الحزب الديمقراطي التقدمي يدفع ثمن أخطائه غاليا

أبرز المفاجآت التى حملتها النتائج الأولية لانتخابات المجلس التأسيسي هي هزيمة الحزب الديمقراطي التقدمي الذي تحصّل على نسبة متواضعة جدّا من الأصوات ليست في مستوى التاريخ النضالي للحزب و لا تعكس المكانة التى من المفترض أنه يحظى بها في المشهد السياسي و لدى الشعب التونسي .
و وفق النتائج الأولية لانتخابات المجلس التأسيسي في الدوائر الإنتخابية بالخارج لم يتحصل الديمقراطي التقدمي على أي مقعد من جملة 18 مقعدا أما فيما يتعلق بالنتائج في الداخل يكتفي بعض مناصري الحزب بالقول في الليلة الظلماء يفتقد البدر.
و وفق النتائج الأولية لانتخابات المجلس التأسيسي في الدوائر الإنتخابية بالخارج لم يتحصل الديمقراطي التقدمي على أي مقعد من جملة 18 مقعدا أما فيما يتعلق بالنتائج في الداخل يكتفي بعض مناصري الحزب بالقول في الليلة الظلماء يفتقد البدر.
لم يكن أمام قيادة الديمقراطي التقدمي سوى خيار الإعتراف بهذه الهزيمة و رغم أن النتائج ليست نهائية أكدت الأمينة العامة مي الجريبي أن التوجه العام لاختيار الشعب التونسي واضح في إشارة إلى اختياره التيار الإسلامي ممثلا في حركة النهضة من جهته أقر السيد أحمد نجيب الشابي بوجوب تقييم النتائج للوقوف على أسباب هذا الفشل.

صحيح ان النتائج المحتشمة التى حققها الديمقراطي التقدمي كانت مفاجئة لكنها في الواقع عبرت عن وعي سياسي لدى فئة كبيرة من الشعب التونسي التى رصدت بانتباه الأخطاء التى دأب الحزب على ارتكابها منذ ليلة 13 جانفي عندما خرج علينا نجيب الشابي ينوه بخطاب بن علي و يشيد بالإصلاحات التى اقترحها قبل ساعات من فراره .
ما نريد قوله هو أن أسباب فشل الديمقراطي التقدمي في الإنتخابات واضحة وضوح الشمس فبالإضافة إلى وقوفه ضد اعتصامات القصبة و رفضه حل التجمع ... كان من بين أبرز أحزاب المال السياسي فاحتل المرتبة الأولى في مجال المنافسة السياسية الغير نزيهة و اتضح بذلك أن الحزب انسلخ عن جلدته النضالية وعوضها بواحدة أخرى تجمعية.
الديمقراطي التقدمي والمقامرات السياسية
الحزب الديمقراطي التقدمى ...الأزمة تبدأ الآن
المرزوقي: الديمقراطي التقدمي أصبح يعمل على شاكلة التجمع المنحل
الحزب الديمقراطي التقدمى ...الأزمة تبدأ الآن
المرزوقي: الديمقراطي التقدمي أصبح يعمل على شاكلة التجمع المنحل
الديمقراطي التقدمي ضحى بسنوات الكفاح والنضال من أجل عيون أصحاب النفوذ و الأموال فراهن على التجمعيين و تنكّر للمناضلين و حتى للمنخرطين فاستقالوا من الحزب أفواجا في عديد الولايات من بينها بنزرت , القصرين , سيدي بوزيد , بن عروس و المنستير.
يبدو في النهاية أن الشعب التونسي انساق وراء نداء زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المنصف المرزوقي الذي لا طالما دعا إلى معاقبة أحزاب المال السياسي و التجمعيين بعدم التصويت لهم ودفع بذلك الحزب الديمقراطي التقدمي ثمن أخطائه غاليا و يبدو أنه حكم على نفسه من خلالها بالبقاء حزبا معارضا لكن أقل حجما و مكانة مما كان عليه في عهد بن علي الذي منذ فراره فقد الحزب ذاكرته النضالية و نرجو في الحقيقة أن تكون هزيمته في هذه الإنتخابات بمثابة صدمة تعيد له ذاكرته.
حسان لوكيل
Comments
75 de 75 commentaires pour l'article 40562