تونس خضراء القلب ... والأرض

<img src=http://www.babnet.net/images/5/tunisieforum75.jpg width=100 align=left border=0>


أحياناً تنشأ بينك وبين بعض الأماكن .. صلة قرابة من نوع ما لا تكاد تنفك عنك .. ولا يطمئن لك بال .. حتى تؤدي واجباتك الاجتماعية تجاهها : من زيارة .. واستجمام .. وارتباطات عمل .. !!

تونس .. من هذه الأماكن ..!!





تلك " البقعة " الساحرة .. الهادئة .. المتدثر " جسدها " بردائه الأخضر .. الممتد على ساحل الشمال الإفريقي .. تحرسه دونما غفلة شواطئ زرقاء : غاية في الروعة ، والجمال .. والنظافة .. يكاد ماؤها يضيء .. ويكاد ثرى شواطئها يغريك بافتراشه و"العبث " به دونما .. حواجز تذكر !!

عندما أعود بالذاكرة قبل ثلاث سنوات ... وأنا أتابع متطلبات رسالتي الجامعية كطالب .. في مرحلة الدكتوراه .. في هذا البلد الطيب .. كان همي : كيف أستطيع أن أوفق بين الدراسة .. وبعد المسافة .. !؟

بين مشاعر : كانت لا تزال مدفونة في نجد .. وبين أحلام " منامات متقطعة " تنتظر من يُعَبّرها لي : في ساحات جامع الزيتونة العتيق .. الموغل في التاريخ .. وحدائق قرطاج الفارهة .. تلك المدينة : ذات الفن المعماري الفريد .. والذوق الرائع .. والإبداع الإنساني

" الناطق " للعيان .. !!

مرت الأيام .. وتم تعبير الأحلام .. حتى جاء اليوم الذي أصبحت أردد فيه ، كلما أعلن فيه كابتن الخطوط السعودية : عن لحظة هبوط الطائرة مردداً عبارته المحببة " حمداً لله على سلامتكم في مطار تونس قرطاج الدولي .. درجة الحرارة الخارجية تشير إلى (؟) ... أظنها لم تتجاوز 30 درجة في " عز الصيف " ..!!

أقول : لقد أصبحت أردد عند كل نزول :

أحرقت من خلفي جميع مراكبي ...

إن الهوى أن لا يكون إياب .. !!

غني عن الذكر .. أن علاقتي بهذا البلد الجميل لم تنته بانتهاء الدكتواره .. في زيارتي الأخيرة .. لم أدخلها طالبا .. وإنما زائراً سائحاً .. ومسافراً عائداً .. إلى بلده الثاني .. وضيفاً على أصدقاء وأساتذة ، أصبحوا لي أهلاً .. وموطناً .. وذوي قربى .. !!

كنت قد طفت بالبلاد شرقاً .. وغرباً .. كلما زُرتُ مدينة أَنْسَتنْي أُختَها ..!!

الشواطئ الذهبية تمنحك كل ما يمكن أن يتيحه البحر من مُتَعٍ .. وراحة بال ..

الغابات .. والمساحات الخضراء .. وحقول الفواكه لا سيما البرتقال لها جاذبية تستعصي على المقاومة .. حتى حرارة شمسها تحسبها لطيفة .. إلى درجة تظنها تساعد على انتشار الروائح الفواحة المنبثقة من أزهار الياسمين و" نوار " البرتقال المنافس لأطيب .. الأطياب .. !!

كثيرة هي المرات التي تنتابني فيها رغبة الكتابة عن "بلد الزيتونة " لكنني سرعان ما أحتار .. بماذا أبدأ .. وبماذا أنتهي .. ؟!! حتى يختفي المقال بين " خلاف " لا ينتهي بين شواطئ سيدي بوسعيد : أولى عجائب الدنيا السياحية السبع .. وبين شواطئ مدينة سوسة الفندقية ذات النجوم السبع .. !!

" خلاف " يمتد بين الاستمتاع بالتجوال في شارع الحرية الذي يشعرك بأنك فوق " سير متحرك " وأنت تنعم بمعالم المدينة ذات الجاذبية الثرية بعبق الماضي .. " رشاقة الجمال " و " الشموخ الرائع " .. والهدوء الوديع .. !!

