زنا القلوب 3

<img src=http://www.babnet.net/images/5/zina75.jpg width=100 align=left border=0>


اختطفتها من شرودها قبلة طبعت على خدها نزلت على قلبها ثلجا ونارا.. ألازلت تحبين القهوة حلوة.. لا لأجل الرجيم.. أنت جميلة دون رجيم ستشربينها اليوم حلوة كما كنا نشربها معا في الكلية أتذكرين.. وعدتني أن نمضي اليوم سويا وستنصاعين لأوامري "فانا في الهوى متحكم متسلط في كل عشق نكهة استعمار فاستسلمي لإرادتي ومشيئتي" أغمضت عينيها واستسلمت لتيار من الكلمات التي لم تقل لأنثى قبلها.. يقتلها غروره ويشعل استبداده جنونها الكامن تحت الرماد طالما ارتبط لديها مفهوم الأنوثة بالجنس ولكن معه أدركت أن أجمل ممارسة للحب هي تلك التي تكون في العقل حيث تتعانق الأرواح والأفكار..

احتسيا القهوة معا.. قلبها يكاد يتوقف من فرط السعادة بالكاد تتمالك نفسها تكاد أن ترتمي في حضنه وتنام للأبد..

تذكرت قصيدة لأحلام مستغانمي عن عاشقين جمدت السنوات عشقهما تمنت لو تنطبق عليها تلك الكلمات لو تقول "ارفع طاولتك أيها الحب حان لهذا القلب أن ينسحب".. لو تعود إلى المنزل فتجد زوجها يضيء مئات الشموع يراقصها ويغازلها يهمس في أذنها كلمات لا تشبه تلك الكلمات البالية التي تعودت سماعها لو يترك الأدب والحياء جانبا.. لو يغازل نساء الكون ثم يعترف في حضنها أنها أميرة النساء.. لو يفقد عقله يوما واحدا.. ساعة واحدة ويعاملها كعشيقة متوحشة لا كزوجة محترمة.. تحتاج المرأة أحيانا الخروج عن المألوف وكسر كل أصنام المنطق والروتين.. تحتاج مساحة لممارسة التمرد والثورة..



