هنيئا للشعب السعودي بحكامه بقلم عبد الباري عطوان

<img src=http://www.babnet.net/images/imgfes/atwan.jpg width=100 align=left border=0>


نتابع الشأن السعودي، وتطورات الاوضاع على ارض الحرمين لسببين رئيسيين، الاول: الدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية على الصعيدين العربي والعالمي، والثاني: تجنب معظم وسائل الاعلام العربية الخوض في هذا الشأن خوفا ورهبة او حفاظا على مصلحة ما.
ومن المفارقة ان هناك انطباعا راسخا في الغرب مفاده ان الانظمة الملكية العربية 'محصنة' في وجه الثورات والانتفاضات الشعبية التي تجتاح المنطقة العربية حاليا، ونجحت حتى الان في اسقاط نظامي حكم في كل من تونس ومصر، وهذه الحصانة راجعة، حسب رأي هؤلاء الى صلابة قاعدة الحكم في هذه الملكيات، والتفاف غالبية الشعب حولها.
صحيح ان هذه الحصانة لم تختبر بشكل قوي في المملكة العربية السعودية حتى هذه اللحظة، وان حراك القاع فيها ما زال بطيئا جدا ومحدود التأثير، ولكن الصحيح ايضا ان نظاما عربيا حديث الانضمام الى نادي الملكيات (البحرين) يواجه حاليا ثورة شعبية متأججة بدأت تخرج تدريجيا عن طابعها الاحتجاجي السلمي، نظرا لعدم التجاوب مع مطالبها في الاصلاح السياسي.

الاوضاع في مملكة البحرين افضل كثيرا منها في جارتها السعودية، ففي الاولى برلمان منتخب، وتعددية سياسية تتمثل في تكتلات واحزاب وجمعيات مختلفة التوجهات والمشارب، وتتمتع المرأة بالكثير من الحقوق الاجتماعية والسياسية وتنعكس كل هذه الجوانب في صحافة تتمتع بسقف معقول من الحريات التعبيرية، ومع ذلك انفجرت الاحتجاجات الشعبية منذ اكثر من شهر ولم تتوقف حتى الآن، تطالب بدستور جديد، واطاحة حكومة يرأسها رئيس وزراء منذ اربعين عاما، ولا يتمثل فيها الشعب الا في وزارات ثانوية هامشية، وتحقيق العدالة في الوظائف، ووقف التجنيس السياسي.



