يحدث في النادي الإفريقي : معاناة فريق بين التأزم الموجود و التعقل المنشود

يعيش فريق النادي الإفريقي في بداية هذا الموسم وضعية صعبة جدا وأزمة خانقة للغاية استمرت تقريبا منذ نهاية الموسم المنقضي، ولهذه الأزمة الخانقة وجوه عديدة إدارية وفنية وجماهيرية، والجميع يعلمون بما وقع إبان اختيار رئيس للجمعية وما حدث قبل انعقاد الجلسة العامة للفريق وبعدها وما رافق ذلك من تأجيل وتردد وإعلان قرارات ونقضها وفوضى في بعض الأحيان ومن توتر وفعل ورد فعل وتشكيك في قانونية انعقاد الجلسة العامة، دون أن ننسى المشاكل التي حدثت في انتداب بعض اللاعبين وتجديد عقود بعضهم الآخر، ولكن في النهاية انعقدت الجلسة العامة التي أفرزت السيد الشريف باللامين رئيسا لفريق باب الجديد، وهذا أمر واقع لا بد من الأخذ به والخضوع له والتعامل معه بقطع النظر عما رافق هذه العملية من تشكيك وصل إلى حد عرض الأمر على "الكناس" للنظر في مدى قانونية انعقاد الجلسة العامة للفريق وما تمخض عنها من قرارات، وانطلق العمل ـ ولو في ظروف غير جيدة ـ فوقع انتداب المدرب الفرنسي فرانسوا براتشي ليقود الفريق هذا الموسم بمساعدة ابن الإفريقي عادل السليمي، وبما أن التحضيرات لم تكن مركزة في ظل تلك الأجواء الخانقة والصراعات الخفية بين عدد من الأطراف وفي ظل التجاذبات الحاصلة وبما أن هناك تغييرات جذرية حصلت في الفريق على جميع الأصعدة فإن الانطلاقة في هذا الموسم الجديد لم تكن موفقة، إذ انقاد الفريق في الجولة الافتتاحية من الرابطة المحترفة الأولى إلى هزيمة ضد النادي الرياضي البنزرتي في ملعب 15 أكتوبر ببنزرت ...
هذه الهزيمة لم يتقبلها أحباء الفريق و لم يهضموها بالمرة، فردوا الفعل بعنف شديد وبأشكال مختلفة تجاه جميع الأطراف من مسؤولين ولاعبين وإطار فني وتضاعفت انتقاداتهم وكبرت فزاد وضع الفريق تأزما وتدهورا وفوضى وازدادت الأجواء توترا وتكهربا، حتى أن النادي الإفريقي يعيش حاليا فترة سيئة جدا لا تليق بفريق كبير مثله ...
صحيح أن الفريق انقاد إلى هزيمة في أول مباراة له هذا الموسم ، ولكنها هزيمة غير مفاجئة، فهي أولا جاءت في سياق الظروف الصعبة والخاصة التي عرفها فريق باب الجديد هذا الموسم، ثم لا ننسى أن
الفريق الذي واجهه مستواه جيد ويتوفر على لاعبين شبان يتقدون حيوية ونشاطا، فالنادي الرياضي البنزرتي عرف الاستقرار وقام بتحضيرات ممتازة مكنته من أن يكون مستعدا كما يجب وبالتالي فإن انتصاره كان منطقيا، إضافة إلى أن النادي الإفريقي سبق له أن انهزم في الموسم الماضي ضد السي آ بي في الجولة الثانية ذهابا، وهذا أمر عادي جدا، ولو فاز الإفريقي في مباراة الجولة الافتتاحية هذا الموسم فهل سيقول الأحباء إن فريقهم يمر بفترة زاهية وإن وضعيته مطمئنة ؟؟!! طبعا لن يفعلوا ذلك ولن "يغطوا عين الشمس بالغربال" لأن النادي الإفريقي ببساطة شديدة في فترة انتقالية عسيرة تحتاج الهدوء والتريث والحكمة والتعقل ...
هذه الهزيمة لم يتقبلها أحباء الفريق و لم يهضموها بالمرة، فردوا الفعل بعنف شديد وبأشكال مختلفة تجاه جميع الأطراف من مسؤولين ولاعبين وإطار فني وتضاعفت انتقاداتهم وكبرت فزاد وضع الفريق تأزما وتدهورا وفوضى وازدادت الأجواء توترا وتكهربا، حتى أن النادي الإفريقي يعيش حاليا فترة سيئة جدا لا تليق بفريق كبير مثله ...
صحيح أن الفريق انقاد إلى هزيمة في أول مباراة له هذا الموسم ، ولكنها هزيمة غير مفاجئة، فهي أولا جاءت في سياق الظروف الصعبة والخاصة التي عرفها فريق باب الجديد هذا الموسم، ثم لا ننسى أن

هنا أنا لا أبرر الهزيمة ولكن ينبغي لأحباء النادي الإفريقي أن يعلموا جيدا أن فريقهم غير جاهز كما يجب وكما هو مطلوب، ومن الضروري في مثل هذه الحالة أن يتحلوا بالصبر وأن يساندوا ناديهم في هذه الظروف العسيرة بقطع النظر عن الأسماء الموجودة في الفريق من إداريين وأطباء ومدربين ولاعبين لأن كل هؤلاء ذاهبون بينما النادي الإفريقي باق بشموخه وعراقته و أمجاده، فعلى الأقل لا تتعكر الأمور أكثر، وحينما يحين الإصلاح يكون ممكنا وسريعا وناجعا و ناجحا، وعلى هذا الأساس فإنهم مدعوون بكل إلحاح إلى أن يقفوا إلى جانب فريقهم في أزمته الخانقة هذه، هم من حقهم أن يحتجوا وأن يعبروا عن رفضهم لعدة أشياء ، ولكن من الخطأ أن تقع الإساءة للفريق عن قصد أو عن غير قصد، فما يحصل الآن هو شكل من أشكال الإساءة إلى فريق باب الجديد حتى وإن كان ذلك عن حسن نية، ولذا فإنّ على الأحباء أن يلتفوا حول فريقهم يسندونه ويدعمونه دون قيد أو شرط حتى تزول الأزمة وتتحسن الأوضاع لا أن يعمقوا جراحه ويزيدوا من معاناته بدعوى الغيرة عليه والدفاع عن مصالحه ... اليوم فريق باب الجديد في حاجة أكيدة إلى أبنائه الغيورين الذين يسعون إلى معالجة الأزمة في هدوء بعيدا عن التشنجات والتوترات وتصفية الحسابات وجعل الفريق رهن المسائل الشخصية الضيقة ...
في خلاصة إن ما يقع في فريق النادي الإفريقي اليوم لا يليق به ويعدّ خطأ كبيرا يرتكب في حقه، ومن المفروض أن لا تتأزم الأوضاع إلى هذا الحد، فهل يبادر أحباء الإفريقي الصادقون إلى إيقاف هذا النزيف ووضع حد لهذا التدهور واضعين نصب أعينهم حرصهم اللامحدود على ضمان مصلحة فريقهم قبل أي شيء آخر؟؟!! فريقهم في انتظارهم وفي انتظار وقفتهم الحقيقية التي تبرهن عن حبهم و عشقهم له و تعلقهم به ...!!
ياسين الوسلاتي
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 28981