قراءة في التحوير الوزاري

بقلم الأستاذ بولبابه سالم
و أخيرا ظهرت الحكومة الجديدة بعد تحوير استغرق مشاورات كبيرة و متعددة مع أطراف الائتلاف الحاكم ،، لم يكن المخاض سهلا بسبب دقة التوازنات و الحسابات و الانتظارات لكن تأثيرات القصر كانت حاضرة بقوة أيضا اضافة الى بهارات مونبليزير .
و أخيرا ظهرت الحكومة الجديدة بعد تحوير استغرق مشاورات كبيرة و متعددة مع أطراف الائتلاف الحاكم ،، لم يكن المخاض سهلا بسبب دقة التوازنات و الحسابات و الانتظارات لكن تأثيرات القصر كانت حاضرة بقوة أيضا اضافة الى بهارات مونبليزير .

أول استنتاج هو تزايد تمثيلية حزب نداء تونس في التركيبة الجديدة خصوصا من التيار الذي يقوده حافظ قايد السبسي وهو ما يشكل عملية استباقية للمؤتمر التأسيسي للنداء عبر حسم الأمور مبكرا قبل انعقاده خصوصا ان بعض التسريبات كانت تتوقع تأجيل التحوير الحكومي الى نهاية جانفي .
ثاني الاستنتاجات هو حصول دعم حضور حزب الاتحاد الوطني الحر في الحكومة عبر اضافة وزير جديد هو السيد محسن حسن على رأس وزارة التجارة ، مع تبني مطلب الحزب بفصل الجماعات المحلية عن وزارة الداخلية حتى تتفرغ الوزارة للعمل الأمني الذي يشكل تحديا حقيقيا في مواجهة الارهاب .
من ناحية أخرى ثبت حزب آفاق تونس وزرائه في الحكومة رغم حملة الانتقادات التي طالت رئيسه ياسين ابراهيم بعد فضيحة بنك لازار و ما حصل من تداعيات .
لم تكن حركة النهضة غائبة عن التحوير الحكومي رغم محدودية تمثيليتها (وزارتين) حيث كان هدف الحزب في المشاورات أساسا هو منع وصول شخصيات تعاديه خصوصا في الوزارات السيادية الحساسة وهو ما تحقق له ، من ناحية أخرى بدت النهضة غير مبالية بتمثيل كبير في الحكومة اليوم بعد تجربة الحكم التي خاضتها و اكتشفت الفرق بين الشعارات و الواقع التونسي الملبد بالصعوبات و التعقيدات ، في انتظار مؤتمرها القادم الذي قد يشهد تحولا في استراتيجيتها السياسية .
كما يشكل خروج السيد عمار الينباعي خبر غير سار للاتحاد العام التونسي للشغل بسبب الدور الكبير الذي لعبه في المفاوضات الاجتماعية و انحيازه للمطالب الاجتماعية وهو ما أزعج اتحاد الأعراف لكن تعيين والي أريانة عمر بن منصور على راس وزارة العدل رسالة الى بقية الولاة بضرورة الحزم و تفعيل القوانين .
كاتب و محلل سياسي
Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 118281