كيف تطمئن وحياتك خالية من إله....؟؟

ككثير من الشباب تعارفا على الفايسبوك أعجبه تحررها وحبها للحياة واشراقة وجهها الدائمة وشعارها "الحياة لونها بمبي" وأعجبها تهافت المعجبات عليه وثقافته العالية وإلمامه بشتى المواضيع السياسية والثقافية والعلمية وكأن دماغه موسوعة شاملة وجلبتها أفكاره التي كانت تعتبرها غريبة عنها فهي لم تتعرف طيلة حياتها على رجل يقول أنا إله نفسي ولا أومن باله سواي.. رجل يؤمن بأن كل شيء خلق من العدم وان الحياة واحدة لا وجود لحياة دنيا وأخرى بعد الموت ولذا وجب التمتع بها قدر المستطاع... تبادلا أرقام الهاتف وانتقلت العلاقة إلى ارض الواقع حددا موعدا للقاء انسجما فيه انسجاما كبيرا أحسا أنهما خلقا لبعض.. كان يكبرها ببضع سنوات يعمل ببنك يملك سيارة وشقة خاصة وكانت طالبة جامعية تعشق الموضة وآخر الصيحات في عالم الأزياء والإكسسوار وتسريحات الشعر الغربية وتطمح للعيش على الطريقة الأمريكية لولا بعض القيود والضوابط التي تكبت جماح رغباتها.. لم تدم هذه الصداقة طويلا كعادة أي صداقة بين امرأة ورجل فسرعان ما تحولت إلى حب وقضيا معا أحلى الأوقات إلى أن فاجأها ذات يوم بطلب يدها وطلب منها تحديد موعد للقاء والدتها.. نظرت إليه باستغراب.. نتزوج أنا وأنت..؟؟ وما الغريب في ذلك هذا التطور الطبيعي لعلاقتنا.. ولكن حبيبي لا اعرف ما أقول.. أهلي لن يقبلوك صهرا لهم إن علموا انك ملحد.. ومنذ متى بهمك هذا الأمر.. أليس إلحادي هو سبب تعارفنا.. الم تقولي انك معجبة جدا بشذوذي الفكري.. هذا صحيح ولكن أهلي.. وكيف سيعلم اهلك إن كنت ملحدا أو لا.. ابسط الأشياء عندما نقرا فاتحة الكتاب ماذا ستقرأ .. سهل جدا أن يستدرجك احدهم في الحديث ويكتشف إلحادك تخيل الموقف حينها.. أنت تخجل من أن تعلن إلحادك أمام والديك لأنك غير مقتنع تماما بذلك وغير مؤمن بأفكارك وأنا متأكدة من أنها مجرد ثورة فكرية أو نزوة وستزول بمرور الوقت.. أنا فعلا مصدوم.. لم أكن أتصور انك تنظرين إلي بهذه الطريقة لم يبق إلا أن تقولي أن ربك يحرم زواجك بي لأني لا أومن به .. هو ذاك.. وهل تسمين نفسك مسلمة.. هل صدقت هذه الكذبة.. هل تعتبرين إضراب الجوع الذي تقومين به كل رمضان عبادة.. هل شكلك شكل فتاة مسلمة.. انظري إلى شعرك كل شهر تقريبا تغيرين لونه.. انظري إلى ملابسك "المتأوربة" والى السيجارة التي لا تفارق يدك.. كم مرة ذهبت إلى شقتي واستسلمت لقبلاتي.. توقف قبلتني صحيح ولكني لم اسمح لك بالتمادي وتغلبت على الشيطان الساكن في قلبي والذي كان يؤجج رغباتي ويدفعني للاستسلام.. أنت مضحكة حقا أتعتبرين القبلات حلال وباقي الممارسات الجنسية زنا.. تنافقين نفسك أم مجتمعك أم ربك.. ثم أنا من لم يسمح لنفسه بالتمادي ولو حاولت لنلت ما أردت ولكن أومن أن من يحب امرأة يحافظ عليها فانا ورغم أني أعيش مستقلا عن أهلي إلا إني لم أرد إقامة علاقة جسدية إلا مع المرأة التي أحب المرأة التي اختارها لتكون أم أولادي.. قارني بيني وبين الشباب المسلمين أصدقائك وسترين الفرق أنا لم أعق يوما والداي ولم اشرب
الخمر ولا حتى أدخن ولا ازني وغيرها من الأشياء أنا يا سيدتي أومن بشيء واحد أخلاقي هي ديني... أنت تعرف مقدار حبي لك واعلم كم أنت على خلق حتى انك لم تسخر يوما من الله أو الرسول وتعتبر أن اهانة معتقدات الآخرين أمر مذموم ولكن.. حسن ماذا عن أطفالنا هل يحملوا ديانتي أم ديانتك.. ولا تقلي سنترك لهم حرية الاختيار لان هذا الأمر في مجتمع مسلم شبه مستحيل أنت نفسك تربيت على الإسلام وكنت تمارس كل شعائرك الدينية ومن ثمة ألحدت.. لا اعرف صراحة كيف لشخص يزرع فيه منذ الصغر حب الله والنبي وينشا على رؤية والديه يقيمان الصلاة وينتظر هو نفسه رمضان ليصوم ويتسابق مع أنداده لحفظ الفاتحة وقصار السور أن يلحد.. كيف تستطيع أن تطمئن وحياتك خالية من اله....
يتبع

يتبع
Comments
15 de 15 commentaires pour l'article 29687