لا علماني ولا اسلامي..تونسي لا غير

من الذي هدد بلادنا في هويتها وفي ديانة الغالبية العظمى من سكانها وفي مساجدها وأعيادها الدينية؟؟ أسئة مشروعة يطرحها كل متابع للجدل القائم الآن بين شقين اثنين أولهما العلمانيون والحداثيون ممن يرغبون في تركيز دولة علمانية متحررة وبين من اعتبروا هذا مسا من مشاعرهم الدينية وتهديدا للهوية الاسلامية للبلاد..
ويبرر هذا الخوف المبالغ فيه من العلمانية بالالتباس الحاصل لدى الكثيرين لمفهوم هذا الكلمة التي تعني بكل بساطة فصل الدين عن الدولة مع تركيز دولة مدنية تحافظ على معتقدات كافة مواطنيها دون المس من حرية ممارسة الشعائر الدينية ودون اجبار أي أحد على تبني عقيدة معينة بالاكراه خاصة مع عجز وسائل الاعلام عن تبسيط هذا المفهوم للتونسيين لتصبح "العلمانية" شرا محدقا ببلدنا و"ورما " وجب اجتثاثه..
ويبرر هذا الخوف المبالغ فيه من العلمانية بالالتباس الحاصل لدى الكثيرين لمفهوم هذا الكلمة التي تعني بكل بساطة فصل الدين عن الدولة مع تركيز دولة مدنية تحافظ على معتقدات كافة مواطنيها دون المس من حرية ممارسة الشعائر الدينية ودون اجبار أي أحد على تبني عقيدة معينة بالاكراه خاصة مع عجز وسائل الاعلام عن تبسيط هذا المفهوم للتونسيين لتصبح "العلمانية" شرا محدقا ببلدنا و"ورما " وجب اجتثاثه..
وعادة ما يجابه الداعون الى علمنة الدولة بشتى النعوت من "كفرة" الى "ملحدين" الى "فاسقين" وما الى ذلك ويستغرب البعض اذا أكدت لهم أن كثيرا من المسلمين علمانيون يطالبون بعدم اقحام الدين في السياسة مع ضمان الدولة للحقوق الدينية لكل مواطنيها ويصر الكثيرون على معاداة هذه التسمية التي يثير مجرد لفظها حنقهم ويفتح شهيتهم للسب والشتم
ويبدو خوف الغالبية من العلمانية مبررا بعض الشيء بالنظر الى الجهل الواضح لهذا المفهوم وعجز النخب العلمانية على الانصهار أكثر فأكثر في الأوساط الشعبية فيما اقتصر تفسير الغالبية لها على انها دعوة صريحة للتسيب الاخلاقي و"نشر الرذيلة" في المجتمع وقتل الهوية الاسلامية والغاء الاعياد الدينية وذهب اخرون الى اعتبارها نشرا للالحاد ولل"ماسونية العالمية" ..

ويحتد الجدل هذه الايام بين مناصري العلمانية وبين البقية لينتهي عادة بكيل سيل كبير من الشتائم لمن تسول له نفسه مساندة هذه الفكرة وهو ما يترجم بشكل واضح على صفحات الفايسبوك التي استعملها محاربو الفكر العلماني للتشهير المبالغ فيه بالعلمانيين واعتبارهم خطرا محدقا "يهدد الأمة" وفي أحيان كثيرة يصل الامر الى التهديد المباشر لهؤلاء دون تكليف النفس عناء البحث عن المفهوم الصحيح للعلمانية
وبين دعاة علمانية عاجزين عن التغلغل في الاوساط الشعبية لم يستغلوا جيدا فرصة ظهورهم في المنابر الاعلامية يبرز اخرون متشدوون استغلوا اكثر الاوتار حساسية لدى التونسيين ألا وهو الدين وباتوا يدعون الى أشياء استساغها البعض رغم ايغالها في الرجعية والانغلاق ورفض الآخر
وبرزت الدعوات الى "الخلافة الاسلامية" وتطبيق الشريعة واعتماد الجمعة كيوم عطلة اسبوعية وغلق دور السينما

وحتى نفصل هذا الجدال العقيم في وقت حساس جدا قد يكون اختاره البعض لبث فتنة بين ابناء الشعب الواحد فلنتركه جانبا فالثورة قامت من أجل الحرية والكرامة لا من أجل اطالة اللحية وفرض النقاب فالدين لله والوطن لنا جميعا ولن يسمح اي فرد فينا بقوى تعيده الى عهد الوصاية والترهيب ولا سبيل لبناء دولة قوية الا بالتعايش السلمي بين أبناء وطن واحد باختلافاتهم وعلى تنوع أفكارهم...
لنترك تناحرنا جانبا ولنركز في ما أهم فطريقنا الى الحرية والعدالة مازال طويلا وبناء الدولة الحرة المستقلة يتطلب الكثير من الجهد والتكاتف لا مزيدا من التفرقة والتناحر..لا علمانية ولا اسلامية نريدها دولة حرة مستقرة بنكهة تونسية مغاربية متوسطية عربية منفتحة على كل العالم..لا تهمنا التسميات بقدر ما نرغب في جرعات كبيرة من الحرية دون التعدي على حريات الاخرين ومعتقداتهم وتحقق الانصهار بين الهوية الاسلامية السمحة وبين الحداثة والتحرر واحترام جميع المعتقدات
لا اسلامي ولا علماني..لنبتعد عن هذه التسميات فما يجمعنا اننا تونسيون لحما ودما أبهرنا سكان العالم في وقت ما حين اجتمعنا على كلمة واحدة فلا تجبروهم الان على السخرية منا..اتركوا الدين لله واتركوا الوطن للجميع..فقلب تونس يتسع لا محالة لكل أبناءها..دون استثناء
حمدي مسيهلي
Comments
73 de 73 commentaires pour l'article 33700