هل جئت لتغرقي في التأمل.. تكلمي طالما عشقت ثرثرتك حتى المواضيع التي لم تكن تهمنا كنت أتمتع بسماعها.. لما لم تتزوج؟؟.. لن أقول مثل كل الأغبياء إني وفي لحبك ولن أتزوج غيرك ولكن صراحة لم أجد امرأة تزلزل كياني كما فعلت.. امرأة يغتالني جنونها كما اغتلت لم أقابل واحدة تختزل نساء العالم بكل تناقضاتهن مثلك.. امرأة شرقية الملامح غجرية الطباع.. رومانسية حتى الانهيار متوحشة حتى الجنون.. دمعت عيناها.. ما أحوجها لإحساس كهذا لرجل ينقلها لعوالم أخرى كادت أن تنساها..
هل لديك صورة لابنتيك؟ متشوق لرؤيتهما.. اجل صور كثيرة لا تفارقني وفيديو.. وأخذا يشاهدان معا الصور ما أجملهما ولكن تبقين الأجمل.. لأول مرة تحس بأنهما تشبهانها.. نفس النظرة والابتسامة.. نظرت لزوجها وهو يمسكهما وكأنها تراه للمرة الأولى.. اللــّـــــــــــــــــــــــــــه ما أجمل هذا الحياء الذي يغازل عينيه.. لما لم تدرك من قبل أن الحياء زينة لا عيب على الأقل معه تضمن انه لن يخونها ولو بالنظر لأخرى وانه سيكون لها وحدها.. واصلا مشاهدة الفيديو.. هذا يوم قضيناه على الشاطئ.. أروع أب في العالم لا يكف عن ملاعبة الصغيرتين وطالما عاملها هي الأخرى كطفلة مدللة.. حبيبها قد يكون أروع رجل ولكن غريزة الأمومة في المرأة تجعلها تبحث أيضا عن أب صالح لأطفالها المفترضين.. اللــــــــــــــــــــــّه ما أعذب صوته طالما كانت تلاوته القرآن بلسما يشفيها من الأرق وحالات الإحباط والاكتئاب التي تعتريها أحيانا.. تداعت الذكريات.. تذكر كيف كان يستشيرها في الصغيرة قبل الكبيرة لم يكن يفعل شيئا دون إذنها صحيح أنها كانت تتمنى لو يتحداها ويفرض عليها أي شيء ولكن.. كانت روحه ولتزال.. يسعى جاهدا لإرضائها.. تذكر سعادتهما بميلاد الطفلتين وكم كان حنونا معها في اشد اللحظات قسوة وألما.. ما ذنبه حتى تفكر في آخر صباحا مساءا وفي أكثر اللحظات حميمية بينهما.. فقط تنقصه القليل بل الكثير من الجرأة والاستبداد والغيرة والجنون.. فقط التقليل من الخجل المفرط والسلبية في الحب... قطع حبل أفكارها.. هل تشعرين انك تسرعت عندما قررت الزواج ولم تعطيني فرصة لنكافح معا ونبني مستقبلنا سويا.. ها انك تزوجت بثري وبعد.. تبحثين عن حضن يحتويك وتعيشين على أطلال ماض هو أنا..يكفي ماذا سيفيد هذا الكلام الآن.. آسف سيدة عمري ولكني كنت سأنفجر إن لم اقل هذه الكلمات.. لا أريدها أن تبقى حبيسة صدري لا تعبثي بي ثانية احبك احبك ولا احتمل فكرة أن تخونيني مع زوجك كل ليلة.. ماذا سنفعل الآن هل ستظلين معه..؟؟
صوت ابنتها يرن في أذنها" ماما عندما اكبر أتمنى أن يصبح شعري طويل مثل شعرك وان أكون جميلة مثلك وان أتزوج رجلا مثل بابا".. تذكرت سعادة ابنتها وهي تنتظر بفارغ الصبر يومها الأول في رياض الأطفال حيث ستصطحبها هي ووالدها.. دمعت عيناها.. لست حبيبة صالحة ولا زوجة صالحة ولا أما صالحة.. أنا... لا ادري ما أنا.. أسالك الرحيل.. حدق بها مطولا ابتسم.. كنت متأكدا من هذا تخليت عني وأنت دون مسؤوليات فما بالك اليوم وأنت زوجة وأم.. دوما ادفع ثمن أنانيتك وأكون كبش فداء سعادتك الوهمية... تفضلي سيدتي.. اذهبي إليه.. إلى قصره البارد.. مثلي عليه الحب.. الزنا الحقيقي في شرع الهوى يا محترمة.. هو أن تعيشي مع رجل لا تحبينه وتمنحيه المتعة مقابل الاستقرار.. اذهبي ولكن لا تحلمي بالعودة.. غادرت مسرعة خوفا من أن تتراجع وتضعف وتدفن رأسها في صدره وتقول له خذني إلى عالم لا يسكنه غيرنا.. اقتلني.. واروي عطشك من دمي..

في المساء عاد زوجها.. مئات الشموع تضيء البيت موسيقى حالمة تملا أرجاءه استقبلته بعيون ساحرة.. هلا راقصتني.. ولكنك تعرفين أني لا أجيد الرقص.. لا باس سلمني نفسك وسأعلمك كل أنواع الرقص وكل بحور الشعر ودروسا في التعامل مع الأنثى.. سأعلمك كيف تحبني على طريقتي.. سأدع لكي نفسي.. أنا مستعد لما تريدين..ولكن حان وقت الصلاة الآن سأصلي وأعود حالا حافظي على هذه الابتسامة حتى أعود.. انتظر لنصلي معا أليست صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.
مديحة بن محمود







Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 28852

Moncef  (Tunisia)  |Mercredi 21 Juillet 2010 à 10:20           
On ne trompe pas sa femme , on se trompe de femme!!!!!!!

