أعتقد أن محسن مرزوق في موقف محرج لأن هامش المناورة لديه محدود جدا يالرغم من وجود داعمين إقلاميين فلا هو يستطيع التحالف مع نداء السبسي نتيحة تصدع العلاقة مع أصدقاء الأمس ولا يستطيع التحالف مع النهضة لعدائه المعروف لها ولا حتى مع الأحزاب الديمقراطية الإجتماعية كالتكتل و التيار الدبمقراطي لتوجسها من مواقفه المتطرفة فلن يجد إلا أصدقاء الجامعة من الجبهة الشعبية والمساروالتي لا تحظى برضاءكبير من طرف الداعمين الدوليين نتيجة سياستهالإقتصاديةالمعادية
للمؤسسات النقدية الدولية وبالتالي سيعود كما بدأ صوتا معزولامن أصوات الوطد البائس وهو أهل لذلك

محسن مرزوق أنهى مسيرته السياسية بنفسه و أصبح من الماضي بعد أن شق عصى الطاعة عن ولي نعمته الباجي

قصة ... محسن مرزوق ... و النداء ...

رأى " الثعلب" ... عجوزا يمسك بشمعة مضيئة ... و يسير نحو القصر ...

ما ان دخل القصر ... اغلق الباب وراءه ... تاركا الشمعة عند الباب ... ...

و بسرعة ... انقض الثعلب على الشمعة ... ليخطفها ... و لعلها تنير سبيله ... و لكنه ...

و لتسرّعه ... امسك الشمعة من لهيبها ... فاحترقت كفه ... فرماها ... وولى مولولا و مدبرا ...

المغزى من الحكاية:

من يحاول أن يمسك الشّمعة من شعلتها ... يحرق يده !

محسن مرزوق بدون مكينة و بدون تمويل !!!!؟؟؟؟ الكتلة النيابية إلى أين …؟
ثلاث اسئلة تطرح نفسها، و لا ندري كيف سيكون التعامل في البرلمان مع هذه التشكيلة الجديدة . ننتظر .
تبقى حرية تشكيل الأحزاب والجمعيات مكسب من مكاسب الثورة . نتمنى أن تتوصل الحكومة لوضع إطار يضمن الشفافية في تمويل الأحزاب و الجمعيات.
ما هو مستقبل هذا الحراك الانفصالي ؟ قد يتجه إلى تشكيل حزب جديد … هل محسن مرزوق له قدرت على جلب التمويل الداخلي و الخارجي ؟ هل ستصمد الهياكل التي تساند اليوم محسن مرزوق أمام زحف النداء الدستوري ؟ كيف سيتعامل مجلس الشعب (القانون الداخلي ) ، مع الكتلة النيابية الجديدة ... ؟ كل هذه المحاور ستكون لمجة آخر السنة ، التي ستحتل المنابر .
في اعتقادي أن :
لمرزوق مكينة و تمويل ، و قدرة على التمويل الداخلي و الخارجي. و أحزاب مثل أحزاب الجبهة الشعبية و المسار يمكن أن يشكلوا معه مجموعة أحزاب تتفق على مشروع مجتمعي حداثي بالمعنى الغربي ، ثم على كل حال يمكن أن يتفقوا (لحاجة الانتخابات و الخطاب الانتخابي ) على برنامج اجتماعي و اقتصادي ، وهم يعلمون في الأخير أن الصندوق الدولي ، البنك الأوروبي … سيضعون لهم ورقة طريق و ( lettre de cadrage). والمهم يصبح الوصول إلى الحكم أو الدخول في تحالف … هناك
نقطة يجب أن نتابع كيف ستتطور ، و هي القطب الذي أقصى من الجبهة ، أين سيتجه ؟ شخصيا لا أظن أنه يذهب مع محسن مرزوق ، لكن لا تدري …
أما بالنسبة للخارج :
الحقيقة مرة و الأيادي الفاعلة في السياسة الوطنية والحزبية ليست سوى داخلية ، و هذا شيء طبيعي و ليس بجديد ، فمن قديم الزمان لكل حليفه الخارجي .
مثلا ، اليوم نحن أمام تطبيع بين ما تبقى من البورقيبية بقيادة السبسي و بين العربية السعودية . زيارة الرئيس المقبلة أيام 23 و 24 من هذا الشهر سيكون لها عدة نكهات … منها الاتفاقيات بين الدولتين ، و ما يمكن أن يكون لصالح الشركات التونسية و لرجال الأعمال الذين سيصحبون الرئيس ، ثم الأخوة العربية لها بعد حزبي أيضا .
تبقى دولة الإمارات حليفة للمنشق/المولود المقبل، مجموعة محسن مرزوق. و داخل البلاد محسن مرزوق له باع و رصيد من المساندين في الدولة العميقة و كبرى الإدارات الحكومية و شركات الدولة. فالتمويل الداخلي سيكون مضمون للحزبين، بنسب مختلفة ، شيء طبيعي. و مع الأسف أنه ليس هناك شفافية في تمويل الأحزاب و الجمعيات، فدون الشفافية المواطن يبقى أكبر الخاسرين .
ما موقع المواطن من كل هذا الحراك ؟
على كل حال بعد 200 مولود القبول بمواليد جدد أصبح بديهي لنا، و قد تساعد المواليد الجديدة في تقليص عدد الأحزاب، خاصة إذا يستقر الأمر إلى ، على الأكثر، 6 أو 7 عائلات سياسية ، فيكون لنا في « النهاية » على الأقصى 20 حزب . وبذلك العديد منا يمكن أن نأخذ الأمر على أنه مجرد عالم السياسة بما يحمله من تنوع. ثم ربما البيئة التونسية تحمل عوامل بقاء ال 200 حزب (…) فدكتاتورية 60 سنة كرست الأنا في آلاف الأشخاص و الذين هو مثقفون و يريدون أن يكونوا زعماء ،
وهناك عوامل أخرى أيضا منها الخارجي ومنها الداخلي (كقدرة الاستيعاب لدى الأحزاب الكبرى كالنهضة والنداء، مع عدمها )… . ثم نتمنى أن يكون المجتمع المدني غير منحاز ، و يصقل عامل الاستقلالية في مواقفه و ينميه . يبقى الإعلام الرسمي الذي لنا معه عدة مؤاخذات، على مستوى دمقرطة الحضور السياسي على البلاتوات الحوارية . ثم الأهم بالنسبة لي نحن كمواطنين غير منخرطين في أحزاب سياسية يجب أن نواصل الدفاع عن أهداف الثورة و مستحقاتها و القناعة الوحيدة التي تحركنا تبقى
هي نفسها
: الإنسان قبل كل شيء .

الشيء من مأتاه لا يستغرب
فذلك مستوى قادة نداء تونس لا يتعدى السب و الشتم و التراشق بالتهم و الشقاق و النفاق