رأي : للسنة عيدهم .... للشيعة عيدهم
تتاح للمسلمين فرص عديدة حتى يتوحدوا وتكون كلمتهم كلمة واحدة، ولكنهم لا يحسنون استغلال تلك الفرص واستثمارها من أجل تقوية دينهم الذي يتعرض لهجمات مختلفة من أكثر من جهة وعلى أكثر من صعيد، وعلى الرغم من ذلك فهم ماضون في اختلافهم وانشقاقهم وتشرذمهم وتفرقهم حتى في أبسط الأشياء، فمن ذلك مثلا أن عيد الفطر المبارك يعد مناسبة هامة ليحتفل المسلمون بهذا الحدث المميز وليبرهنوا على أنهم أمة واحدة على كلمة واحدة. فهل من الصعب أن يحتفل المسلمون جميعهم بعيد الفطر ـ كما يحتفلون بعيد الأضحى وهذا في الحقيقة أمر يثير الاستغراب ـ في يوم واحد؟!... يبدو أن تحقيق مثل هذا الأمر صعب المنال في ظل ما يظهر اليوم من تناقضات عجيبة...
في ما سبق كان الاختلاف حول تحديد أول أيام عيد الفطر بين دولة وأخرى ووصل الأمر في الدول العربية مثلا إلى أن هناك ثلاثة أيام مختلفة للبدء بالاحتفال بعيد الفطر، وفي السنوات الأخيرة بدأت هذه الظاهرة تقل لأننا لاحظنا أن هناك شبه إجماع واتفاق على تحديد أول أيام عيد الفطر... ولكن على الرغم من ذلك فلقد تفشت ظاهرة أخرى أكثر غرابة وهي الاختلاف في تحديد أول أيام عيد الفطر في البلد الواحد...
ففي هذا العام مثلا أعلنت معظم الدول (وخاصة العربية منها وهي قريبة لبعضها البعض جغرافيا) عن أن يوم الجمعة 10 سبتمبر هو أول أيام عيد الفطر، ومن هذه الدول نذكر مثلا السعودية وتونس والأردن وفلسطين والكويت والإمارات وقطر واليمن والسودان ومصر، ولكن في العراق لم يعلن عن أن عيد الفطر سيكون يوم الجمعة إلا ديوان الوقف السني، وفي لبنان أعلنت دار الإفتاء (وهي أعلى هيئة سنية في لبنان) أن يوم الخميس هو المتمم لشهر رمضان المبارك وعليه يكون يوم الجمعة أول أيام عيد الفطر السعيد، وفي المقابل نجد أن شيعة لبنان الذين يتبعون المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله شرعوا في احتفالهم بعيد الفطر يوم الخميس 9 سبتمبر وهو التاريخ الذي حدده وأعلن عنه مكتب المرجع الشيعي المذكور، ولا شك أن الأمر هو نفسه في العراق.
في ما سبق كان الاختلاف حول تحديد أول أيام عيد الفطر بين دولة وأخرى ووصل الأمر في الدول العربية مثلا إلى أن هناك ثلاثة أيام مختلفة للبدء بالاحتفال بعيد الفطر، وفي السنوات الأخيرة بدأت هذه الظاهرة تقل لأننا لاحظنا أن هناك شبه إجماع واتفاق على تحديد أول أيام عيد الفطر... ولكن على الرغم من ذلك فلقد تفشت ظاهرة أخرى أكثر غرابة وهي الاختلاف في تحديد أول أيام عيد الفطر في البلد الواحد...

ففي هذا العام مثلا أعلنت معظم الدول (وخاصة العربية منها وهي قريبة لبعضها البعض جغرافيا) عن أن يوم الجمعة 10 سبتمبر هو أول أيام عيد الفطر، ومن هذه الدول نذكر مثلا السعودية وتونس والأردن وفلسطين والكويت والإمارات وقطر واليمن والسودان ومصر، ولكن في العراق لم يعلن عن أن عيد الفطر سيكون يوم الجمعة إلا ديوان الوقف السني، وفي لبنان أعلنت دار الإفتاء (وهي أعلى هيئة سنية في لبنان) أن يوم الخميس هو المتمم لشهر رمضان المبارك وعليه يكون يوم الجمعة أول أيام عيد الفطر السعيد، وفي المقابل نجد أن شيعة لبنان الذين يتبعون المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله شرعوا في احتفالهم بعيد الفطر يوم الخميس 9 سبتمبر وهو التاريخ الذي حدده وأعلن عنه مكتب المرجع الشيعي المذكور، ولا شك أن الأمر هو نفسه في العراق.
أليس غريبا أن يقع مثل الانشقاق؟! أ وليس مضحكا أن المسلمين في البلد الواحد ـ بل لعلهم جيران في الحي الواحد ـ لا يقدرون على الاتفاق على تحديد موعد موحد للبدء في الاحتفال بأيام عيد الفطر؟! هل ثمة تبريرات وذرائع لهذا الانشقاق غير المفهوم أقوى من ضرورة أن يسعى المسلمون ( سنة وشيعة، شرقا وغربا) إلى أن تكون كلمتهم كلمة واحدة؟! أليس هناك حد أدنى للاتفاق بين المسلمين لا يمكن النزول تحته؟! ألا يمكن اعتبار تحديد أول أيام عيد الفطر هو الحد الأدنى الذي لا يمكن أن يقع تجاوزه بالنزول تحته؟! هل من الضروري ليظهر جماعة السنة أنهم سنة وجماعة الشيعة أنهم شيعة أن يصل بهم الاختلاف في أمر لا يحتمل الاختلاف فيكون لكل جماعة منهما عيدهم الخاص بهم ؟! أسئلة كثيرة تبحث لها عن أجوبة من الصعب أن تعثر عليها في ظل هذه التفرقة وهذا التشرذم الذي ينذر بأن يأتي يوم يكون فيه للقبيلة الواحدة أو "العرش" الواحد أو العائلة الواحدة عيد فطرها الخاص بها ...
صاحب رأي







Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 29563