هل تصلح /العقلية التونسية/ لممارسة حرية التعبير

بحت الأصوات الداعية الى مزيد من حرية التعبير عن آراء كنا ندفنها في أعماقنا في ظل اعلام لا يتكلم أغلبه عنا بقدر ما يضحك على ذقوننا، الى أن حلت /مرحومة الوالدين/ شبكة الأنترنيت لتفتح المجال للجميع للتعبير عن آرائهم وأفكارهم ولكن للأسف , لكم هائل من القذف والسب والتعنيف اللفظي.
ويعتبر الفايسبوك ملاذ الكثيرين للهجوم اللفظي بسبب اختلاف في رأي أو فكرة أو معتقد وبلغ التجريح أقصاه مع الدكتورة ألفة يوسف التي كانت صفحتها مرتعا لانتقادات جارحة ومهينة
لدى مناقشتها لقضايا تهم الفكر الاسلامي وخاصة بعد ظهور كتابها "حيرة مسلمة" الذي مثل فرصة للكثيرين ممن لم يقرؤوا ولو حرفا في الكتاب لاتهامها بالتطاول على الرسول الكريم وتحريف القرآن وطالبها البعض بارتداء الحجاب قبل التوغل في التفسير الديني لتنسحب بداعي "الاصابة اللفظية"
مدة طويلة.
ويعتبر الفايسبوك ملاذ الكثيرين للهجوم اللفظي بسبب اختلاف في رأي أو فكرة أو معتقد وبلغ التجريح أقصاه مع الدكتورة ألفة يوسف التي كانت صفحتها مرتعا لانتقادات جارحة ومهينة



كما كان المجاهرون بمعتقداتهم الفكرية أو الدينية عرضة للشتم ممن يدعون التدين ويرفعون شعارات المحافظة على التعاليم السماوية ليصل الأمر بالبعض الى تحليل دم هذا والدعوة الى ذبح ذاك على طريقة شيوخ الفتاوى ممن يهدرون يوميا دماء الناس وآخرهمالشيخ السعودي البراك

ولا يختلف الأمر على صفحات الجرائد الالكترونية والمنتديات والمدونات عند ابداء الرأي في المقالات المنشورة فينال صاحب المقال والشخصيات المذكورة فيه حظهم من الشتم والألفاظ "الشوارعية" وللطرافة كثيرا ما ينسى أصحاب التعاليق المقال ويهينون بعضهم البعض والجريمة "الاختلاف في الرأي" مما يضطر المشرفين الى حذف الكثير من التعاليق الخارجة عن الموضوع.
ومثلت الحرب الاعلامية بين الممثلين نصر الدين بن مختار ولطفي العبدلي فرصة لرؤية الشتائم تتكاثر على المواقع الالكترونية وتنال من شخص العبدلي خاصة الذي لم ترق للكثيرين مداخلته التلفزيونية


ويبدو هذا المناخ الالكتروني المشحون انعكاسا طبيعيا لتزايد العنف اللفظي والجسدي في مجتمعنا التونسي وانعدام أخلاقيات الحوار والالتجاء الدائم لقبضة اليد. لذلك يبدو التساؤل مفروضا وهو هل تصلح "العقلية التونسية" لممارسة حرية التعبير بهذا المستوى المتدني وبهذا العجز عن كبت الألفاظ السوقية والتجريح عند الاختلاف؟
قد لا تبدو الاجابة في صالحنا ولكن آلام حرية الكترونية بتجاوزات لفظية وأخلاقية أفضل ألف مرة من مناخ تعتيمي جامد تعبنا كثيرا من السباحة بين أمواجه الهادئة الى حد الملل.
حمدي مسيهلي
Comments
22 de 22 commentaires pour l'article 26654