نحن سننفذ الوعود

تهاطلت الوعود الرئاسية في ليلة مشهودة..في خطاب تاريخي لن نستطرد في شكره حتى لا نتهم بالانخراط في الحزب الحاكم وبتزيين الواقع..لم يكن كغيره من تلك الخطابات المعدة سابقا والتي تصلح لأي مناسبة وطنية وخاصة في عيد الشجرة واليوم الوطني للعناية بالبيئة..انتفض الشعب وسقط القتلى برصاص البوليس فخرج رئيس الدولة وقال كلاما لم نعهده في السابق
لا رئاسة مدى الحياة..حرية التظاهر السلمي..حرية التعبير والصحافة..رفع الرقابة عن الانترنيت..الايقاف الفوري لاطلاق النار في وجوه الابرياء العزل..عدم الترشح لانتخابات 2014..محاسبة كل من ثبت ضلوعهم في قضايا فساد والتخفيض في اسعار المواد الأولية ..اضافة الى التأكيد على أن هناك من حاشيته من تكفل بمغالطته وتزيين الواقع له
لا رئاسة مدى الحياة..حرية التظاهر السلمي..حرية التعبير والصحافة..رفع الرقابة عن الانترنيت..الايقاف الفوري لاطلاق النار في وجوه الابرياء العزل..عدم الترشح لانتخابات 2014..محاسبة كل من ثبت ضلوعهم في قضايا فساد والتخفيض في اسعار المواد الأولية ..اضافة الى التأكيد على أن هناك من حاشيته من تكفل بمغالطته وتزيين الواقع له
خرج الشعب هادرا على مدى حوالي الشهر فسقطت الضحية تلو الأخرى بالرصاص الغادر من قوات الأمن وقتل العشرات عبر اصابات مباشرة في الصدر والرقبة والرأس فزاد هيجان الشعب وزادت الصور المؤلمة المبثوثة عبر الانترنيت في غليان الصدور فحرقت المباني وزادت الفوضى وبدأت الأمور تخرج عن السيطرة وبدأت البلاد بالدخول في المجهول عبر نفق مظلم لا أمل في نور في نهايته
تكفل الرئيس بحقن المزيد من الدماء واعتذر عن ما سبق ووعدنا بفتح صفحة جديدة..تحرك متشائموا العادة وبدؤوا بالتشكيك وطالبوا بمزيد احراج السلطة وبث المزيد من الفوضى في بلاد تعبت من كابوس خيم عليها، لم يكف هؤلاء ما قيل واعتبروها مجرد وعود وردية قيلت في لحظة ضعف..قد يكونوا على حق ولكن ليس لدينا الوقت لمزيد التشائم ليس لدينا الوقت لمزيد البكاء فبلادنا تكاد تنهار وصور البلاد تزداد سوداوية ولا من صوت للعقلاء
اطلق الرئيس وعوده وبدأ التنفيذ بالرفع الكلي عن الحجب في الانترنيت ولكن الحق يقال الى ساعة متأخرة لم يقف صوت الرصاص ولم ينفذ قرار السيد الرئيس، لن نقف مطولا عند هذا التفصيل فالقادم قد يكون احلى والتونسي قد يكون دخل في عهد جديد سيكون تكريسه بيده هو لا غيره

شمروا عن سواعدكم وارفعوا رؤوسكم فلا مجال بعد الان لمزيد احتقار ارادة التونسي ولا مجال لاهانة كرامة التونسي ولا مجال لتطاول اعوان الامن والمسؤولين على التونسي فنحن من سننفذ وعود السيد الرئيس ونحن من سنسعى لتكريسها ونحن من سنقضي نهائيا على الاكاذيب التي طالما اقنعونا بها وطالما وزعوها علينا لاسكاتنا
لم اكن احلم يوما بكتابة مقال كهذا يوما..لم اكن احلم بأن انتقد يوما عون أمن أو مسؤولا مهما بلغت درجته..سنبني هذا البلد من جديد فهذا الخطاب ليس النهاية لمشاكلنا واحباطاتنا ومصائبنا وغدا سوف يكون يوم آخر فلا مجال للرجوع الى الوراء..لنرفع اصواتنا جميعا فلا مجال للصمت من جديد وسيبقى الخطاب مرجعيتنا..اطلق الرئيس خطابه واحرج مسؤوليه بعد ان طرد الكثير منهم ووضعنا أمام مسؤوليتنا جميعا
وكأننا في حلم..وكأننا انتقلنا من الكابوس الى الاحلام الوردية..طبعا علينا ترك اقدامنا على الارض وعدم الانسياق وراء التصديق الاعمى وبالعكس عدم الاستسلام للشعارات الرنانة والبكائيات بأنواعها ومن يتمتعون برؤية البلاد تحرق..شكرا لكل من قتل في سبيل حريتنا..لن نكرمكم بذرف المزيد من الدموع على صور جثثكم بل بالعمل وبذل الجهد حتى نكون في مستوى تضحياتكم..شكرا "محمد البوعزيزي" لانك انتفضت لكرامتك وانتفضت لكرامتنا ولى عهد الهوان وسيأتي عهد جديد سينتصر فيه الشعب لدمائك
لقد بدأنا ....فشمروا عن سواعدكم وارفعوا رؤوسكم فلا وقت لدينا للتشاؤم والتشكيك
ملاحظة هامة متأكد انها لن تحذف : ارجو من المشرفين على الموقع عدم صنصرة اي تعليق يحترم قوانين الموقع فنحن كذلك مسؤولون على تطبيق حرية التعبير
ملاحظة 2: أعتذر عن تهاوني في تقديم المعلومة الكاملة طيلة هذه الفترة..وعدم انتقادي لبطش اعوان الأمن..فمقص الرقابة كان أقوى مني
حمدي مسيهلي
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 31953