بين وزارة الداخلية والصحفيين حكاية الظالم والمظلوم

يبدو أن سوء الفهم بين الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية التونسية والصحفيين ممثلين في نقابتهم مازال متواصلا بل ازداد بعد الأحداث الأخيرة وخاصة بعد اعتصام القصبة 3 حيث نددت نقابة الصحفيين بما سمتها اعتداءات غيرة مبررة يقوم بها رجل الأمن ضد الصحفي ولمحت إلى أن ذلك تهديد صارخ لحرية التعبير التي أهدتها لنا ثورة الحرية والكرامة.
بيان النقابة وما تضمنه من اتهامات خطيرة لم يمر دون تعقيب من وزارة الداخلية حيث أكد الناطق باسمها السيد هشام المؤدب أن أعوان الأمن لم تكن لديهم نية استهداف الصحفيين أو قمعهم وأن ما حدث هو سوء فهم وتصرف من قبل الصحفي ورجل الأمن على حد سواء.
بيان النقابة وما تضمنه من اتهامات خطيرة لم يمر دون تعقيب من وزارة الداخلية حيث أكد الناطق باسمها السيد هشام المؤدب أن أعوان الأمن لم تكن لديهم نية استهداف الصحفيين أو قمعهم وأن ما حدث هو سوء فهم وتصرف من قبل الصحفي ورجل الأمن على حد سواء.
وفي مؤتمر صحفي خصص للغرض عرض السيد هشام المؤدب الناطق باسم وزارة الداخلية صورا قال أنها تثبت براءة الأجهزة الأمنية من الاعتداء على الصحفيين وأن سبب ما حصل من هجوم هو الوقوف الخاطئ لبعض الصحفيين عند تصويرهم للاعتصام وعدم حملهم أية إشارات تثبت أنهم إعلاميون أو يتبعون مؤسسات إعلامية وهو ما صعب الأمر على رجال الأمن وجعلهم يعتقدون أنهم من المشاغبين .

Photo: TAP
تبريرات لم تلقى آذانا صاغية من الإعلاميين الذين قرروا القيام بوقفة احتجاجية أمام نقابة الصحفيين استنكارا لاستهداف الصحفي معللين تمسكهم بموقفهم بأن الاعتداء على الإعلام ليس الأول من نوعه بل هو متواصل وأن ما حصل مؤخرا ذكرهم باعتصام القصبة 2 حين تم ضرب الصحفيين واستهدافهم وملاحقتهم داخل ألمؤسسات الإعلامية اعتذرت بعدها وزارة الداخلية ولم تقبل النقابة الاعتذار.
اتهامات متبادلة تضع العلاقة بين رجل الأمن والصحفي في موقف حرج للغاية فكل يدعي مظلوميته وأنه على حق وهي قصة تتكرر دائما وآن الأوان لكي نجد لها حلا جذريا بأن يحترم كل فرد الآخر ولا يكون ذلك إلا بالتواصل والتنسيق المتبادل.
الصحفي ورجل الأمن لديهما مهام مقدسة وجليلة لكن سوء الفهم جعل من علاقة هذا الثنائي شديدة التوتر لطبيعة عملهما الشاقة والمتعبة فالصحافة وحفظ الأمن كلاهما مهن متاعب وكلاهما مظلومان.
كريم
Comments
11 de 11 commentaires pour l'article 37441