الإهمال والتسيب سبب تسمم تلامذة مدرسة البرمكي

حادثة غريبة تلك التي وقعت في إحدى المبيتات الداخلية بولاية صفاقس وبالتحديد في المبيت الداخلي للمدرسة الإعدادية 'البرمكي' بمعتمدية منزل شاكر حيث تسممت قرابة 37 تلميذة نتيجة تناولهن وجبة العشاء مما استدعى نقلهن فورا إلى المستشفى المحلي بالحنشة من ولاية صفاقس لإنقاذهن من الموت نتيجة التسمم
ورغم إرجاع مدير المدرسة المذكورة السيد محسن محنيش الحادثة إلى نقص المناعة لدى الفتيات باعتبار ان اغلبهن من تلميذات السنة السابعة وانها المرة الأولى التي تحدث فيها هذه المشكلة في مدرسة "البرمكي" إلا ان هذه التبريرات لم تقنع الكثيرين الذين ارجعوا سبب هذه الحادثة وهذا التسمم إلى سوء الخدمات وخاصة الأطعمة التي تقدم للتلاميذ والطلبة الذين يقيمون في مبيتات داخلية ليس في صفاقس فقط وإنما في كافة مبيتات الجمهورية.
ورغم إرجاع مدير المدرسة المذكورة السيد محسن محنيش الحادثة إلى نقص المناعة لدى الفتيات باعتبار ان اغلبهن من تلميذات السنة السابعة وانها المرة الأولى التي تحدث فيها هذه المشكلة في مدرسة "البرمكي" إلا ان هذه التبريرات لم تقنع الكثيرين الذين ارجعوا سبب هذه الحادثة وهذا التسمم إلى سوء الخدمات وخاصة الأطعمة التي تقدم للتلاميذ والطلبة الذين يقيمون في مبيتات داخلية ليس في صفاقس فقط وإنما في كافة مبيتات الجمهورية.
حقيقة حادثة لا تبشر بخير وتعطي الدليل الا ان الإهمال في الوسط التربوي وصال الى حد تسميم بناتنا وأبنائنا بأطعمة فاسدة وغير صالحة للاستهلاك وهذا أمر لا يجب السكوت عليه فحياة فلذات أكبادنا اهم من كل شيء

مثل هذه الحوادث لم تكن موجودة في تونس او ربما يعمد نظام بن علي على إخفائها او تضليل الرأي العام بشأنها لكنها موجودة وقد طفت اليوم على السطح بعد حادثة تسمم تلاميذ مدرسة "البرمكي"
سوء التغذية وتردي الخدمات التربوية وإهمال الناشئة أصبحت ميزة لدى الأسرة التربوية التونسية وحتى طلبة التعليم العالي يعانون كثيرا من سوء الأطعمة المقدمة إليهم في المطاعم الجامعية وحتى بعد الثورة لم تتحسن هذه الخدمات بل على العكس زادت سوءا
كيف ستعمل الحكومة القادمة على معالجة كل هذه المشاكل والمحن التي بدأت تفتك بصحة التلاميذ عليها تحمل مسؤولياتها تجاه القطاع التربوي والصحي ومحاسبة المذنبين المهملين ولكن قبل كل شيء عليها تغيير عقليات المسؤولين فمدير المدرسة لم يتحمل مسؤولية تقصيره الكبير بل حمل صغر التلاميذ وضعف مناعتهم المسؤولية الكبرى في تسممهم بأطعمة فاسدة
عملية الإصلاح ستشمل جميع القطاعات لإعادة تونس الى وضعها الطبيعي والقضاء على مثل هذه المشاكل التي كنا نعتقد أننا تخلصنا منها الى الأبد
عادل بللونة
Comments
12 de 12 commentaires pour l'article 40845