كشف العورات العربية في المطارات الامريكية

<img src=http://www.babnet.net/images/5/atwan.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم عبد الباري عطوان - هدد وزير الداخلية الجزائري السيد نور الدين يزيد زرهوني، يوم امس الاول، بلجوء بلاده الى معاملة الرعايا الامريكيين والفرنسيين بالمثل، اذا لم يتم اسقاط الجزائر من القائمة التي يتم بمقتضاها اخضاع رعاياها الى تفتيش دقيق في المطارات الامريكية والفرنسية.
القائمة التي اشار اليها وزير الداخلية الجزائري تضم 14 دولة، جميعها عربية واسلامية باستثناء كوبا، اما الاجراءات التي ستطبقها الولايات المتحدة واجهزة مطاراتها على مواطنيها فهي تبدأ بفحص مؤخراتهم، رجالا كانوا ام نساء، خشية اخفاء متفجرات فيها، ومراقبتهم طوال فترة الرحلة في الطائرة حتى موعد وصولهم الى محطتهم الاخيرة، ومنعهم من الذهاب الى المراحيض الى ما قبل ساعة من موعد الهبوط.
هذه الاجراءات ستتم بعد مرورهم عبر الاجهزة الجديدة التي تفحص الجسم عاريا تماما، وبما يمكّن القائمين عليها بتفحص الاعضاء الجنسية للمسافر او المسافرة، خوفا من وجود قنابل لاصقة لا يمكن كشفها من خلال الاجهزة المستخدمة سابقا للتعرف على المواد المتفجرة المعدنية الطابع، الى جانب السكاكين او الخناجر.

المبررات الامريكية تتلخص في توفير اكبر قدر ممكن من الحماية للمسافرين جوا، بعد تزايد التهديدات الارهابية، وفشل الطالب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب في تفجير طائرة ركاب امريكية فوق مدينة ديترويت بعبوة كيمياوية اخفاها في ملابسه الداخلية. واعلن تنظيم 'القاعدة' في شبه الجزيرة العربية مسؤوليته عنها، وتبنيه الكامل لمنفذها.



التهديد الجزائري قد يكون متأخرا، وربما لن يحقق الغرض الذي أراده، لانه لم يتم في اطار موقف جماعي من قبل الدول المعنية المدرجة على القائمة، مثل المملكة العربية السعودية واليمن ومصر وسورية وليبيا وايران والعراق.
صحيح ان دمشق استدعت القائم الامريكي لابلاغه احتجاجها الشديد، والتلويح بالمعاملة بالمثل، وفعلت الشيء نفسه نيجيريا، واكتفت المملكة العربية السعودية بالتعبير عن استيائها، ولكن لم تعلن اي من الدول المدرجة على القائمة، وغالبيتها من الدول الحليفة لواشنطن، والمشاركة بفاعلية في الحرب على الارهاب، لم تعلن عن عزمها تخفيض حجم تعاونها الامني مع الولايات المتحدة، اذا ما سارت قدما في تطبيق هذه الاجراءات، بل ما يحدث هو العكس تماما، تحت ذريعة محاربة 'القاعدة' في اليمن وافغانستان، وشاهدنا جميع وزراء مجلس التعاون الخليجي يشاركون بحماس شديد في المؤتمرين اللذين دعت اليهما لندن في الاسبوع الماضي في هذا الخصوص، وتعهدوا بالمشاركة في صندوق مالي برأسمال مقداره نصف مليار دولار لاضعاف حركة طالبان، من خلال تشكيل 'صحوات افغانية' تشق الحركة، وكذلك ترتيب مؤتمر في الرياض، اواخر هذا الشهر، لانشاء صندوق مماثل لدعم اليمن.
' ' '
المواطن العربي والمسلم يتعرض الى ابشع انواع الاهانات والتفتيش المذل في المطارات الامريكية منذ احداث الحادي عشر من ايلول/سبتمبر عام 2001 ، ولم يحدث مطلقا، وطوال السنوات التسع الماضية، ان ادت عمليات التفتيش والتبصيم ولوائح المراقبة الى كشف رصاصة او سكين في امتعة اي عربي او مسلم.
مسؤولون عرب كبار، بعضهم وزراء، اهينوا في المطارات الامريكية ولم تفتح حكوماتهم فمها او لم تسحب سفراءها احتجاجا، مع استثناءات قليلة سمعنا عنها بمحض الصدفة.
فالسيد عبد الرحمن شلقم مندوب ليبيا في الامم المتحدة، ووزير الخارجية السابق، تعرض للتفتيش والاستجواب المهين من قبل رجال امن مطار نيويورك، اثناء عودته الى ليبيا في شهر آب (اغسطس) الماضي، رغم انه يحمل جواز سفر دبلوماسيا موضحاً فيه منصبه الرسمي.



