الى متى هذا الاذلال

بقلم الحسين ادريس - ما من مرة أمر فيها من أمام إحدى سفارات فرنسا وايطاليا وألمانيا إلا وينتابني احساس بالذل ويتملكني شعور بالاهانة .. طوابير طويلة تحتل الأرصفة وانتظار مقيت لمن لا خيار لهم غير انتظار ساعة الخلاص والحصول على التاشيرة التي تزداد شروط الظفر بها تعجيزا بين يوم وليلة...
تامين على السفر حجز في احد الفنادق وتبديل ما انزل به الله من سلطان للعملة ... اضأفة إلى حزمة الوئائق المعتادة واخذ غير مبرر للبصمة ... وقد لا ينفع كل هذا «العجب » ويرفض الطلب دون بيان للسبب ... حتى الوئائق المقدمة والمعاليم المودعة لا ترد..
تامين على السفر حجز في احد الفنادق وتبديل ما انزل به الله من سلطان للعملة ... اضأفة إلى حزمة الوئائق المعتادة واخذ غير مبرر للبصمة ... وقد لا ينفع كل هذا «العجب » ويرفض الطلب دون بيان للسبب ... حتى الوئائق المقدمة والمعاليم المودعة لا ترد..
عملة ... طلبة ... محامون ... أطباء... رجال اعمال ... صحافيون ومريدو سياحة يصطفون وكأنهم سيمنحون بطاقة عبور إلى الجنة ... ويطول الانتظار تحت اشعة الشمس المحرقة صيفا ولسعات البرد المؤذية شتاء ولا احد من مسؤولي تلك السفارات يأبه بهم ويرأف بحالهم ويفعل شيئا من اجل التخفيف من معاناتهم ، هم الذين تنتظرهم محطات عذاب واهانة أخرى في مطارات تمارس فيها العنصرية جهرا ويعرف فيها الإذلال أشكالا حيث تستعمل الكلاب المدربة في تفتيش حاملي جنسيات معينة ... ويخاطب هولاء بلغة الشك والريبة وتكتسي معاملتهم صبغة التحقيق والمحاكمة ...

هذه المكابدة السالبة للكرامة والتي تحصل في اتجاه واحد يقابلها . وهذا ما يحز في النفس تحديدا . تبجيل وترحيب وحسن استقبال وكرم ضيافة متى تعلق الأمر بابداء احد رعايا تلك البلدان الرغبة في زيارة بلدنا... بلا تاشيرة يأتون وبالمعاملة الراقية في مطاراتنا يتمتعون وفي أفضل الفنادق بأسعار رمزية ينزلون ويقيمون ويستمتعون ... كل شيء مسخر لخدمتهم وأقصى التسهيلات الممكنة تهدى لهم تقديسا وربما «تبركا» وشكرا على تفضلهم بالزيارة ... او ليسوا أصحاب فضل وبركة ؟
هل يتبدل الحال في غياب المعاملة بالمثل ؟
واهم في رأيي من يطمع في ذرة تخفيف او تيسير... فالأمر إلى الاسوا مرشح ما دمنا نقابل الإساءة بالإحسان ونستقبل ص يصدنا بالاحضان
الحسين ادريس
البيان التونسية
Comments
18 de 18 commentaires pour l'article 26027