في المملكة 'الام' اي العربية السعودية، لا يوجد اساسا سقف للحريات حتى يرتفع او ينخفض، والفساد ضرب معدلات قياسية، حتى ان الحكومة السعودية تدخلت بالامس لدى الحكومة البريطانية لمنع نشر نتائج تحقيقات اجريت بشأن صفقة اسلحة اليمامة قبل ثلاثين عاما وبلغت فيها نسبة العمولات اكثر من ثلاثين في المئة ذهبت الى جيوب امراء كبار.
الشعب السعودي الذي يعاني من البطالة (عشرون في المئة، وضعفها في اوساط الشباب)، وانهيار الخدمات الاساسية، ولا يعرف الانتخابات او اي نوع من البرلمانات المنتخبة، ممنوع عليه الاحتجاج بفتوى رسمية صادرة عن هيئة كبار العلماء برئاسة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ الذي هو مفتي البلاد ايضا، لان المظاهرات خروج عن الشرع، ومعصية لاولي الامر.
' ' '
بالامس خرج الامير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية لاكثر من خمسة وثلاثين عاما ايضا، على شاشات التلفزة السعودية مهنئا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الامير سلطان بن عبدالعزيز 'بهذا الشعب السعودي الكريم.. الشعب الوطني.. هذا الشعب الذي رفض التجاوب مع دعاوى الاشرار التي تريد ان تحول المملكة الى مكان للفوضى والمسيرات الخالية من الاهداف السامية'.
كرم هذا الشعب السعودي ووفاؤه عائدان الى 'رفضه' مطالبات على 'الفيس بوك' حثته على تنظيم مسيرات احتجاجية يوم الجمعة الماضي حيث اكدت وسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية الهدوء التام في شوارع المدن الرئيسية وميادينها، ولكنها لم تقل ان الحكومة دفعت بعشرات الآلاف من رجال الامن لمنع مثل هذه المظاهرات بالقوة اذا تطلب الامر، مثلما حدث في مدن القطيف والهفوف الشيعية التي تحدت امر الحظر ونزل مواطنوها الى الشوارع. هنيئا للشعب السعودي بحكامه  بقلم عبد الباري عطوان
وكالات الانباء الغربية وزعت تقارير اخبارية يوم امس بتظاهر حوالي مئتي شخص امام مبنى وزارة الداخلية للمطالبة بالافراج عن المعتقلين واحتجاجا على السياسات القمعية، والمطالبة باصلاحات، الامر الذي يطرح العديد من علامات الاستفهام حول مصداقية رواية الصحافة الرسمية التي قالت ان متظاهرا واحدا تظاهر في العاصمة السعودية يوم الجمعة.
نريد ان نوجه سؤالا الى الامير نايف: اذا كان الشعب السعودي على هذه الدرجة من الكرم والوفاء، وملتفا فعلا حول الاسرة الحاكمة، الا يستحق هذا الشعب ان يتلقى تقديرا خاصا، او مكافأة لسلوكه هذا في احباط 'مؤامرات' الاشرار في نشر 'الفوضى' في البلاد، وتنظيم مسيرات خالية من الاهداف السامية؟
القيادة السعودية لا تستطيع ان تنكر عدم معرفتها بمطالب الشعب السعودي، فقد تقدمت نخبهم الليبرالية والدينية بعرائض عدة تضمنت مطالبها كاملة، ابتداء من انتخاب مجلس شورى بصلاحيات رقابية وتشريعية كاملة، ومرورا بالتوزيع العادل للثروة، وانتهاء بمحاربة الفساد وتحويل البلاد الى ملكية دستورية.
هيئة كبار العلماء التي انحازت الى الحاكم، ووظفت فتاواها لمصلحته، وبناء على طلبه، بتحريم التظاهر، لم تنتقد مطلقا، اقدام السلطات على اعتقال كل الذين وقفوا خلف هذه العرائض، وابقتهم خلف القضبان لسنوات دون محاكمات عادلة، وعندما جرى الافراج عنهم وتم وضعهم على اللوائح السوداء ومنعوا من السفر، وما زالوا حتى هذه اللحظة، ومن بين هؤلاء محمد سعيد طيب ومتروك الفالح، وعلي الدميني، وعبدالله الحامد، والشيخ سعيد بن زعير والقائمة تطول.
المسؤولون السعوديون يقولون في مجالسهم الخاصة انهم لن يتجاوبوا مطلقا، ولن يقدموا على اصلاحات سياسية تحت ضغط الاحتجاجات، او التهديد بها، وهذه المكابرة نعتقد انها ستؤدي لاحتجاجات اكبر في المستقبل، فلا يعيب الحاكم ان يتنازل لمطالب شعبه المشروعة وبالسرعة المطلوبة، خاصة انه يفعل ذلك لمصلحته بالاساس قبل ان يكون لمصلحة مواطنيه. فالسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان حل مجلس الوزراء، وطرد اثنين من اقرب مستشاريه في ذروة اشتعال شرارة الاحتجاجات في مختلف ارجاء السلطنة.
' ' '
تخطئ القيادة السعودية اذا اعتقدت انها محصنة من الاحتجاجات، وانها تستطيع ان تشتري صمت الشعب السعودي على الكثير من التجاوزات والازمات الداخلية بتخصيص 37 مليار دولار تعتبر نقطة في بحر، لان ما يطالب به السعوديون هو ما طالب ويطالب به المصريون والتونسيون واليمنيون والبحرانيون، اي الكرامة، ووقف كل اشكال اذلال المواطن، وحرمانه من حقوقه.
الخبراء الامريكان قالوا ان حكم الرئيس حسني مبارك مستقر، واكد نظراؤهم الفرنسيون ان حكم الرئيس التونسي لا يواجه اي اخطار، الآن يكررون الشيء نفسه بالنسبة الى المملكة العربية السعودية.
استقرار المملكة مرهون بالاصلاحات السياسية وبأسرع وقت ممكن، وعليهم ان يتذكروا ان الانتفاضتين في مدينة سيدي بوزيد التونسية وميدان التحرير في القاهرة بدأتا بالعشرات وتطورتا الى مشاركة الملايين.
الشعوب العربية تحررت من عقدة الخوف وثقافته، واصبحت قوات الامن هي التي تخاف المواطن، وليس المواطن الذي يخشى قوات الامن مثلما كان عليه الحال في السابق، وما كان مقبولا قبل ثلاثين او اربعين عاما لم يعد مقبولا الآن. فالصحوة عدوى حميدة، وطالما وصلت الى مصر فانها ستصل حتما الى عواصم عربية اخرى اعتقدت خطأ انها في مأمن.
السد الوحيد الذي يمكن ان يقف في وجه الثورات هو الاصلاح السياسي الحقيقي، اما الفتاوى بتحريم المظاهرات، او اعتقال المدونين، او حتى منع الفيس بوك والتغول في حجب مواقع الانترنت، فقد تعطي نتائج عكسية تماما، ولم تزدد الثورتان التونسية والمصرية اشتعالا وتدخلان مرحلة المليونية الا بعد اقدام الحكومتين في البلدين على اتخاذ هذه الاجراءات.
هل تستوعب السلطات السعودية هذا الدرس؟ لا نعتقد بذلك، فلا توجد اي مؤشرات توحي بعكس ذلك مطلقا.

