بين قناة نسمة والتونسية وسياسة الكيل بمكيالين

ما جد مؤخرا على الساحة الإعلامية التونسية أشعرنا بالإحباط والشك والخوف فقرار إغلاق قناة التونسية وان ضرب مبدأ حرية الإعلام والحق في المعلومة إلا انه اظهر ازدواجية في التعامل مع المؤسسات الإعلامية الخاصة.
فتجاوزات قناة التونسية المملوكة للمنتج سامي الفهري لا يمكن أن تقارن بتجاوزات وسائل إعلامية أخرى مكتوبة كانت أو مرئية فلماذا استهداف القناة.
فتجاوزات قناة التونسية المملوكة للمنتج سامي الفهري لا يمكن أن تقارن بتجاوزات وسائل إعلامية أخرى مكتوبة كانت أو مرئية فلماذا استهداف القناة.
نحن لا ندافع عن آي تجاوز من أي طرف إعلامي كان وما قامت القناة من إشهار سياسي في الحملة الانتخابية هو تجاوز لا يمكن إنكاره ولكن نحن نتساءل هل ان قناة التونسية هي الوسيلة الإعلامية الوحيدة التي قامت بهذا التجاوز الم تقم قناة نسمة الفضائية بتجاوز القانون حينما عرضت إشهارا سياسيا لحزبين معروفين.
تجاوز وصل إلى حد غير مقبول بعرض شريط كرتوني إيراني يجسد الذات الالاهية وهو ممنوع قانونا كما يحمل الفلم في طياته ضغينة ضد تيار معين هو التيار الإسلامي في فترة حملة انتخابية وقبل أسبوعين من بدا الانتخابات أمر ذكرنا بسياسة بن على حينما كان يشوه معارضيه في صحيفة الحدث المملوكة للداخلية.
ويبدو أن تحذيرات بعض الشخصيات الإسلامية من محاولة هذه القناة تشويه طرف سياسي وفكري معين قبل الانتخابات قد أصبح حقيقة وواقعا ملموسا وليس تهويلا كما يعتقد البعض وكلنا نتذكر التحذيرات التي أطلقها إسلاميون وتقول بان نسمة ستعرض فلما قبل الانتخابات يصب في تشويه الطرف الإسلامي وإثارة المخاوف والشكوك حوله وذلك بدعم خارجي وبمساندة جمعيات نسوية.

وان كانت فزاعة قناة نسمة التي تبناها بن علي قديما وفشلت فشلا ذريعا بحكم شعبية الإسلاميين في الشارع ا لم تحرك المسؤولين الإعلاميين لاتخاذ إجراءات فورية لمنع تجاوزاتها وليس التهديد بغلقها كما هو الحال مع قناة التونسية فان هذا يزيد الشكوك والمخاوف من الجهة التي تتحكم بالإعلام في تونس ومدى موضوعيته وهل أننا نعود إلى مربع الإقصاء ومحاباة طرف على آخر لأسباب فكرية.
سياسة الكيل بمكيالين أصبحت واضحة للعيان ولا ينكرها إلا متواطئ وكإعلاميين يجب أن نطلق صفارة الإنذار ضد من يحاول استغلال إعلامنا لأجنداته السياسية والفكرية الخاصة وتجاوز القانون دون رادع.
من غير المقبول أن تتواصل مثل هذه التصرفات من أي طرف كان لان الديمقراطية تستوجب العدالة والمنافسة الشريفة التي يدعيها البعض وهم السباقون في نقضها.
كريم بن منصور
Comments
39 de 39 commentaires pour l'article 39949