استعدوا... سنحارب

<img src=http://www.babnet.net/images/5/showoffbig.jpg width=100 align=left border=0>


طبول الحرب تقرع في كل مكان.. أجراس الإنذار تصم الآذان.. يبكي الأطفال لسماع صوت المدافع والرشاشات.. الدماء تسيل على الجبهة مطهرة سنوات من الصمت والجبن والعار.. الجثث هنا وهناك.. لا صوت يعلو صوت الرصاص ولا رائحة غير رائحة الموت ولا كلمه تعلو كلمة "الله أكبر.. سننتصر".. ليس هذا مشهدا من فيلم أو مسلسل إنما هي الصورة التي تتبادر للأذهان عندما نسمع عن حمى التسلح العربي..

فحسب المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية بلندن أنفقت دول الخليج خلال 15 سنة الأخيرة ما يزيد عن 300 مليار دولار على شراء الأسلحة.





وبين تقرير الكونغرس في سبتمبر الماضي حول سوق السلاح أن الإمارات الأولى عربيا في سباق التسلح سنة 2009 بقيمة 9.7 مليار دولار وكانت قد عقدت سنة 2000 صفقة بقيمة 4.6 مليار دولار تتمثل في شراء 80 طائرة مقاتلة F16 من الولايات المتحدة الأمريكية في حين أنها لا تمتلك أصلا زادا بشريا قادرا على استخدام الأسلحة إذ أن عدد سكانها محدود إلا في حال استقدام مرتزقة ليحاربوا عنها..

وتليها السعودية بقيمة 8.7 مليار دولار والمغرب بقيمة 5.4 مليار دولار.

ودأبت السعودية منذ الثمانينات على توقيع صفقات أسلحة مع بريطانيا مقابل البترول وبلغت مشترياتها سنة 1996 تسعة مليار دولار وعقدت في 2006 صفقة ضخمة بقيمة 17.6 مليار دولار لشراء 72 مقاتلة حربية في حين لم يتجاوز إجمال مساعداتها لأعمار لبنان في نفس السنة اثر حرب تموز على سبيل المثال 2 مليار دولار منها 1.5 مليار دولار على شكل ودائع قابلة للاسترداد. وكانت صحيفة "الغارديان" أقرت الأسبوع الماضي أن السعودية تنوي شراء سلاح نووي من باكستان ردا على سعي إيران لامتلاك ترسانة نووية لا خوفا من إسرائيل أو ردعا لها..

وتعتزم الكويت إبرام صفقة مع فرنسا لشراء 28 من مقاتلات "رافال" لتضيفها إلى مخزونها العسكري..

وأكد مدير الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري على وجود عقود لتزويد سوريا –الحليف الاستراتيجي لحزب الله- بمقاتلات ميغ29 ومدرعات ومنظومات للدفاع الجوي قصير المدى وكانت سوريا قد وقعت السنة الماضية صفقة تضم صواريخ كتف من طراز اسكندر يصل مداها إلى 280 كلم وتواكب جارتها الأردن "موضة" التسلح حيث ذكر موقع cnn أن سلاحا روسيا أردنيا يتم تطويره اسمه"الهاشم" من نوع اربي جي 32 قادر على تدمير كل أنواع الدبابات كما طلب الأردن رسميا شراء 85 صاروخ جو-جو AIM-120C-7 الأمريكي مع معدات الدعم الفني وستة صواريخ أمرام في صفقة تقدر ب131 مليون دولار حسب المنتدى العربي للدفاع والتسليح.

حتى مصر التي يعاني شعبها الأمرين من غلاء المعيشة وتدني مستوى الخدمات خصصت وفق صحيفة"مأرب برس" سنة 2004 2.7 مليار دولار نفقات دفاع في حين أن الدخل القومي لا يتجاوز 82 مليار جنيه..

