إعلامنا والسلفيون

يبدو ان قصص السلفيين في تونس أصبحت تحتل المرتبة الأولى من حيث التناول الإعلامي فجريدة المغرب اليومية خصصت صفحتها الأولى للحديث عن قضية ما سمتها "إمارة سلفية في سجنان" موضوع أسال لعاب القراء لمعرفة هذه القضية خاصة وان تناول الصحيفة للموضوع جاء كتحقيق مفصل.
طبعا إلى حد الآن لم يتضح صحة هذا الخبر الذي انفردت به صحيفة المغرب المعروفة بعدائها الشديد للتيار الإسلامي مهما كان اعتداله وهو ما لم ينفه رئيس تحريرها زياد كريشان.
طبعا إلى حد الآن لم يتضح صحة هذا الخبر الذي انفردت به صحيفة المغرب المعروفة بعدائها الشديد للتيار الإسلامي مهما كان اعتداله وهو ما لم ينفه رئيس تحريرها زياد كريشان.
غير ان هذا الموضوع جاء متزامنا مع تجدد الحديث عن اعتصام الطلبة السلفيين في جامعة منوبة مع العودة الجامعية واستمرارا تعليق الدروس وفض قوات الأمن لهذا الاعتصام بعد التفاوض مع ممثلين عن المعتصمين.
قصة السلفيين في تونس أصبحت اليوم الشغل الشاغل للجميع ونسي التونسيون همومهم الاقتصادية والاجتماعية كما نسوا الأهداف والمبادئ التي قامت من اجلها ثورة الشعب التونسي وهو الحق في التشغيل والعيش بكرامة.
يوم الخميس احرق مواطن تونسي في ولاية قفصة نفسه بسبب البطالة والفقر والعوز ولم يقتله سلفيون او ملتحون فلماذا لا يتحدث

الحادثة الخطيرة في قفصة تنبأ بأننا في مفترق طرق حقيقي وتعطينا دليلا على ان الشباب التونسي لم يستفد إلى الآن من ثورته ولم يجني نتائجها وان إحراق الأجساد أصبح الطريقة الأخيرة في مواجهة التهميش وإسماع الصوت بعد ان أصبحت الصفحات الأولى لجرائدنا تتحدث عما فعله السلفيون وما ينوون فعله.
أليس من الأجدر على إعلامنا وصحفنا عوض كتابة تحقيقات مفصلة عن السلفيين والمنقبات والملتحين ان يهتموا بضعاف الحال والمعطلين عن العمل وان ينشروا قضاياهم ويجدوا الحلول المناسبة لمشاكلهم حتى لا يلتجؤوا إلى إحراق أنفسهم كوسيلة أخيرة للتعبير عن الرأي
لقد استحضرت في هذا الإطار شعارا حمله بعض المعتصمين في قفصة يقول "هل علينا لبس النقاب كي تهتموا بنا" هذا الشعر لديه أكثر من دلالة ويرمز إلى التهميش الذي وصل إليه من ساهم مساهمة فعلية في إنجاح الثورة لكن هذا الشعار هو رسالة لإعلامنا بان يهتم بالمواضيع والمشاكل الحقيقية للشباب التونسي وان لا يسقط في نفس الأخطاء الذي سقط فيها الإعلام النوفمبري.
إعلامنا اليوم عليه ان ينظر بجدية لمشاكل البلاد الحقيقية ويعطي الحلول لها ولا اعتقد ان قضية السلفيين تتصدر قائمة مشاكل التونسيين بعد الثورة.
كريم بن منصور
Comments
104 de 104 commentaires pour l'article 43488