مـــقال مـــــــــتشائم جدا

قد تبحث كثيرا عن إجابات مقنعة لما يدور بذهنك من أسئلة تفرضها الأحداث التي تمر بها هذه البلاد في هذه الفترة ولكنك تعجز غالبا عن الحصول ولو على جواب واحد مقنع شاف يجعلك تتفاءل ب"تونس الغد" في مجتمع ذهب أشواطا كثيرة في الفوضى باسم "الثورة" وتحول إلى ساحة للعنف والإقصاء والقتل بدم بارد فيما يتناحر أهل السياسة على الفوز بما تيسر من كعكة السلطة..
تقريبا كل يوم تأتيك الأخبار المفزعة تباعا لتؤكد لك أننا أضحينا نعيش في غابة لا مكان فيها إلا للأقوى ولمن يحمل في يده وجيبه أكثر ما يمكن من الأسلحة البيضاء..منذ أيام تعيش عدة مناطق على وقع حالات عنف وإجرام تسقط فيها الأرواح بدم بارد وانتهينا إلى مايشبه حرب عصابات شوارعية وحالات أخذ بالثأر إضافة إلى حرق وتكسير وتدمير لكل ما تطاله الأيادي..
يقولون لك إنها حالات فردية وأنهم مندسون وأزلام للحزب الحاكم سابقا ولكن لنمارس بعضا من الجلد الذاتي ونتساءل عن تعريف الحرية لدينا فالواقع يقول غير ذلك فما حصل مثلا في تونس العاصمة أخيرا من مواجهات دموية بين باعة منتصبين ينتمون لإحدى المناطق الداخلية وسكان ضواحي العاصمة يجعلك على يقين بأننا دخلنا مرحلة حساسة جدا في حالة غير مسبوقة من الفوضى..
تقريبا كل يوم تأتيك الأخبار المفزعة تباعا لتؤكد لك أننا أضحينا نعيش في غابة لا مكان فيها إلا للأقوى ولمن يحمل في يده وجيبه أكثر ما يمكن من الأسلحة البيضاء..منذ أيام تعيش عدة مناطق على وقع حالات عنف وإجرام تسقط فيها الأرواح بدم بارد وانتهينا إلى مايشبه حرب عصابات شوارعية وحالات أخذ بالثأر إضافة إلى حرق وتكسير وتدمير لكل ما تطاله الأيادي..
يقولون لك إنها حالات فردية وأنهم مندسون وأزلام للحزب الحاكم سابقا ولكن لنمارس بعضا من الجلد الذاتي ونتساءل عن تعريف الحرية لدينا فالواقع يقول غير ذلك فما حصل مثلا في تونس العاصمة أخيرا من مواجهات دموية بين باعة منتصبين ينتمون لإحدى المناطق الداخلية وسكان ضواحي العاصمة يجعلك على يقين بأننا دخلنا مرحلة حساسة جدا في حالة غير مسبوقة من الفوضى..
جماعات مسلحة بالسيوف والسكاكين والحجارة تهاجم الناس وتروع المواطنين لا لشيء إلا لأنه تم منعهم من الانتصاب العشوائي في موضة جديدة سرت سريان النار في هشيم مجتمعنا تعطي الحق لكل مواطن إما لحرق جثته إذا ما اعتبر نفسه قد تعرض لمظلمة أو الانتقام بترويع الآخرين ولم لا قتل ما تيسر من أرواح وتدمير وحرق الأخضر واليابس..
حالة العاصمة ليست بحالة منعزلة فمنزل تميم تحترق والنفيضة بدأت عصيانا مدنيا وشهدت مدينتا قصرهلال والمتلوي حالات تناحر بين "العروشات" سقط خلالها قتلى وجرحى ولم تسلم الكثير من ولايات الشمال والوسط و الجنوب من هذه الأحداث وتتالى حرق مقار الولايات والبلديات ومراكز الشرطة والتعنيف المجاني وأصبحنا ندور في حلقة مفرغة من العنف والهمجية والقصاص الجسدي..
وفيما تسقط الجثث تباعا تتتالى الاعتصامات هنا وهناك مما دفع الكثيرين إلى غلق مؤسساتهم ك"نزل أفريكا" و"بريتش غاز البريطانية" و"المؤسسة التونسية الفرنسية للبترول" وعدة مؤسسات اقتصادية كبرى وشلت غالبية القطاعات الاقتصادية الحساسة وهرب الكثير من المستثمرين إلى الخارج في ظل الواقع الأمني المتردي في البلاد وتكرر الإضرابات الاعتصامات بشكل كبير مما جعلنا نفقد ألاف مواطن الشغل يوميا..

حالة من الانفلات غير المسبوق تشهدها البلاد مع بعض الأصوات الحكيمة التي لم تجد صدى لأطروحاتها في واقع متشنج عدواني زاده تناحر الطبقة السياسية سوء لتتحول البلاد إلى مرتع للقتل والسرقة والاغتصاب والفوضى بكل أشكالها ولاشيء يبشر بقرب انتهائها خاصة مع عقلية سائدة تساند أخذ الحق باليد وتكفر بالقانون والشرعية..
ومهما كانت الأطراف المحركة لهذه الأحداث البشعة فلا بد من محاولة جلد الذات وعدم الانسياق المرضي وراء نظرية المؤامرة فتونس تحتاج لثورة جديدة على مستوى عقلية شعبها وفهم صحيح للحرية واستعدادا لا مشروط للعمل وبذل الجهد بدل إيقاف حال البلاد ومزيد الدفع بها إلى الهاوية..
بقدرة قادر تحول كل واحد فينا إلى ديكتاتور وسارق ومغتصب في أن واحد وتناسى الكثيرون من العامة ومن أهل السياسة أن الأهم الآن هو النهوض بهذه البلاد حتى لا يصل اليأس ببعضنا إلى الحنين إلى ماض قديم كنا نساق فيه بالعصا وحتى لا تصح تلك القولة التي تقول أن الشعوب العربية لا ينفعها إلا ديكتاتور..واعذروني على ها النفس التشاؤمي فلاشيء يبعث على التفاؤل سوى النشرة الجوية...التي تأتيكم اثر نشرة الاخبار..
حمدي مسيهلي
Comments
41 de 41 commentaires pour l'article 34186