتماعية صعبة يقول البعض أن حكومة حمادي الجبالي ساهمت في تصاعدها بشكل كبير بسبب عدم امتلاكها لبرنامج اقتصادي واضح المعالم لكن البعض الآخر وجه التهمة إلى الاتحاد العام التونسي للشغل واعتبر أن المكتب التنفيذي الحالي بقيادة الأمين العام حسين العباسي يقف وراء الإضرابات والاعتصامات التي تعصف بتونس وان تحريض الاتحاد الخفي على مواصلة الإضراب والاعتصام أجهض مشاريع استثمارية كبرى في مناطق داخل البلاد التونسية بل أدت هذه الاعتصامات والإضرابات العشوائية إلى خسائر مادية كبيرة لكن نفي العباسي المستمر لمسؤولية الاتحاد في إدارة هذه الاعتصامات يزيد من غموض الواقع التونسي.

هنالك من يعتبر العلاقة بين الحكومة الحالية والمكتب التنفيذي لاتحاد الشغل غير جيدة وان هنالك حرب باردة بين الطرفين غير أن لقاء رئيس الحكومة حمادي الجبالي بالأمين العام للاتحاد يوم الثلاثاء اعتبر محاولة لتجاوز سوء الفهم بين الطرفين والعمل المشترك على تجاوز المصاعب الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس .

هنالك من يعتبر العلاقة بين الحكومة الحالية والمكتب التنفيذي لاتحاد الشغل غير جيدة وان هنالك حرب باردة بين الطرفين غير أن لقاء رئيس الحكومة حمادي الجبالي بالأمين العام للاتحاد يوم الثلاثاء اعتبر محاولة لتجاوز سوء الفهم بين الطرفين والعمل المشترك على تجاوز المصاعب الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس .
البعض اعتبر أن الاتحاد شعر بالخطر التي تعيشه تونس اليوم وأدرك أن سقوط الحكومة الحالية بطريقة دراماتيكية له تأثيراته الكارثية على تونس وعلى الديمقراطية التونسية الناشئة.
العباسي أكد سعي الاتحاد على مساعدة الحكومة الحالية على تجاوز الأزمات الاقتصادية وإيجاد حلول عملية نظرا لثقل المنظمة الشغيلة التونسية التي ساهمت مساهمة فعالة في الثورة وفي فترة الانتقال الديمقراطي وانه تم الاتفاق على تفعيل اللقاءات الثنائية بين الاتحاد والحكومة .
تصريحات العباسي مؤشر جيد يؤكد تحسن العلاقة بين الطرفين لكن هذا التحسن ليس له تأثير ان لم يجسد في الواقع التونسي بتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للتونسيين والابتعاد عن المزايدات وسياسة الاستقطاب الإيديولوجي.
والسؤال هنا هل تلتزم القيادات القاعدية للاتحاد ذات التوجهات اليسارية المناوئة لحكومة يضطلع الإسلاميون بأكبر نصيب فيها بالاتفاقات التي تجريها القيادة مع الحكومة.
هذا سؤال من الصعب الجواب عنه في هاته المراحل لكن تجارب سابقة تثبت أن قواعد الاتحاد لا تلتزم كثيرا بقرارات القيادة قي ظل وجود تيارات مختلفة ومتشعبة في الاتحاد العام التونسي للشغل .
التونسيون اليوم لا تهمهم المنطلقات الإيديولوجية بل همهم الوحيد تحصيل لقمة العيش لكن مشكلة النخب التونسية المتأثرة بأفكار متناقضة في بعض الأحيان ستعرقل دون شك عجلة التنمية ولن تنفع حينئذ أية مجهودات صادقة سواء من الحكومة أو من الاتحاد العام التونسي للشغل.
كريم بن منصور
Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 43694