حمى التسلح لم تقتصر على دول الخليج التي استغلت عائدات البترول لذلك ولا الدول المجاورة لإسرائيل إنما انتقلت لدول المغرب العربي فتقرير الكونغرس السابق ذكره بين أن المغرب يحتل المرتبة الثالثة عربيا في سباق التسلح وبلغت ميزانية الجيش الملكي سنة 2004 ستة مليار دولار ليحتل بذلك المرتبة 12 عالميا من حيث الميزانية العسكرية وعقد صفقة لشراء 24 طائرة مقاتلة F16 أمريكية ب2.3 مليار دولار كما أعلنت عن انطلاق أشغال أول قاعدة بحرية عسكرية بكلفة 122 مليون اورو ولا يعلم إلى الآن هل أن هذه الأموال الطائلة تهدر لأجل الزينة والعروض العسكرية الملكية أم هناك نية لمواجهة بعض أطراف الصراع المغربي كالبوليساريو والقاعدة والجزائر والتي خصصت هي الأخرى 15% من الميزانية العامة أي قيمة 80 مليار دولار للجيش والأمن حسب هسبريس مستفيدة من تنامي مداخليها النفطية والغازية ووقعت مع روسيا صفقة قيمتها 7.5 مليار دولار تضمنت 28 طائرة حربية ورادارات وأنظمة صواريخ ارض جو و300 دبابة حديثة وغير بعيد عنها تواكب ليبيا هذا الركب حيث توجت زيارة العقيد القذافي لموسكو في 2008 بشراء 12 مقاتلة من طراز ميغ29 ودبابات من طراز تي90 وغواصة وصواريخ دفاع جوي بقيمة 2.2 مليار دولار وخلال زيارة ساركوزي الأخيرة تم إبرام صفقة تعلقت بتحديث 30 طائرة عسكرية ومدنية وكانت طرابلس أعلنت اثر انتهاء أزمة الطاقم الطبي البلغاري عن توقيع عقد مع المجموعة الأوروبية لشراء صواريخ ميلان ونظام اتصالات بقيمة 128 مليون اورو....

المخازن العربية تكاد تنفجر من كثرة العتاد... المعدات الحربية يعلوها الصدأ فلا تستعمل إلا عند الاستعراض في الأعياد الوطنية مع العلم انه بمرور الزمن تتحول ملايين الدولارات إلى مجرد خردة تتطلب ملايين أخرى للصيانة والتحديث أو يبحث لها عن صرفة لجلب أسلحة احدث من سوق دائمة التجدد..

ولئن استغل قياصرة الصحراء أموال البترول للتسلح بعد الذعر الذي تم زرعه في في نفوسهم من الزحف الإيراني ولئن نتفهم جنوح الأردن وسوريا وحزب الله نحوه بوصفها مناطق ساخنة ومتوترة.. فان وجود المغرب العربي في هذا السباق يطرح عديد التساؤلات...

فلماذا تسارع الدول العربية بشراء الأسلحة في حين أنها محمية من خلال القواعد الأمريكية والمعاهدات وسياسة النعامة؟؟

ليت ملايين الدولارات هذه المنفقة على التسلح العسكري وفرت للتسلح بالعلم من خلال تخصيص جزء هام من الميزانية لتحسين التعليم والبحث العلمي وإنشاء مشاريع لاستعاب البطالة في الدول العربية محدودة الموارد وبعث وسائل إعلام محترمة ونزيهة تساهم في إرساء مناخ ديمقراطي وهكذا يتم الحد من خطر الإرهاب الذي عزت له دول كثيرة حمى التسلح التي تعيشها...

مديحة بن محمود



Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 27943

TT  (Tunisia)  |Lundi 17 Mai 2010 à 17:15           
لماذا كل هذا التحامل على الشعوب العربية فمواردهم تستنزف و تدفع للمستعمر بالمعنى الجديد في حين أنه من الأجدر لو أننا رفعنا عليه ظلم و بطش الإستعمار من خلال الإستثمار في التعليم و انتشاله من الجهل.