عبد الباري عطوان
القدس العربي


Comments


22 de 22 commentaires pour l'article 33467

Saadoucha  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 14:51           
Salama hghazi (tunisia

ok je le prends comme un conseil

ciao

Salama hghazi  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 14:38           
@saadoucha
j'aime la force, et de la force que j'aime, une fourmi peut en montrer autant qu'un éléphant.... mais chère saadoucha mesure tes forces d'après tes aspirations et non tes aspirations d'après tes forces.....

Colombo  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 14:35           
Ne vous inquiétez pas ils sont à quelques pas de la révolution ...sa va venir...time.time

Saadoucha  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 14:32           
Salama hghazi (tunisia)

force ou resistance
force ou endurance
si pour un concours de port de camion des plus lourd t'as gagné mais si c'est pour gagner une course d'endurance equstre "maria mercedes est la championne du monde en 160km et elle a vaincu cheikh el mektoum" 5 mois aprés avoir donné naissance à un bebé alors qu'en penses tu
et qu'en pense nos chers bedouins en arabie saoudite

Salama hghazi  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 14:14           

@ saadoucha

la nature féminine n'est en rien inférieure à celle de l'homme, sauf pour son manque de force....

Saadoucha  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 14:07           
Salama hghazi (tunisia)

tu es tombé dans le piége

le coq chante mais c'est la poule qui pond

pour revenir donc à l'idée de la sagesse nous avons la meme sagesse
"du respect pour le feminin"

Salama hghazi  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 13:59           
@ saadoucah

une poule est seulement la façon d'un oeuf de faire un autre oeuf....c'est le coq qui chante, mais c'est la poule qui pond les oeufs

Saadoucha  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 13:55           
Salama hghazi (tunisia

peux tu répondre à cette question
qui est né avant la poule ou l'oeuf ???

honnétement je n'ai rien compris salama d'ailleur en lisant mon comment aussi

Salama hghazi  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 13:40           
@ saadoucha

l'homme sans principes est aussi ordinairement un homme sans caractère, car s'il était né avec du caractère, il aurait senti le besoin de se créer des principes....les principes de la religion sont une chose, les pratiques qui les prennent pour base en sont une autre. les principes sont absolument indépendants du temps et de l'espace. les pratiques changent selon l'époque et selon le lieu....il n'y a que d'immortels principes, puisque, du
jour où un principe meurt, on s'aperçoit que ce n'était qu'un paradoxe.

