الاضرابات العمالية بين المصالح النقابية و الحقوق المجتمعية

قبيل ايام قليلة من عيد الاضحى المبارك الذي يتسم عادة بحركية كبيرة للمواطنين و اكتظاظا استثنائيا للمؤسسات الخدماتية من نقل و بريد و صرف مالي تشهد بلادنا في هذه الايام جملة من الاضرابات القطاعية شلت الحركة العادية و الانسيابية لتقديم مثل هذه الخدمات الحيوية مما جعل المواطن التونسي يعبر عن غضبه من هذه الاضرابات و التي يعتبرها ممنهجة من حيث التوقيت و تاريخ التنفيذ اذ تزامنت مع وقت الذروة رغم أن ممثلي القطاعات النقابية المضربة كانوا قد هددوا بالدخول في اضراباتهم منذ فترة .
الامين العام للاتحاد التونسي للشغل كان قد عبر عن موقف الاتحاد الرافض للإضرابات القطاعية التي تمس من المصالح المعاشية و اليومية للمواطن التونسي و لكن رغم هذه الدعوة اعلنت مؤخرا عديد النقابات العمالية الدخول في اضرابات مفتوحة على غرار ديوان الارسال الاذاعي و التلفزي و الوكالة الفنية للنقل البري.
الامين العام للاتحاد التونسي للشغل كان قد عبر عن موقف الاتحاد الرافض للإضرابات القطاعية التي تمس من المصالح المعاشية و اليومية للمواطن التونسي و لكن رغم هذه الدعوة اعلنت مؤخرا عديد النقابات العمالية الدخول في اضرابات مفتوحة على غرار ديوان الارسال الاذاعي و التلفزي و الوكالة الفنية للنقل البري.

فبين الحقوق العمالية والعمل النقابي و بين مصالح المواطنين و قضاء حاجياتهم يبقى المواطن التونسي في حيرة من أمره فالإضرابات العمالية والنقابية تبقى أحد أوجه التعددية والديمقراطية وأحد تجليات صمامات الأمان ضد قهر الحكومات و تعسفهم لكنها في الأن نفسه تشل حركة الاقتصاد و تمس مباشرة مصالح المواطن العادي الذي يكابد من أجل توفير لقمة العيش خاصة اذا ما تزامنت أوقات الاضرابات مع أوقات الذروة والحركية الغير معتادة.
فرغم أن الاضرابات ظاهرة صحية و تعددية للمجتمعات الحية والديمقراطية ورغم أنني من دعاة تركيز نقابات عمالية قوية توكل اليها الدفاع عن مصالح العمال الذين عانوا الاستبداد و القهر والحرمان طوال فترة حكم المخلوع الى أنني في الان ذاته أدعو نقاباتنا العمالية الى الأخذ بعين الاعتبار المصلحة الجماعية و مصالح المواطن العادي البسيط والظرفية الدقيقة و الحساسة التي تمر بها بلادنا وذلك بالابتعاد عن الاضرابات أوقات الذروة و التي يدفع البسيط من التونسيين فاتورة تعثر المفاوضات الاجتماعية.
حلمي الهمامي
Comments
19 de 19 commentaires pour l'article 40863