Jamel  (Tunisia)  |Lundi 17 Mai 2010 à 17:13           
يا امة ضحكت من جهلها الامم

Abou Aya  (Tunisia)  |Lundi 17 Mai 2010 à 16:52           
إن الذي يأتي من كوكب آخر و يشاهد درجة التسلح و الميزانيات المخصصة لشراء الأسلحة يقر بأن الحرب على الأبواب أو أن طبولها قد قرعت و هو ما عبر عليه عنوان المقال "استعدوا... سنحارب" لكن المتمعن و المتبصر في السياسات العربية، و التي وإن تعددت فإنها تصب في واد واحد ألى وهيا الولاء لأمريكا، يدرك أن التسلح هو وسيلة لإرضاء هذا الكبير المسيطر من خلال تخصيص جزء من أموال الشعب و قوتهم تعطى كجزية للحفاظ على سيادة البلد .

Monia  (Tunisia)  |Lundi 17 Mai 2010 à 15:34           
Bien dit les recherches sientifique , l'education et les media meritent plus ces millions de dollards car ils dont un arme plus fort que les armes traditionel

Maktoub  (France)  |Lundi 17 Mai 2010 à 15:15           
@baldaquino
merci

Amel  (Tunisia)  |Lundi 17 Mai 2010 à 13:13           
صحيح التسلح هو وسيلة لارضاء امريكا وكسب ودها من خلال انعاش اقتصادها وهي من بعد تستطيع استرجاع هذه الاسلحة في اي لحظة مثلما فعلت مع العراق وليبيا

Adchrm  (Tunisia)  |Lundi 17 Mai 2010 à 11:15           
لو كانت هذه الأسلحة تشكل أدنى خطر على عدو الأمة الرئيسي وهم الصهاينة طبعا لما وصلت إلى هذه الدول العربية أصلا ولكن الجميع يعلم أنها ضرائب مبهرجة تفرضها الدول المتقدمة على غيرها #المتخلفة# لإنعاش إقتصادها على حساب ضعفاء الحال العرب.
كيف يمكن لعدو تاريخي أن يقدم السلاح لعدوه أم أننا سنصدق منطق الحلفاء والأصدقاء الذي يتشدقون به علينا. هي فقط علاقة العبد بسيده
الحمد لله أن تونس لا تراهن على مثل هذه الأساليب للبحث عن القوة

Abu hayen  (Tunisia)  |Lundi 17 Mai 2010 à 10:17           
مقال في بلاصتو دول الخليج وحتى الاخرى لم تعتبر مما حصل للعراق من تشجيع امريكي له للتسلح لمواجهة ايران ومن ثمة اسقاطه وهو ما يحصل الان زرع الخوف في عقول الدول العربية من خطر السلاح النووي الايراني حتى تساعدهم هذه الدول بالعتاد والقرب الاستراتيجي من ايران على ضرب ايران ومن ثمة ...لكل حادث حديث

No mercy  (Qatar)  |Lundi 17 Mai 2010 à 10:03           
On doit critiquer quand t'il le faut et donner le merite quand t'il le faut..
c'est comme ca qu'on pourra avancer.la tunisie a choisi la meilleur option peut etre faute de moyen mais encore paqrcequ'on est un pays de paix,de tolerance..
it's "useless" cette course aux armement.la moitie' des pays arabes souffrent d'analphabetisme,de pauvrete' et de misere' et leurs vrais grands soucis est l'armement..
ta5alloffff

Baldaquino  (Tunisia)  |Lundi 17 Mai 2010 à 08:44           
Merci dieu de m'avoir fait naitre tunisien

alors que la tunisie investit dans l'éducation pour développer « la matiére grise » nos voisins font du la musculation rien que pour s'exhiber comme des paons.
les marocains achètent des « f16 », les algériens des « sukhoi », les lybiens des « mig »... par contre la tunisie n'achète rien!!! mais elle fabrique des pièces mécaniques pour des avions militaire comme le « f16 », le câblage des « boing » et demain des « airbus » made in tunisia qui survoleront les airs de nos voisins !

voila le vrai sens de mot "force"


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female