آمال قرامي: موكب الغنوشي يذكرني بأبهة بن علي

قالت الكاتبة والباحثة التونسية الدكتورة آمال قرامي، إن المواطن التونسي بعد الثورة كسر حاجز الخوف، وأصبح يمتلك الفضاء العام الذي كان ممنوعاً عليه امتلاكه في المراحل الماضية، مشيرة إلى أن شعار "تونس فوق الجميع" لم يتحقق لأن هناك تنافراً كثيراً وصراعات سياسية، وأن الشارع التونسي الذي كان في حال قطيعة مع الإعلام أيام نظام زين العابدين بن علي بدأ الآن يتصالح مع إعلامه.
جاء ذلك في حديثها لتركي الدخيل في برنامج "إضاءات" على قناة "العربية" والذي بث يوم الخميس 30 جوان، ويعاد في الساعة الثالثة بتوقيت تونس مساء يوم الأحد 3 جوان.
جاء ذلك في حديثها لتركي الدخيل في برنامج "إضاءات" على قناة "العربية" والذي بث يوم الخميس 30 جوان، ويعاد في الساعة الثالثة بتوقيت تونس مساء يوم الأحد 3 جوان.
وانتقدت قرامي ما وصفته بـ"المشهدية" التي تصاحب رئيس حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي كلما ذهب إلى ملعب رياضي لإلقاء خطبه أو إلى ساحةٍ عامة، حيث يحرص -حسب وصفها- على الشكل والظهور مع حرسه الخاص. وقالت قرامي "إن أبّهة الغنوشي تذكرها بموكب الرئيس السابق زين العابدين بن علي. كنا ننتظر من الشيخ الغنوشي أن يكون أكثر تواضعاً وأكثر التصاقاً بالجماهير وألا يحدث المسافة بينه وبين الناس من خلال مسرحة الحضور".
ولدى سؤال الدخيل لها عن سبب تحذيرها في مقالاتها من "فشل الثورة التونسية"، قالت قرامي إن مهمة المثقف بثّ التحذير للمجتمع، واضعة مقولتها في إطار التحذير الذي يجب أن يسمعه المجتمع لئلا تنزلق ثورته نحو هاوية الفشل الذريع، مستدلة بمائة ثورة عرفها التاريخ لم ينجح منها إلا ثورات قليلة جداً.
وانتقدت آمال قرامي الأحزاب التونسية التي لم تعتن كما يجب بحرية المعتقد، ولم يستطع أي حزب أن يعبّر بجلاء عن موقفه من التونسيين الذين اختاروا التحوّل إلى المسيحية، متسائلة عن موقف حزب النهضة وبقية الأحزاب من هؤلاء الذين يغيّرون ديانتهم، معتبرة "أن من حق الإنسان ألا يكون له معتقد أصلاً".
وأكدت قرامي أن تغيير النظام في تونس لا يعني تغيير العقليات، والذي لا يتم في يوم وليلة، وأن المجتمع لا يزال يجترّ أفكاره القديمة عن المرأة وعدم أهليتها لمناصب صناعة القرار، والوزارات السيادية، وقالت إنها تشترك مع غيرها من الناشطات اللواتي كنّ يطمحن إلى أن يكون ضمن أهداف الثورة في تونس تغيير الرؤية السائدة عن المرأة .
كما انتقدت قرامي حصر التوزير بالرجال، معتبرةً المعيار الوحيد للتوزير هو الكفاءة وليس الجنس، متسائلةً عن الأمر الذي يمنع تسلم المرأة منصب وزارة الشؤون الدينية. وفي معرض حديثها عن القانون التونسي قالت إن مجلة الأحوال الشخصية في تونس لا زالت تؤكد على أن الرجل هو رب الأسرة، في حين أن المدوّنة المغربية استغنت عن ذلك وجعلت قيادة الأسرة مناصفة بين الرجل والمرأة، مؤكدة أن الأخيرة تفوقت على مجلة الأحوال الشخصية في تونس بجعل قيادة الأسرة مناصفة بين الزوجين، مؤكدة أن حضور المرأة الواضح في الإعلام التونسي جاء نتيجة لولادة لحظة تاريخية بعد الثورة التونسية.
المصدر العربية
Comments
47 de 47 commentaires pour l'article 36858