Dorra  (Tunisia)  |Mardi 20 Juillet 2010 à 18:19           
@hassen
je ne cherche pas la provocation ou la segrégation entre homme et femme; au contraire j'ai voulu enrichir les modèles discutés par madiha, il y a des femmes comme l'exemple présenté ou le mari respecte sa femme et l'adore alors que sa femme pense à son ex boyfriend et fait des comparaisons
mais il ya aussi le modèle de la femme qui subit les caprices et l'indifférence de son mari et espère qu'il soit un jour pour elle seulement.
c'était juste une proposition car c'est un dossier très grand et en témoigne le taux de divorce élevé en tunisie qui a poussé l'etat à inventer le poste de médiateur pour régler les cas de divorces avant d'arriver devant les tribunaux

Hassen  (Tunisia)  |Mardi 20 Juillet 2010 à 14:14           
@dorra
pourquoi tu cherches la provocation? je crois que madiha a écrit sa propre biographie et c'est une bonne leçon que beaucoup de filles doivent méditer sur ces péripéties.
maintenant lui demander d'écrire sur les caprices et les désirs des hommes, tu tombes dans la provocation. avoir un passe temps tel que le foot, le café et les amis n'a rien de récriminateur, d'ailleurs c'est un moyen qui éloigne les hommes de chercher autre chose tel que l'adultère et la fornication des coeurs.
je ne défends personne mais je suis contre la ségrégation femme/homme.

Dorra  (Tunisia)  |Mardi 20 Juillet 2010 à 11:16           
@ مواطن غير صالح
النهاية ترضي أنصار الفضيلة لا أنصار الرجم
ولعلمك لا يوجد سلطان على القلب إلا العقل لذلك على الإنسان أن يكبح جماح عواطفه وجنونه كلما أحس أن جنونه سيعود بالوبال عليه
برافو مديحة وأقترح عليك أن تتناولي الموضوع بالعكس، يعني وضعية امرأة صالحة وملتزمة تزوجت من رجل عيناه زائغتان ولا يبحث إلا عن إشباع نزواته والتمتع بالكرة والقهوة والأصحاب
فهذا النموذج موجود أيضا في بلادنا

Ouns  (Germany)  |Lundi 19 Juillet 2010 à 16:45           
Je craignais une chute brutale a la quentin tarantino!!!
madiha ben mahmoud nous a fait aterrir tout en douceur sur un coussin de plume.
j ai beau me dire que ce n etait qu une fiction,je n en esperais pas moins cette fin heureuse.
bravo madiha ben mahmoud et merci.

Bahnes  (Canada)  |Lundi 19 Juillet 2010 à 12:32           
Rabi ytayah bina bnet lahlel mra sal7a tkaf rabi

Tounsi  (Tunisia)  |Lundi 19 Juillet 2010 à 09:10           
Bonjour a vous tous:

@l'observateur: très bien dit "المحترف تحفى له الأبصار لقراءة ما يخطه"



مواطن غير صالح  (Tunisia)  |Lundi 19 Juillet 2010 à 00:40           
رغم جنون الرواية كنت متاكدا ان نهايتها ستكون عادية او كنوع من التوق الى حلم منشود ..فنحن في مجتمع لا يؤمن كثيرا بالجنون ولا يفقه الا في التحليل والتحريم ..نهاية محزنة لانصار الحب والحياة..صلاة في النهاية قد لا تغير شيئا في الواقع ولكنها سترضي كثيرا من القراء ممن رأوا في بطلتها مجرمة تستحق الرجم..برافو مديحة رغم النهاية العادية وفقت في تصوير قصة امراة موجودة في غالبية بيوتنا


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female