وبين الانبهار بالمعالم التاريخية التي تزخر " بعبق الماضي " فهذه " القيروان " المعقل الحضاري .. والمقصد العلمي .. والتاريخ المشرف الذي لا ينتهي .. !!

وهذه جامعة الزيتونة التي يستمر عطاؤها .. وفيض علمها ، منذ قرون .. وقرون .

"خلاف " يمتد بين التَمَشْي في الأسواق العامرة التي لا تملها .. !! وأنا بطبعي ملول .. !! وبين التجوال في " الضواحي " .. و" إقليبيا " .. و " الهوارية " .. ومزارع البرتقال ... فتلك فتنة أخرى .. !!

قبل سنين دخلت تونس طالباً .. أسأل نفسي : متى أنتهي .. !!

والآن أدخلها.. مقبلاً .. محباً .. وأخرج منها " مشتاقاً " : إذ متى أعود

إليها .. !!؟

تذكرت مقولة دبلوماسي تونسي صديق حين قال لي : " دخلت الرياض باكياً ... وخرجت منها باكياً " .. !!

عرفت القليل من أهل تونس في بلدي السعودية ، عن بعد ، فأحببتهم ..!!

وعرفت الكثير من أهلها في بلدي تونس ، عن قرب ، فأحببتهم أكثر .. !!



ما أجمل أن تكون في بلد جميل ، آمن .. أَهلهُ : أهلُك .. !!

أختم بهمسة لكل مواطن ، تحدثه نفسه بزيارة " الخضراء " ..

كن خير سفير لبلدك .. وسوف "تدمن " السياحة في قرطاج ، فإن أهل " قرطاج " سوف يملؤونك دفئاً .. وحباً .. وياسمين .. ويحترمونك " برشة " ..!!

ليس فقط لأنك سائح من ضمن ستة ملايين سائح ؛ بل أيضا لأنك سفير خادم الحرمين الشريفين ... هكذا كان شعوري .. ولا زال .. وسيبقى بإذن الله ... فتونس إذا زرتها مرة .. ستعود إليها : حباً وشوقاً ، ألف مرة .. !!

فقد زرتها طلباً للعلم فكان لي ما أردت .. ثم عدت إليها ، طلباً للراحة ، والاستجمام ، و " التخفيف " من ضغوط العمل وارتباطاته .. فأغرتني سماؤها ، وأرضها بتمديد الإجازة ...

هذه تونس .. وهذا أنا .. يجمعنا حب الخير والجمال ... في أرض الجمال .. !! حتى صرت أردد مع شاعرها : أبو القاسم الشابي

أنا يا تونس الجميلة في لجّ الهوى قد سبحت أيّ سباحهْ

شِرعتي حبك العميق و إني قد تذوقت مُرّهُ و قراحه

لا أبالي ، و إن أريقت دمائي فدماء العشاق دوما مباحه
الدكتور أحمد الطويل
المصدر الرياض 27 ماي 2010


Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 27615

Objection500  (France)  |Jeudi 29 Avril 2010 à 19:15           
C est beau la tunisie,c est propre dans l ensemble,vive la paix

Esghaier  (Tunisia)  |Mercredi 28 Avril 2010 à 21:39           
Rabi y7mik ya bledi

الاستاذة ايمان  (United Arab Emirates)  |Mercredi 28 Avril 2010 à 21:14           
يعطيه الف صحة الدكتور على خاطر تونس في عيون العرب والاجانب الزائرين والمقيمين جنة في طقسها وجمالها وشواطئها وجبالها وشجرها ونسمتها وياسمينها الي توحشتو ورحابة صدر التوانسة الي الناس الككل في الخارج عندهم فكرة ايجابية على الشعب التونسي ولما يسمع تونسي يزيد احترامهم لانه والحقيقة تقال ان التونسية مضياف وسهل التعامل والتواصل معاه وهذا راجع لموقع تونس وتاريخنا والحمد الله الي الواحد كيف يتغرب يعرف قيمة بلاده خاصة من ناحية التعليم والصحة الشي الي
يميزنا على العديد من الدول العربية
ربي يحفظ بلادنا ان شاء الله

Ija n9ollek  (Tunisia)  |Mercredi 28 Avril 2010 à 16:23           
@souad; bravooooooooooooooooooooooooooooo j'ai noté 10/10