سفير فرنسي من اصل جزائري واجه الموقف المهين نفسه، ولكنه رفض المثول للتحقيق، وغادر عائدا الى بلاده، وارسلت بلاده احتجاجا رسميا، وكذلك الجماهيرية الليبية التي هددت باغلاق السفارة الامريكية في طرابلس احتجاجا.
' ' '
بعد الاجراءات الجديدة لا نستغرب ان يتعرض وزراء وامراء وسفراء عرب، من 'علية القوم' لاهانات اكبر، وتفتيش 'معيب'، فالعناصر المكلفة بهذه المهمة في المطارات الامريكية تنفذ تعليمات، وتتعمد المبالغة في التعذيب النفسي، واهدار الكرامات، فمن المؤكد ان الذي تعامل بعجرفة مع المندوب الليبي في الامم المتحدة، وهو يعلم هويته ومنصبه، لن يتورع عن فعل الشيء نفسه، او ما هو اخطر منه، مع الامير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، او سفيره في واشنطن عادل الجبير، او مسؤولين جزائريين وسوريين وعراقيين وباكستانيين آخرين.
نحن الذين شجعنا الامريكيين على هذه الاهانات، عندما تعاونا بالكامل مع اجهزة الاستخبارات الامريكية دون اي تحفظ في اطار ما يسمى بالتنسيق الامني، بما في ذلك مطاردة مواطنينا، وفتح خزائن معلوماتنا وسجلات بنوكنا وحركة الاموال فيها، ودون اي شروط او مقابل، وكوفئنا في نهاية المطاف بفحص المؤخرات، والتعاطي معنا كمجرمين ارهابيين في انتقائية عنصرية مقيتة.
الامريكيون ارهابيون ايضا، ونحن لا نتحدث هنا عن الملايين الذين يقتلون على ايدي حكومتهم في العراق وافغانستان وباكستان، سواء تحت الحصارات او من خلال الغارات الجوية والطائرات بدون طيار، وانما عن الاشخاص العاديين ايضا، فمن فجر المبنى الشهير في اوكلاهوما وقتل المئات كان ارهابيا، وجنود الشركات الامنية الذين قتلوا المئات في العراق ايضا هم من الامريكيين او المتعاقدين معهم.
ونذهب الى ما هو ابعد من ذلك ونذكّر بتقارير نشرتها المخابرات الامريكية نفسها، حول نجاح تنظيم 'القاعدة' في تجنيد امريكان واوروبيين من الشقر ذوي العيون الزرقاء، لتنفيذ عمليات ارهابية ضد اهداف عربية وغربية.
ما نريد قوله ان هؤلاء يشكلون خطرا على الامن العربي، ولذلك يجب ان يعاملوا وفق الاجراءات الامريكية الجديدة في المطارات العربية، وليس فقط من منطلق المعاملة بالمثل.
في كل مرة يهان فيها مسؤول او مواطن عربي في المطارات الامريكية يجب ان نرى مسؤولين امريكيين يعاملون بالطريقة نفسها، العين بالعين، والمؤخرة بالمؤخرة، والبادي اظلم.
القدس العربي


Comments


11 de 11 commentaires pour l'article 26289

Tounsi,Phoenix  (United States)  |Mercredi 10 Février 2010 à 17:49           
Fisrt of all, i,m sorry for calling you (ma chere)now it,s clear ,you are (the man) also i have read mr atwan column ,he exagerated alot, and he dont have all the facts about the new security system.my opinion,if someone wants to travel to the usa to do so without any fear of security if the person has no bad intentions...good day..

NAHINAHO  (Tunisia)  |Lundi 8 Février 2010 à 17:01           
To tounsi phoenix , thank you for your kind reply ; i am
man no women; also kind advice ; this bad security system is ( provided ) only for the arabic and muslem people ; and no for usa and european passenger , for this racism ; we believe you can ready in arabic langage the subject writted by mr atowan ; he inform , that this control system is for us and for you ; also ; and no for they other people ; really it is whole
of wrong ; same i have not any travel for usa or europe .
thanks

Tounsi,Phoenix  (United States)  |Lundi 8 Février 2010 à 15:05           
@ohanihan....ma chere ,tout d,abord j,ecris en anglais parceque j,ai choisi. personellement le francais m,a pas servit beaucoups dans ma vie. et je croix que l,anglais est mieux que le ""le swahili""!!retournant a mon commentaire j,ai dis que tous les passagers (americans inclus),hommes,femmes,vieux et enfants sont sujet de passer a travers le nouveaux sisteme de securite.mon opinion,prendre le chemin du terrorisme n as jamais avancer la
cause du palestiniens,aussi ne serve pas les interrets des arabes et les musulmants . nb

