وزارة التربية والتكوين والنقابات التعليمية: صراع ضحيته التلميذ

يبدو أن صراعا خفيا يدور هذه الأيام بين وزارة التربية والتكوين من جهة وبين النقابات التعليمية ويبدو أن هذا الصراع أصبح ضاريا إلى درجة طالب فيها قيادات هذه النقابات من الوزير الطيب البكوش تقديم استقالته تحت الشعار المفضل للجميع"dégage"
وقد تجمع العديد من الأساتذة أمام وزارة التربية حاملين لافتات و منددين بما أسموه تحريضا مجانيا من جانب الوزير للتلاميذ من أجل التمرد على أساتذتهم
وقد تجمع العديد من الأساتذة أمام وزارة التربية حاملين لافتات و منددين بما أسموه تحريضا مجانيا من جانب الوزير للتلاميذ من أجل التمرد على أساتذتهم
طبعا ردة الفعل هذه جاءت بعد الاجتماع الذي قام به السيد البكوش بمجموعة من التلاميذ من مختلف الولايات الذين اتهموا بعض الأساتذة بابتزازهم ماديا والضغط عليهم لكي يلتحقوا بالدروس الخصوصية والتمييز بينهم على أساس الوضعية الاجتماعية والمادية لأوليائهم
طبعا هذه الصراحة لم تعجب الأساتذة واعتبروها تجني صريح من قبل الوزير عليهم خاصة وأن ذلك الاجتماع لم يضم ممثلين عن الأساتذة أو الهيئة التربوية ككل أو ممثلين عن النقابات التعليمية
وكان الاتهام الأبرز للوزير هو استغلال الفضاء التربوي كمنصة للدعاية لحملته الانتخابية المقبلة على حساب سمعة الأساتذة وعلاقتهم بالتلاميذ والدليل ما وقع أخيرا في المدارس والمعاهد من احتكاكات وتوتر بين الطرفين أي التلميذ والأستاذ وصلت إلى حد التظاهر من أجل إقالة بعض الأساتذة وإبعادهم من التعليم
طبعا ما يطرحه الأساتذة والمربون مردود عليه فاجتماع الوزير بالتلاميذ هو أمر محمود ومطلوب لكي يعرف هموم التلاميذ ومشاكلهم ولا يمكن أن ندرج ذلك في خانة الدعاية السياسية
ما قاله التلاميذ في ذلك الاجتماع يتحملون هم مسؤوليته ومن حقهم الطبيعي أن يشاركوا بآرائهم ولا أظن أن النقابات التعليمية التي طالما دعت إلى الحرية والمساواة ترفض تسليط الضوء على مشاكل التلاميذ والاستماع إلى مطالبهم العفوية

من الممكن أن الوزير السيد الطيب البكوش قد أخطأ حين لم يستدعي ممثلين عن الأساتذة للمشاركة في هذا الحوار لأن من حق الإطار التربوي الإدلاء برأيه في مثل هذه الوضعيات لأنه طرف فعال في الأسرة التربوية الكبيرة ولا يمكن أن نتجاهله لكن في نفس الوقت من الممكن أن نعذر الوزير لأنه أراد أن يزيل الضغط عن التلاميذ وتلافيا لإحراجهم وعلى كل حال هو اجتهد في هذا الأمر لكنه أخطأ ومن اجتهد فأخطأ فله أجر ومن اجتهد فأصاب له أجران ويمكن للوزير أن ينقذ الموقف ويجتمع بممثلين عن الأساتذة والنقابات
وأما بخصوص انزعاج الأساتذة من تصريح التلاميذ بأن هنالك استغلال لأوضاعهم المادية فالتلاميذ اتهموا البعض وليس كل الأساتذة ونحن نعلم أن كل ميدان فيه بعض المفسدين وهم أقلية واستثناء وجب رغم كل شيء تسليط الضوء عليهم
وكما اعتمدنا النسبية في هذه الجزئية فإن نفس الشيء ينطبق على الأساتذة إذ لا يجدر بهم التعميم فيما يخص تدهور علاقة التلميذ بهم والتمرد عليهم لأن هنالك كثير من أبنائنا التلاميذ قدموا الورود لمعلميهم وأساتذتهم وللإطار التربوي ككل
على كل حال يمكن تجاوز مثل هذه الأزمات بالحوار الصريح والشامل لكن يمكن تأجيل النظر في مثل هذه الأمور خاصة وأن هذا الوقت لا يحتمل مزيدا من الفرقة بل العمل والوحدة لإكمال مسيرة التغيير الحقيقي
كريــــــــــــــــــــم
Comments
32 de 32 commentaires pour l'article 32749