تونسي  (Tunisia)  |Mercredi 28 Avril 2010 à 13:50           
محلاك ياتونس

IBN ZEIDOUN  (Tunisia)  |Mercredi 28 Avril 2010 à 12:42           
آهو الغراب بدا يغرغر ، معروف وأن أي أحد كيف يشكر حاجة ،ولو هو غاض النظر على حاجات سلبية ، هو الراجل يشكر فما هوّاش من الكياسة أن نقمعوه ، فأين الكياسة ، *******

   (Tunisia)  |Mercredi 28 Avril 2010 à 12:02           
ما نعرفش ها الدكتور يحكي على قنديل باب منارة
والا يحكي بالعين اللي يشوف بيها هو كزائر سيرتو حكاية الشطوط الذهبية
شي يدوّخ
ما شافش الفضلات وقشور الدلاع في الصيف ولبيب للبيئة حبيب يصيحيعيطعط وعامل مجهودو وحد ما سمعو
هالدكتور هذا يجي سايح وعندو الدزّه باش يتفرهد كان جا كاري ومبلّع فيالكوش والحليب وفاتورة الضوء تجيه سبعين ألف ويركب في الكار الصفراء وساعات الكار تتعدّا للمركز على خاطر فيها برشا مرسكين عملو عركة مع الخلاص وكي يحضر ماتش كورة باش يتفرد ويعمل ديفولومون من آخر الكياس للي يوصل للمدارج وهو يتهنتل من الأعوان والمراقبين ع التسكرة ويفتشوه وبعديكه فريقو يخسر وتشد بعضها ويتوقف وكي يمشي لادارة باش يطلع ورقة تتطلع روحو معاها والوقوف في المحطة والمزود يشرقع
يكسرلك راسك وبارشا حاجات اخرى
على كل نشكروه اللي عطا صورة جميلة فيها جانب كبير من الحقيقة وما خفي كان اعظم
وغرغر يا غراب غرغر يا غراب

Il va le dire e  (Tunisia)  |Mercredi 28 Avril 2010 à 11:49           
المصدر الرياض 27 ماي 2010

donc l'article n'est pas encore ecrit !!!!

c'est juste les 5awater de l'auteur

Bent tounes  (France)  |Mercredi 28 Avril 2010 à 11:00           
Ou que je sois, je suis fière d'être tunisienne

IBN ZEIDOUN  (Tunisia)  |Mercredi 28 Avril 2010 à 00:52           
نشكر الأخ الدكتور على شعوره النبيل نحو بلده الثاني تونس الخضراء ،، وهذا مدعاة للغبطة والعرفان ، ومما يزيد في الشعور بالنخوة والسرور أن الدكتور حصل على الدكتوراه في تونس أيضا ، وذاك شرف ينضاف لها بدون شك ، لذا مرحبا بالأخ ضيفا وقريبا مقرّبا في بلده الثاني وليزدد الضيف صعودا في مدارج العلم والعرفان

SOUAD  (Tunisia)  |Mardi 27 Avril 2010 à 23:02           
Un article qui remonte la morale
et bain pour un instant j'ai oublié le stress des métros , l'embouteillage des rues par les voitures et mme par les gens , les klaxon des voitures, les files d'attente ..........mais comme même il faut voir le bon coté de mon pays

   (Tunisia)  |Mardi 27 Avril 2010 à 22:42           
Vraiment c'est la chose la plus merveilleuse que je n'ai jamais entendu dire sur ma chère tunisie.

Tounsia  (Tunisia)  |Mardi 27 Avril 2010 à 15:57           
حماك الله يا بلادي الجميلة و أبقاك دائما خضراء في عيون زائريك

Kimooooooo  (Tunisia)  |Mardi 27 Avril 2010 à 15:44           
Ca fait chaud au coeur de lire ces impressions d'un visiteur à notre chère tunisie

Lala  (France)  |Mardi 27 Avril 2010 à 15:40           
(أنا فيبالي غلط في العنوان (ياخي يحكي بجدو

Hamdi  (Tunisia)  |Mardi 27 Avril 2010 à 15:33           
أحلى ما سمعت وما قرأت من محب لتونس الخضراء أطال الله في عمرك وأبقاك بيننا


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female