NAHINAHO  (Tunisia)  |Vendredi 5 Février 2010 à 19:38           
@tounsi phoenix
إلى الأخخ تونسي في اليونايتد قطيطس ، لو عبرت بالعربية أحسن ليكون ما تكتبه أوضح للجميع لذا حسب فهمي المتواضع إنك تبرر هذا الإجراء بدعوى أنه لو نجحت عملية ذاك الطالب لدفع المسلمون ثمنا باهظا ، ها إنهم يريدونهم أن يدفعون من كرامتهم بإهانتهم والتنكيل بهم دون أي ذنب اقترفوه ،سيما وأن هذا التفتيش المهين يشمل المسلمين فقط ، وتتساءل ماذا يمكنهم فعله ، أعتقد وأنهم لو يتوقفوا عن السفر لهناك ، سوف يجبرونهم عن التراجع أو أن يشملوا الجميع بذاك الإجراء المهين
ليس المسلمين فقط بهذه الصفة العنصرية

Tounsi,Phoenix  (United States)  |Vendredi 5 Février 2010 à 16:10           
All passengers,even americans go the the new security system,and the whole world is not happy about it. but what can you do when someone like that nigerian guy trying to blow that airliner....but all of us moslems we are paying higher price in all this.....

Ben Djraad  (Switzerland)  |Vendredi 5 Février 2010 à 05:47           
إذا أردتم المحافظة على كرامتكم وأموالكم فيجب التوقف فورا عن السفر للبلدان التي تستعمل أجهزة الإهانة هذه ،مهما كانت الظروف ....فأدخروا أموالكم في بلاد المسلمين أولى بكم من العم سام

Observo  (Canada)  |Jeudi 4 Février 2010 à 22:17           
هذه الإجرءات لا تخصّ إلاّ المسافرين للولايات المتحدة و هي مبالغ فيها دون شك. شيئا فشيئا سيتم تعيممها على كل الوجهات و على كل الجنسيات العربية كما فعلو مع حمل السوائل داخل الطائرة. أتكهّن أنه في أفق 2020 سيمنع أي مسلم من إمتطاء الطائرة حتى تلك في مدن الألعاب.
حالة الهيستيريا التي يعيشها الغرب مفتعلة وورائها إنّ. لنترك الأيام تجيب.

NAHINAHO  (Tunisia)  |Jeudi 4 Février 2010 à 19:50           
،،، مالحل لمواجهة هذا الإهانة العضمى ، حيث إن لم يقع التعامل معها بما يلزم فإن الناس العاديين الذين لايسافرون سيقولون عن رجال الأعمال وغيرهم من الذين يسافرون لهناك ،،، ها ها إن ذاك مرّ على أجهزة الكشف بأنواعه واستهدفت عوراته ،،،الخ فما الحل إذن ؟ يجب التوقف فورا عن السفر للبلدان التي تستعمل أجهزة الإهانة هذه ،مهما كانت الظروف ، فمن له صفقة عليه أن يتخلّى عنها إن لزم ، ومن يجب عليه السفر لإجراء عملية جراحية ضرورية ، فليمتنع عن السفر وإن مات هنا
فليمت موفور الكرامة لأنه إن حضر الأجل لا تنفع تلك العملية ،ولا لزوم للمعاملة بالمثل تماما إن كان ذاك صعب التطبيق ، في رأيي المقاطعة تكفي لجعلهم يراجعون أنفسهم فابدؤوا من الآن أحسن من أن يقال عنكم ما يقال، والله غالب هذا فوق التصوّر والموت أحسن منه في رأيي ودعوهم يتفرّجون على أجهزتهم تلك حتى تصدأ ، وحتى يعرفون خطأهم

Stoufa  (Tunisia)  |Jeudi 4 Février 2010 à 13:36           
مساكن العرب والمسلمين....دائما منبوذين..مكروهين

Tounsi canada  (Canada)  |Jeudi 4 Février 2010 à 09:20           
Cette histore c'est une tempete dans un verre d'eau,les musulmans dans le monde entier sont compris dans les republique de banane est meme entre elle ils ont besoin de visa,ont a tous quand merite,a chaque semaine on eaurope ont tue les musulmans par la police ou l'extreme droite,jamais les pays musulmans demander justice ou autorites concernee,la raison cava nuire a notre economie,rester chez vous.

Tounsia  (Tunisia)  |Jeudi 4 Février 2010 à 08:46           
ماذا نفعل يا أخي في زمن الجبن و العار و الذل الذي يلازمنا... في زمن الصقوا فينا تهمة الإرهاب و اصبح ديننا دين الإرهاب و ما هو الا دين السلام و السماح...في زمن نذل فيه و نهان و افواهنا مغلقة مكبلة و قلوبنا تنزف و لا حول لنا و لا قوة...و لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم الذي لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female