Saadoucha  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 13:34           
@salama hghazi (tunisia)

je comprends

et ce sentiment de devoir c'est par rapport à quoi ? surement par rapport à un principe ou deux que tu porte en toi c'est ca la référence delaquelle je parle et qui doit etre le fondement pour ta nouvelle construction de l'avenir

mais faire les choses et remplir le temps sans savoir ou on va et pourquoi on le fait c grave car c'est aprés que le temps ne soit passé que la personne ou le peuple s'en rend compte

Salama hghazi  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 13:22           
@ saadoucha
nous avons toujours une ancre qui tient ferme aussi longtemps qu'on ne la brise pas soi-même : c'est le sentiment du devoir....

Saadoucha  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 13:11           
@salama hghazi (tunisia)

voyez vous on parle alors de la même sagesse(futuriste mais bien ancré)

car on ne peu jamais rien construire du néant


Salama hghazi  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 13:03           
@ saadoucha
je parle d'une partie de notre peuple et j'opte pour la sagesse du futur, celle qui évitera le suicide de l'humanité, celle qui ne consistera plus à gagner du temps mais à le remplir, à le vivre, à en prendre toute la mesure...

Bedouins!  (United States)  |Mardi 15 Mars 2011 à 12:43           
@saadoucha (tunisia)

bien sur ! on n'est pas ne chez nous en tunisie 'laique'. on devient 'laique' apres, par choix.

d'ailleurs j'ai un frere pratiquant a tunis que je respecte beaucoup mais il n'est pas un salafiste.
la salafisme est un parasite pour notre societe.

bien que vivant aux etats unis, je lis beaucoup dr. mohamed talbi un vrai illumine et erudit de la religion musulmane.

respectueusement et desole pour le malentendu.

Salama hghazi  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 12:41           
Saadoucha...
la sagesse populaire dit la femme de "sexe faible", ce qui prouve que la sagesse populaire peut parfois dire des conneries.... bravo

Saadoucha  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 12:15           
@bedouin

mais je tiens à préciser que je ne suis pas laique oops:_

sage/ modéré/tolérante mais musulmane et il faudra respecté cela en tunisie

Bedouins!  (United States)  |Mardi 15 Mars 2011 à 12:00           
@saadoucha

bien dit ! j'ai beaucoup confiance dans la sagesse des tunisiens et des tunisiennes comme vous libres et liberees pour nous sauver de ce 'cancer' social, politique et economique exporte par ces salafistes et leurs agents payes et postitues!!!

restons vigilants!!!

Saadoucha  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 11:35           
Ils pensent qu'ils sont rois et princes mais ils sont des exclaves des anglais et americaisn
tant pis pour eux car ceux la sont malins
سيدو شرا فركةٌ قالوا مبرك الحصان

et dire qu'ils veulent nous exporter leurs idées illuminées

Bedouins!  (United States)  |Mardi 15 Mars 2011 à 11:11           
Je me demande si ces deux sales familles de saoud, le pirate du desert, et de de abdel whahab, le schizopherene, sont au pouvoir aujourd'hui si les anglais et les americains n'ont pas decouvert de l'or noir au golfe persique???

les anglais auront ils expulse de leur terre ancestrale les 'hachemieens' et cree un nouveau pays 'arabie seoudite' pour ces deux familles et leurs biquots???

je me demande de quoi peuvent vivre ces bedouins sans l'or noir? peut etre ils n'auront jamais eu les moyens d'exporter ce salafisme un 'cancer' social, politique et meme economique et semer la pagaille, l'ignorance et la violance partout?

qu'est ce qu'ils attendent pour repondre au mandat d'arret official emis par notre gouvernement provisoire contre le 'kleptocrate' dechu zaba?

AZE  (France)  |Mardi 15 Mars 2011 à 10:50           
هانئاً لهم خاصةٍ علماءهم الذين يدعون أنهم صوت الحق، و الحقيقة أنهم صوت البلاط...أسدٌ علي و في الحروب كالنعام

Imen  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 10:40           
Il ne faut pas sous estimer les peuples :(dieu sera toujours avec les faibles

SAMI  (Tunisia)  |Mardi 15 Mars 2011 à 10:28           
Je ne crois pas qu'une revolte soit possible dans ce pays;ils vivent encore au moyen age ils sont pas instruits et ne peuvent meme pas courir avec leur jebbas lol


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female